“مصدر دبلوماسي”:
بينما كان عدد من النازحين السوريين يعودون من بلدة شبعا الحدودية الى بلدتهم في سوريا وتدعى “بيت جن” يوم الأربعاء الفائت بمساعدة من “الأمن العام اللبناني” وبطريقة طوعية من قبلهم، لأن مكان سكنهم بات آمنا، في نفس الوقت أصدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بيانا أقل ما يقال فيه أنه مستغرب تقول فيه أنها ” لا تشارك في تنظيم هذه العودة أو غيرها من حركات العودة في هذه المرحلة، نظرا الى الوضع الإنساني والأمني السائد في سوريا”.
في هذا البيان، تأكيد لشكوك الكثير من اللبنانيين بأن هذه المنظمة واخواتها تعمل لبقاء مليون و800 ألف نازح سوري في لبنان في لبنان، مؤجلة عودتهم لأهداف تخص البلدان التي تخدمها ولكنها لا تخص أبدا مصلحة لبنان واللبنانيين.
وأمس تحركت وزارة الخارجية اللبنانية مستنكرة سلوك المفوضية ومتحدثة عن شكوك برغبة في “التوطين”. أما اليوم فكان حديث آخر مع ممثلة المفوضية ميراي جيرار أفهمت فيه بأن الأمر في شأن اللاجئين في لبنان ليس لها وليس للمفوضية بل للحكومة اللبنانية وللبنانيين. وورد موقع “مصدر دبلوماسي” بيان من وزارة الخارجية والمغتربين جاء فيه:
“بناء لتعليمات معالي وزير الخارجية والمغتربين، استدعى السفير غدي الخوري، مدير الشؤون السياسية والقنصلية، السيدة ميراي جيرار ، ممثلة مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان، وذلك على خلفية البيان الصادر عن المفوضية الخاص بعملية عودة حوالي 500 نازح سوري من منطقة شبعا إلى بيت جن السورية.
اثار السفير الخوري، مسألة سلوك المفوضية لجهة اصدارها بيانا مخالفا للسياسة العامة اللبنانية المنسجمة بالكامل مع المبادىء الانسانية والقانون الدولي والتي تقضي بالعودة الآمنة والكريمة للنازحين السوريين الى بلدهم مشيرا الى ان مضمون البيان يزرع الخوف والتردد في نفوس النازحين السوريين الذين قرروا طوعيا وبملء إرادتهم العودة إلى بلدهم، كون الوضع الأمني في معظم مناطق سوريا بات يسمح بالعودة.
وتم التشديد على وجوب ان تتماهى البيانات الصادرة عن المفوضية مع مستجدات الوضع السوري وأولويات الحكومة اللبنانية وعلى وجوب الامتثال للاصول الدبلوماسية وتحفظ المفوضية عن إصدار بيانات تعرقل عملية العودة“.
وكانت الوزارة أصدرت مساء أمس بياناً، نشره موقعنا ويعيد التذكير به تضمّن الآتي:
“تبدي وزارة الخارجية والمغتربين أسفها لمضمون البيان الذي صدر عن المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بشأن عودة حوالي ٥٠٠ نازح سوري من شبعا إلى بيت جن السورية، الذي لا يشجع حتى على نموذج صغير للعودة الطوعية، الآمنة والكريمة التي تتوافق مع جميع المبادىء الانسانية والأعراف الدولية، لا بل تخوّف النازحين من أية عودة في هذه المرحلة بسبب ما تذكره من وضع أمني غير مستقر. وقد لفتنا إصرار المفوضية مرة جديدة على رفض أي مؤشر إيجابي للعودة وعلى اخافة السوريين منها على الرغم من استقرار الحالة الأمنية في كثير من المدن السورية وعودة الحياة الطبيعية إليها. ان هذا الأمر يؤكد مخاوفنا من وجود سعي جدي للتوطين عبر زرع الخوف والتردد في قلوبهم وتعمّد عرقلة أية جهود جدية لعودتهم والتخفيف من معاناتهم وحل مشكلة من يستطيع الرجوع سياسياً وامنيًا إلى سوريا كون العودة الآمنة والكريمة هي الحل الوحيد لأزمة النزوح.
ان هذا الأداء الدولي المحبط يدفع الخارجية اللبنانية الى إعادة تقييم عمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في هذا الخصوص وفي هذه المرحلة بالذات، ويدفعنا لمساءلتها بحسب الأصول الدبلوماسية المتبعة خصوصاً في ظل الوضع الملتبس الذي يحيط بها“.