“مصدر دبلوماسي”: مارلين خليفة
ارتأى “التيار الوطني الحرّ” أن يكون حرّا في تحالفاته الإنتخابية بعيدا من التفاهمات مع حلفائه ولا سيّما “حزب الله”، وكان لافتا افتراقه عن الحزب في معظم الدوائر الـ15 وفي دائرتين رئيسيتين لم يكن من داع للفراق فيهما هما كسروان جبيل وبعلبك الهرمل.
وفي القراءات الإنتخابية السياسية بأن رئيس “التيار الوطني الحرّ” ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل يبعث بهذا الفراق غير الضروري برسائل الى الغرب وخصوصا الولايات المتحدة الأميركية، وللدول الخليجية وخصوصا المملكة العربيّة السعودية والإمارات العربية المتحدة بأنه لا يتحالف مع شيعة “حزب الله” إلا مضطرا كما في بعبدا وفي بيروت الثانية.
وقد بلغ الأمر مستوى غير مقبول بين حليفين مفترض أنهما متفاهمان منذ عام 2006 على كثير من الأمور السياسية الداخلية، وخصوصا أن تحالفهما أوصل العماد ميشال عون الى سدّة الرئاسة الأولى وارغم خصمهما سعد الحريري على الإنعطافة بغية العودة للحكم، بلغ الأمر أن يرفض “التيار الوطني الحرّ” التحالف مع “حزب الله” في دائرة كسروان جبيل حيث للشيعة من أبناء المنطقة في جبيل وحدها 11 الف صوت، وفي كسروان قرابة الألفين، وعلى العكس تحالف مع خصوم الحزب ومع مجموعة من المتمولين.
تعيد القراءات الإنتخابية السياسية السبب الى ضغوط ثلاثية قامت بها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على باسيل من جهة، وعلى النائب السابق فريد هيكل الخازن من جهة ثانية لمنع قبول مرشح “حزب الله” الشيخ حسين زعيتر على لائحتيهما.
ولكنّ “حزب الله” عاد ونجح في تشكيل لائحة مستقلة بالتعاون مع الوزير السابق جان-لوي قرداحي وشخصيات، ليقول لخصومه بأن لا أحد يمكنه عزله ولو في عرين الموارنة حيث له حلفاء مستعدين ليكونوا “فدائيين” والتحالف معه.
وتشير الهمسات الإنتخابية في الدائرة التي فيها 7 نواب موارنة ونائب شيعي الى أن المرشح العميد شامل روكز كان حتى اللحظة الأخيرة ينتظر التحالف مع “حزب الله” سائلا عمن سيشغل المقعد الشيعي لكنّ كلمة الفصل كانت لرئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.
ولعلّ أكثر ما يؤسف “حزب الله” من حليفه البرتقالي بأنه لا يتصدّى للشائعات التي يطلقها بعض خصومه في كسروان جبيل بأن “الحزب” يريد أن يجتاح كسروان وجبيل بـ “المشروع الفارسي”، ويتيح أنصار “التيار” وحتى بعض المرشحين سريان هذه الشائعات متفرّجين، عوض لجمها ووقف التحريض الطائفي لغايات انتخابية بحتة. حتى أن “حزب الله” يعترف – بحسب محللين مقربين منه- بأن “القوات اللبنانية” في دائرة كسروان جبيل هي أشدّ عقلانية ووعيا من “التيار الوطني الحر”، وهي لا تستخدم أي خطاب عدائي ضدّ “حزب الله” لا بل لا يأتي مرشحوها على ذكره. وردّا على سؤال عّمن يضايق “الحزب” أكثر في عرين الموارنة الحليف البرتقالي أم “القوات”؟ يأتي جواب دبلوماسي من طرف “الحزب” قائلا:” لسنا متحافلين إنتخابيا ولا سياسيا مع “القوات اللبنانية” نحن مختلفون مع التيار انتخابيا لكننا ملتزمين بتحالف “مار مخايل”!