“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
أهي مشادة صامتة تدور رحاها في لبنان بين المحور الخليجي-المصري وقطر؟ يجوز السؤال إثر تعقّب الحركة الدبلوماسية في “قصر بسترس” اليوم. ظهرا، استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل سفراء السعودية الوزير المفوض وليد البخاري والإمارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي ومصر نزيه النجاري، ودامت مدة الإجتماع نصف ساعة، خرج من بعدها السفراء الثلاثة مترددين بالتصريح “يتعازمون” أمام عدسات الكاميرات. وأخيرا، ألقى السفيران السعودي والإماراتي مهمّة مواجهة الصحافيين على السفير المصري نزيه النجاري الذي تلقّف المهمّة الصعبة.
إلا أن التصريح من وراء منبر “الخارجية” لم يتم لأن السفير الإماراتي سرعان ما انسحب مغادرا، في حين بقي الوزير المفوض البخاري منتظرا تصريح صديقه المصري من بعيد.
فآثر النجاري الإنكفاء، لكنه قال في دردشة مع الصحافيين وهو يخرج من الوزارة بأنّ “البحث تناول الأمور الإقليمية ذات الإهتمام المشترك بين بلداننا الثلاثة ولبنان، كذلك ناقشنا العلاقات الجيدة التي تربط بين مصر والإمارات والسعودية ولبنان وسبل تطويرها الى آفاق أوسع”.
لم يكشف النجاري أية معلومة عن موضوع الإجتماع مع باسيل، في حين آثر الشامسي الإنسحاب بسرعة، وغادر النجاري والبخاري سويا وودعا بعضهما البعض عند مدخل الوزارة بقبلة.
فماذا لم يقبل السفراء الثلاثة الوقوف معا وراء منبر وزارة الخارجية للإدلاء بتصريح مشترك؟ ولماذا لم يصدر بيان مشترك عنهم؟ وماذا دار في الإجتماع مع باسيل؟ وما هي القضايا الإقليمية التي نوقشت؟
تشير معلومات موقع “مصدر دبلوماسي” الى أن موضوع الزيارة تناول مسألتين رئيسيتين: الملف السوري ودور لبنان في ظلّ التهديدات الغربية المتواصلة بضرب قواعد عسكرية في سوريا، وماهية الموقف الرسمي الذي سيتخذه لبنان في هذا الإطار. أما الموضوع الثاني وهو الأخطر بالنسبة الى مصر والسعودية والإمارات فيتمثل بانصياع لبنان الى علاقة أكثر من ودية مع دولة قطر التي تقاطعها الدول الثلاثة، وسط معلومات عن أن هذه الدول غير راضية البتة عمّا يتم تداوله عن زيارات رسمية لمسؤولين قطريين قبل الإنتخابات النيابية الى لبنان، ولكن أيضا على حماسة قطرية تتعلق بتوطيد العلاقات الإقتصادية وخصوصا بالنسبة الى ما يتردد عن شراء المحاصيل اللبنانية.
عند هذا الحد تتوقف المعلومات، وسط تكهّنات عن إمكانية حصول تباين خليجي مصري لا سيما في الموضوع السوري.
ما إن بلغت الساعة الواحدة بعد الظهر، حتى استقبل أمين عام وزارة الخارجية اللبنانية السفير هاني شميطلي أمين عام وزارة الخارجية القطرية الدكتور أحمد بن حسن الحمادي يرافقه السفير القطري في لبنان علي بن حمد المري، إستمر اللقاء ثلاثة أرباع الساعة، وآثر المجتمعون الإمتناع عن التصريح الرسمي.
وفي دردشة خاصة بموقع “مصدر دبلوماسي” بعد خروجه من الإجتماع في “قصر بسترس” كشف أمين عام وزارة الخارجية القطرية الدكتور الحمادي بأنه ” من المتوقع أن يقوم وزير خارجية قطر معالي محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بزيارة الى لبنان لم يتم تحديد موعدها بعد والمرجّح أن تحصل بعد إجراء الإنتخابات النيابية”.
وعن العلاقة مع لبنان قال:” إن علاقاتنا كانت ولا تزال متميزة مع لبنان وهي تسير على نفس الوتيرة التي عرفناها تاريخيا”. واشار الى أن الهدف من زيارته هو ” المشاركة في أعمال “منتدى التنمية العربي” في الإسكوا لكنني وجدت أنه يتوجب علي الإجتماع بنظيري اللبناني حيث ناقشنا الإستمرار بعلاقاتنا الإقتصادية والثقافية”.
وعن رأيه بزيارة سفراء السعودية والإمارات ومصر قبل قدومه بقليل قال:”ليست لدي أية فكرة عن الأمر”.
عون يستقبل الشامسي
من جهة ثانية، وعلى خلفية ما نشرته صحيفة “الأخبار” الأسبوع الفائت من تقارير قالت أنها صادرة عن السفارة الإماراتية في لبنان، استقبل رئيس الجمهورية العماد عون سفير دولة الامارات العربية المتحدة السفير حمد الشامسي في حضور مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدولية الوزير السابق الياس بو صعب، واجرى معه جولة افق تناولت العلاقات بين البلدين والاوضاع الاقليمية الراهنة.
بعد اللقاء، ادلى السفير الشامسي بتصريح قال فيه: ” سعدت اليوم بزيارة فخامة الرئيس ونقلت اليه تحيات اخيه صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وتمنياته للبنان بدوام التقدم والازدهار. وعرضت خلال اللقاء للعلاقات الاماراتية- اللبنانية والحرص الذي تبديه قيادة الدولة بتعزيز هذه العلاقات وتطويرها في المجالات كافة. وتداولت مع فخامة الرئيس في النتائج الايجابية التي حققها مؤتمر “سيدر” وما يمكن ان تقدمه دولة الامارات في سبيل مساعدة لبنان وتعزيز اقتصاده ومؤسساته الامنية والعسكرية وفي مقدمها الجيش وقوى الامن الداخلي. واكدت لفخامة الرئيس ان دولة الامارات تقف دائما الى جانب لبنان في كل الظروف والمناسبات. وقد عبر فخامته عن اهمية العلاقة التي تربط بين لبنان ودولة الامارات والتي كانت دائما على مستوى الاخوة والصداقة والتعاون، مقدرا خصوصا الرعاية التي يلقاها اللبنانيون في دولة الامارات . واعرب ايضا عن “امتنانه للدور الذي تقوم به بعثتنا الدبلوماسية على صعيد تعزيز العلاقات بين البلدين، وما نقوم به شخصيا من جهد لتنمية هذه العلاقات. وحملني فخامة الرئيس تحياته الى القيادة الاماراتية الرشيدة وتمنياته بان يزور لبنان ابناء الدولة خلال فصل الصيف كما كانوا يفعلون في السابق”.