“مصدر دبلوماسي”- بغداد- خاص:
كشفت مصادر مقربة من الوسط السياسي العراقي، عن قيام السفير الايراني في العراق ايرج مسجدي الاسبوع الماضي بجولة من اللقاءات المكثفة مع قادة “التحالف الوطني” في بغداد وباقي المحافظات العراقية للتمهيد الى جمع الاحزاب الشيعية ضمن ائتلاف واحد لتشكيل الحكومة المقبلة .
واكدت المصادر أنّ “تحالف النصر” الذي يرأسه حيدر العبادي ، بعيدا كما يبدو عن الدائرة التي تسعى طهران لدعمها، فالتحركات الإيرانية تتم بمعزل تام، ومن دون تواصل مع العبادي، الذي ترى طهران أنه يميل إلى الغرب والمحيط العربي، الأمر الذي جعل من انقسام “التحالف الوطني” في هذه الانتخابات أمراً حتمياً.
وقال مسؤول سياسي من “التحالف الشيعي”، ان السفير الإيراني لدى العراق، إيرج مسجدي،بدأ الأسبوع الماضي، بجولة من الاجتماعات مع بعض قادة تحالف الكتل السياسية المنشقة عن التحالف الوطني”، مبيناً أنّ “مسجدي التقى أولاً مع رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، وعقد معه اجتماعاً لاكثر من ثلاث ساعات، بحث خلاله موضوع الانتخابات المقبلة، وإمكانية توحيد بعض الجهات لتشكيل تحالف جديد يكون بديلاً للتحالف الوطني، ليعمل على تشكيل الحكومة المقبلة”.
وأضاف المصدر أنّ “المالكي، الذي يسعى للحصول على دعم الجانب الإيراني للوصول إلى سدّة الحكم، لم يحصل من الحكومة الايرانية على وعود قاطعة حتى الان، موضحاً أنّ “مسجدي وعد المالكي بالدعم لتشكيل تحالف واسع يشمل أغلب التحالفات المنشقة عن التحالف الوطني، لكنه لم يبحث موضوع رئاسة الحكومة المقبلة معه”، مبيناً أنّ “الجانبين (المالكي ومسجدي) يسعيان في الوقت ذاته لإبعاد العبادي وعزله تماماً عن هذا التحالف، على اعتبار أنه ابتعد عن إيران خلال فترته الرئاسية، على العكس مما فعله تجاه الغرب والمحيط العربي”.
واكد مصدر سياسي اخر مقرب من السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة المنشق من المجلس الاعلى الاسلامي ان مسجدي اجتمع مع الحكيم، وبحث معه تشكيل تحالف واسع يكون على عاتقه تشكيل الحكومة المقبلة”، مبيناً أنّ “الحكيم اتفق مع مسجدي في وجهات النظر، في السعي لجمع باقي احزاب التحالف بعد ظهور نتائج الانتخابات.
وبين المصدر ان مسجدي اجرى سلسلة من اللقاءات مع قادة تحالف الفتح (الحشد الشعبي) كهادي العامري وفالح الفياض والمهندس وباقي قادة الفصائل المسلحة ، خلال الاسبوع الحالي وسيعقد اجتماعات اخرى مع باقي الحركات السياسية المشاركة بالانتخابات .
واكد المسؤول السياسي ان السفير الايراني في بغداد لم يلتق العبادي حتى الان ولا يوجد على جدول لقاءات العبادي أي لقاء قريب مع مسجدي أو أي مسؤول إيراني آخر”، مبيناً أنّ “ملامح الدعم الإيراني بدت واضحة للجميع، بينما لا يوجد تقارب أو دعم للعبادي، لكنها لم تستقر بعد على دعم شخص معين من قادة التحالفات الأخرى، ليكون رئيساً للحكومة المقبلة”. وأشار إلى أنّ “التنافس محتدم بين المالكي والعامري على رئاسة الحكومة، ولم يقدم أي منهما أي تنازل للآخر، وهما متمسكان بالوصول إليها”، مؤكداً أنّ “إيران أكثر دعماً للعامري في هذه الانتخابات، وتدفع به للوصول إلى رئاسة الحكومة”.
ولم تتحدث قيادات التحالفات المنشقة عن التحالف الوطني عن أي تحالف يسبق الانتخابات، بينما يؤكد مسؤولون ونواب فيها أنّ الإعداد لتحالف واسع سيكون بعد الانتخابات.
ويؤكد مراقبون أنّ الدعم الإيراني في هذه الدورة الانتخابية، أقل تأثيراً من الدورات السابقة، الأمر الذي دفع العبادي إلى أن يبتعد عن إيران متجهاً نحو الجانب الغربي والمحيط العربي.
وبينوا أنّ إيران تدعم زعيم مليشيا بدر، هادي العامري، لمنصب رئيس الحكومة، لكنها لن تعلن ذلك حتى تظهر نتائج الانتخابات”، واشاروا إلى أنّ “التحالف الشيعي في هذه الدورة ليس كما في الدورات السابقة، إذ إنّ انقسام العبادي وذهابه بخط مغاير للخط الإيراني أضعف التحالف الشيعي”.
خلفيّة:
تشهد الساحة السياسية العراقية تشكيل تحالفات بين قوى وكيانات من طوائف مختلفة استعدادا للإنتخابات البرلمانية المقررة في 12 ايار المقبل، وتشارك في هذه الإنتخابات تحالفات تضم أحزابا وكتلا سياسية مختلفة أبرزها: حزب الدعوة الإسلامية الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وتحالف النصر والإصلاح برئاسة حيدر العبادي، وإئتلاف الوطنية برئاسة سليم الجبوري رئيس البرلمان الحالي، وكتلة الإستقامة التي يقودها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وإئتلاف الفتح الذي يضم 18 كيانا من أجنحة سياسية لفاصائل الحشد الشعبي بقيادة هادي العامري.