“مصدر دبلوماسي”:
برعاية وحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اطلق وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مؤتمر الطاقة الإغترابية في دورته
الخامسة في بيروت في مركز” سي سايد ارينا” – البيال سابقا بمشاركة عدد كبير من اللبنانيين المنتشرين وفاعليات سياسية وديبلوماسية وروحية ونقابية واجتماعية وامنية واقتصادية واعلامية، وعدد من النواب الحاليين والمنتخبين واعضاء السلكين الدبلوماسي والقنصلي اللبناني والعربي والاجنبي.
بداية، النشيد الوطني اللبناني ومن ثم لوحة فنية، فكلمة مقدمة الحفل السا يزبك. وعرض شريط مصور عن مؤتمرات الطاقة الإغترابية الثلاثة عشر التي اقيمت على مدى السنوات الخمس.
والقى الوزير باسيل كلمة قال فيها:
فخامة الرئيس،
ايتها اللبنانيات ايها اللبنانيون،
وأنا واقف هنا بينكم، في مؤتمر الطاقة الاغترابيّة الخامس في بيروت، والثالث عشر في العالم، أتطلّع الى وجوهكم التي أعرف الكثير منها، لأرى فيها أبعد من البلدان التي زرتها لألقاكم، ومن المسافات التي قطعتها لأصل اليكم، أرى بهجة اللقاء وأمل الغد وشوق العودة، اراهم يحلّون مكان وجع الفراق ومرارة البارحة ووحشة الغربة. أفتكر بحقيبة السفر التي حملتموها يومها، رغماً عنكم، وحملتم فيها طموحاتكم وذكرياتكم وافكاركم وأفكّر بالحقيبة التي تحملونها اليوم وتحملون فيها نجاحاتكم وأحلامكم وعواطفكم، فيما قلبكم الذي تناسيتم اخذه وتركتموه هنا، تجدونه هنا بانتظاركم ساعة شئتم.
ارى فيكم، احبائي،
جورج ، الذي لم يزُر لبنان مرةً، وقد تمنّت عليّ والدته لو أنّ ابنها الذي يعمل في شركة النفط ” بيتروبراس ” يمكنه العمل في نفط لبنان.
واستذكر عبركم بكاء النائب البرازيلية جانديرا فغالي (عمّتها الفنانة الراحلة صباح) في الريو عندما استلمت مني وسام رئيس الجمهورية للاغتراب وقدّمته لروح والدها.
وتظهر امامي انحناءة انطوني الزعني، هذا الكبير في اعماله الاميركية، حين استلامه لجنسيته اللبنانية في فيغاس.
وتنطبع في ذهني ابداً صورة اوّل لبناني ايمن ابو صالح الذي انتخب في الخارج في سلطنة عمان صبيحة ذاك النهار في 27 نيسان 2018 وانا اشاهده بالتزامن من وزارة الخارجية، وتنطبع اكثر رقصة الفرح بالنجاح التي رأيتها في الدبلوماسية ميرنا الخولي وهي تعلن لي مباشرةً على الشاشة اغلاق آخر صندوق اقتراع في لوس انجلوس.
ارى فيكم شريطاً من 150 سنة من الهجرة والنزيف الوطني، المستمرّ بخسارة كل لبناني يغترب؛ والشريط نفسه من الانتشار والوسع الوطني المستمرّ بالإفادة من كل لبناني ينتشر. امّا الفيلم الذي ننتجه نحن فهو مقاطع عن كل لبناني عائد، بجسده، بعمله، بزيارته، بسياحته، بجنسيّته، باقتراعه … عن كلّ عائد الى لبنانيّته.
انا، يا اعزّائي، لا تخيفني الهجرة اذا تحوّلت من اغترابٍ واصبحت انتشاراً. وبالرغم من معرفتي لما يحضّر لي من حملة لتشويه غايتي، اعلن عن توقيعي اليوم لمشروع قانون يغيّر اسم ” وزارة الخارجية والمغتربين” الى “وزارة الخارجية والمنتشرين والتعاون الدولي”.
واضاف: بما أنّي لا احب الغربة وخسائرها، واتقبّل الانتشار وافاداته، الاّ أنّني لا اغتبط الاّ بالعودة، لما فيها من عودةٍ للبنان الى هويّته، آمل ان يأتي اليوم الذي ننشئ فيه “وزارة العائدين” التي تُعنى بتأمين كل مستلزمات العودة وضرورات التحفيز لها في اللغة والعمل والسكن والمجتمع والدولة.
هكذا تكون الدولة اللبنانية تهتّم لأمركم، مواطنين شركاء في المواطنة والكيان. هكذا تكون الخطوة النوعيّة المقبلة:
أوّلاً، كون عمليّة استعادة الجنسية هي قيد التطوير، ونحن نتقدّم من هذا المؤتمر للحكومة بمشروع قانون لتسهيل العملية وتوسيع هامش المستفيدين، أي تعديل قانون استعادة الجنسية.
ثانياً، كون عملية انتخاب المنتشرين هي موضوع مطالبة دائمة منّا لزيادة عدد النواب الممثلين لكم في الخارج من 6 الى 12 الى 18 نائباً، ولمنحكم البطاقة الممغنطة لتكون بطاقتكم اللبنانية الموحّدة ولتمكّنكم أيضاً من الاقتراع اينما كنتم.
ثالثاً، كون عمليّة تحفيزكم على الاستثمار بدأت بصدور تعميم مصرف لبنان بإعطاء المنتشرين الفعليين قروض سكن وعمل بفوائد منخفضة وآجال طويلة، فإنّنا اليوم نتقدّم بمشروع قانون يعطي المنتشرين حوافز مالية واقتصادية واجرائيّة مع منحهم بطاقة ممغنطة خاصة بهم.
رابعاً، كون عمليّة اعادة تنظيم الانتشار قد بدأت ومن خلال رفضنا لممارسة ايّ احتكار له وأيّ وصاية من الوزارة عليه، فإنّنا نُعلن أيضاً تقديمنا لمشروع قانون “المجلس الوطني للانتشار” الذي يلغي المادة 12 الشهيرة من قانون وزارة الخارجية، ويعطي للانتشار صحّة تمثيله عبر مجلس عالمي منتخب، وللدولة واجب رعايتها، دون وصايتها، عبر المجلس الأعلى للانتشار برئاسة رئيس الجمهورية.
ايتها اللبنانيات ايها اللبنانيون،
نظّرت لكم، كلّ مرّة، عن “اللبنانية” او ليبانيتي،
لأنّي بحثت عمّا يجمعنا ما بين مقيمين ومنتشرين، مسلمين ومسيحيين، ما بين غربيين وشرقيين، عرباً ومشرقيين، بحثت عمّا يجمعنا بحضاراتنا ومشاربنا، بثقافاتنا وافكارنا، بمعتقداتنا وايديولوجيّاتنا، فوجدت انه الدم والجين والنخاع العظمي، واكتشفت انّها ما يفسّر تميّزنا عن غيرنا ويشرح نجاحنا ويطبع طاقاتنا، وأنّ اللبنانيّة وحدها يمكنها ان تكون رابطة انتمائنا.
انّ اللبنانيّة، بمسمّاها هذا، هي ما يؤمّن وحدتنا ويزيل اختلافنا حول تاريخنا ويجمع بيننا حول غدِنا.
لقد كتبت عنها، في كلّ مرّة التقينا، لأنّي اردت ان ارسّخ بيننا مفهوماً يرى كل واحد منّا نفسه فيه، ولأني رغبت ان يعتنق كل واحدٍ منّا معتقداً وطنياً لا بل كونياً، يعطي القوّة لكياننا ويشكّل اللوبي الذي يحتاجه وطن صغير من انتشارٍ كبير، لوبي لم نفلح يوماً بتشكيله بسبب تميّزاتنا بخصائصنا، خصائص تعطينا، على العكس، القدرة على جعله لوبياً ضاغطاً وفاعلاً في سبيل الحفاظ على نموذج تعدّدنا وفرادة مناصفتنا وريادة رسالتنا.
نظّرت وكتبت وآمنت عميقاً باللبنانية، فكانت الحافز لمؤتمراتنا وزيارتكم، لمشاريعنا وتواصلكم، لقوانيننا وجنسيّتكم واقتراعكم واستثماركم.
آمنت بطاقاتكم فكانت لقاءاتنا تتكرّر نجاحاً، وكانت افكارنا تزداد احلاماً، وكانت رؤانا تزداد تنفيذا.
فلولا الحلم لما كان هناك انجاز، ولولا الخيال لما كان هناك ابتكار ولولا الفكرة لما كان هناك مشروع، فتعالوا نحلم معاً لتكون السماء حدودنا.
آمنت بقضيتكم، وبأنّكم الأصل والفصل، بأنّكم لبنان الأصيل وان لا كتاب يوضع عن لبنان دون ان يكون لكم فصل فيه.
آمنت بأنّكم اصحاب الهويّة فبدأتم باستعادة الجنسية،
بأنّكم اصحاب الحق فبدأتم بممارسة اقتراعكم،
بأنّكم اصحاب الأرض فبدأتم العودة اليها غرسا.
آمنت بأنّكم ستستثمرون لنبقى، بأنّكم ستشترون لبناني نبيذاً وعرقاً وعسلاً وزيتاً ودبساً ليكون اقتصادنا منتجاً ولنطلق معكم في هذا المؤتمر الديبلوماسية الغذائيّة Gastro Diplomacy دبلوماسيّة لبنانية فاعلة تسعى لتسويق منتجاتنا اليكم في الخارج.
Lebanese Diaspora Fund LDF آمنت بأنّكم ستشتركون في
الصندوق اللبناني الانتشاري لتكونوا شركاءنا الاساسيين في مشاريع الشراكة بين العام والخاص في الكهرباء والطاقة والمطارات والقطارات والطرقات الدائريّة، وكل اشكال المواصلات والاتصالات…
Lebanon Connect آمنت بكم، حق ايمان، لأشعر انّ الـ
غير كافٍ لتواصلكم وانّه علينا ان نوصلكم بدولتكم، بخدمات سريعة عبر الربط الالكتروني، وبمسافات قريبة عبر القناصل الفخريين المنتشرين وبمساعدات تخصصيّة عبر الملحقين الاقتصاديين والثقافيين.
آمنت بأنّ الله خلق لبنان بكم وأرسلكم الى العالم منذ ايّام الفينيقيّة، وأؤمن انّ الانسان لا يمكنه ان يغيّر مشيئة الخالق، وأنّ اللبنانية لا تغيب عنها الشمس بل هي الشمس التي تضيء رحاب الكون.
آمنت بأنّ لبنان هو رسالة وانتم رسله، وأؤمن انّ لا حدود لهذه الرسالة سوى حدود انتشاركم في العالم، ولأنّ نوركم يضيء في كل المعمورة كي يرى العالم اعمالكم المجيدة، جعلت من شعار الوزارة “حدودنا العالم”، واعتقدت بعالميّة لبنان.
نحن آمنا بكل هذا وبكم، امّا انتم فآمنوا بلبنان،
وبأنه الصخرة التي تهشّمت عليها اطماع كل الطامعين،
وبأنّ اسمه بالسريانية “لب أنان” ويعني قلب الله،
وبأنّ ارزه ارز الرب، وعلى ترابه جال الانبياء والرسل.
ايتها اللبنانيّات ايّها اللبنانيون،
صدّق البعض في لبنان أن بعدكم عنه هو جفاء، ولم يصدّقوا أنّكم ستعودون بهويّتكم الى جنسيّتكم ويجب ان تزداد اعدادكم، وبأنّكم ستعودون بأصواتكم الى صناديقكم، ويجب أن تكونوا نصف مليون مقترع في الدورة المقبلة، لتزيلوا الجفاء عن ديمقراطيّتنا وتعيدوا الحياة الى هويّة انتشاركم.
واعتقد البعض انّ في ابتعادكم سكون الغربة، ولم يتوقّعوا أنّه في حضوركم ثورة العودة؛ عودة الى بيوت الاغتراب التي ندشّن بعضها الجديد يوم السبت كما كل سنة، عودة الى متحف الاغتراب الذي تحيون فيه ذكريات مغادرتكم وتخزّنون فيه ذكريات رجوعكم، وفي هذا وذاك مسحة خير اردتموها للبنان.
ظنّ البعض انّكم ستنسون مع الزمن وستيأسون من ان يناديكم الوطن، وانّنا سنتعب من عدم تلبيتكم لندائنا وسنيأس من وضعهم العراقيل لعملنا، ولكن طالما نبض انتشاركم يدقّ، ونبض الحياة في عروقنا يضخّ، اينما كنّا، وفي أي موقع وجدنا، فإنّنا سنبقى جميعاً “ابناء اللبنانيّة” عاملين لحقوقكم جاهدين لعودتكم.
واعلموا انّنا سنلقاكم اينما كنتم واينما كنّا. حين نلقاكم في الخارج، نفكّر بلحظة اللقاء بكم هنا، وحين نلقاكم هنا، نفكّر بلحظة الذهاب اليكم، ومن هنا نوّدعكم لنعود ونلقاكم في مؤتمرنا الرابع عشر في ايلول في كندا.
اينما نلتقي نكون لبنانيين اوّلاً، نعيش لبنانيّتنا ثانياً، ونحيي لبناننا اولاً واخيراً مع ميخايل نعيمة لنقول معاً: “أمّا أنا – ذلك اللبناني المبهم الذي لا لقب له ولا حسب، أنا الذي أدوس العنب في معاصرك، وأجمع الزيت والنبيذ في خوابيك، وأُذرّي القمح على بيادرك، وأقطع الحجارة في مقالعك والحطب في غاباتك، أنا الذي لولاي لكنت بلا عضل، ولا عصب، ولا دم – أمّا أنا، فمن أنا وذو ماذا أنا، يا لبنان؟”
عشتم، عاشت اللبنانية وعاش لبنان.
كلمة الأعور
وبعد عرض شريط مصور عن ابرز اللبنانيين الذين لمعوا في بلاد الاغتراب ووصلت شهرتهم الى العالمية، القى مساعد رئيس مجلس النواب الاردني، الامين العام لحزب العون الوطني النائب الاردني- اللبناني الاصل فيصل الأعور، الذي قال: ان العالم يبحث عن الطاقات في الارض ولكنكم تعملون على اشرف استثمار، ألا وهو الاستثمار في الانسان، ولن تكسر دولة غايتها الإنسان.
وهنأ الأعور الرئيس عون على الانتخابات النيابية التي وصفها بالإنجاز الديموقراطي التاريخي الذي يضع على صفحات المجد قوة هذا الوطن العظيم.
فرح
ثم تحدث لاعب الروكبي الاسترالي- اللبناني الاصل روبي فرح الذي قال: “كوني ترعرت في استراليا، كان من السهل على الانسان الموجود في الجهة الاخرى من العالم نسيان جذور أجداده. وبغض النظر عن مكان الولادة والنشأة، فإن ثمة رابطا قويا وشعورا بالفخر يمتلكني كوني لبنانيا”.
واذ عدد ابرز محطات حياته كلاعب روكبي، اعتبر ان ابرز المحطات فخرا كانت قيادته لفريق لبنان الرسمي عام 2017 في مباريات كأس العالم في الروكبي.
رومنز وقباني
وكانت كلمة لكل من رجل الاعمال الجنوب افريقي، اللبناني الاصل تشاد رومنز الذي عبرعن محبته لوطنه الام وتعلقه بجذوره، واللبنانية – العاجية سوزان قباني التي شاركت الحضور قصة نجاحها في معمل تصنيع الكاكاو الذي انشأته مع والدها والذي تحول الى معمل شوكولا.
وعرض شريط وثائقي عن اقتراع المغتربين، ثم ادت قسيس اغنية وطنية بلغات عدة.