“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
تكتسب معركة دائرة كسروان جبيل أهمية قصوى كونها في قلب الجبل الماروني، ولكونها تواجه وضمن اللائحة الواحدة العائلات الكسروانية والأحزاب السياسية في تنافس حاد يظهر جليا من خلال الحروب الكلامية والشائعات والصور المنتشرة وخصوصا في دائرة كسروان التي يكتسب أحد مقاعدها المارونية الخمسة أهمية استثنائية كونه مقعد النائب ميشال عون الذي انتقل منه لرئاسة جمهورية لبنان، في حين يتنافس عليه اليوم العميد شامل روكز مع أسماء كسروانية بارزة.
ودخل العامل المناطقي بقوة في بداية المعركة، لأن روكز إبن شاتين البترون ترشح عن المقعد الماروني، وشنّت عائلات كسروانية حملة شعواء ضدّه، وبعد استيعابها بشكل متدرّج، يبدو بأن الحملة تطاول اليوم التاريخ العسكري لقائد فوج المغاوير سابقا العميد روكز، وقد أثارت صوره بالبزة العسكرية مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تفاعلا كبيرا وخصوصا من قبل مناوئيه وأبرزهم النائب السابق والمرشح عن دائرة جبيل كسروان الدكتور فارس سعيد الذي سأل في تغريدة له:” هل يجوز؟”.
وبعيدا من مماحكات الخصوم، تكثر الأحاديث في كسروان خصوصا عن تنافس ومناوءة كبرى تحصل بين مرشحي لائحة روكز في ما بينهم، ويقول أحد الكسروانيين أن لا أحد من أعضاء اللائحة يحكي مع الآخر، الى درجة انه تعثر التقاط صورة انتخابية جامعة لأعضاء اللائحة وأبرزهم: نعمت افرام، ومنصور البون، وزياد بارود، وروجيه عازار…
وتشير أوساط متابعة الى ان معركة التيار الوطني الحر في كسروان ستكون صعبة جدا نظرا الى انفصال قياديين بارزين عن التيار للارتماء في احضان احزاب أخرى، فضلا عن أن الشخصيتين الرافعتين للاحئة وهما نعمت افرام ومنصور البون لا ينتميان الى “التيار الوطني الحر”، ما يجعل أن أصوات “التيار” سيعبّر عنها العميد شامل روكز وروجيه عازار، علما بأن الحاصل الإنتخابي في كسروان وجبيل هو بين الـ15 ألفا الى الـ16 ألفا.
يرفض العميد شامل روكز الدخول في الجدل الدائر حول تضامن اللائحة التي يترأسها مع إسمين متقدمين هما نعمت افرام ومنصور غانم البون ويقول أن التضامن موجود وهو يسعى في جولاته كلها في كسروان وجبيل الى تأمين الحاصل الإنتخابي للائحة برمّتها ولإنجاح أكبر عدد من المرشحين معه.
وعن سبب عدم وجود صورة جماعية لأعضاء اللائحة يقول العميد روكز لموقع “مصدر دبلوماسي”:” لا لزوم لصورة فصورنا موجودة بالقلب. وعن إستحضار الحرب مع “القوات اللبنانية” كما نقل عنه في إحدى جولاته الإنتخابية؟ قال روكز: “اخترعوا هذه القصة وراحوا يردون على فبركاتهم، خطاباتي كلها مصورة عبر وسائل الإعلام، وضعنا الحرب وراءنا، ربما يعتبر بعضهم الحرب مادة لشد العصب عند لكنني لا أستخدم هذه الطرق”. وعن النقد الذي طاول صورة له بالبزّة العسكرية مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع شعار: شامل أنا وأنا شامل، قال العميد روكز هذه الصورة وضعها الناس لكنها ليست الصورة الرسمية المعتمدة من قبلي في الإنتخابات علما بأن لدي الكثير من الحنين لهذه الصورة لكنها لم توضع من قبلي”. وعن الحساسيات المناطقية وهل تم تخطيها؟قال روكز لا توجد حساسيات مناطقية وكسروان بالقلب وانا في قلب نسيجها”.
ولعل أبرز ما سيميز هذه المعركة في هذه الدائرة المسيحية (7 نواب موارنة ونائب شيعي) أيضا انبثاق لائحة مدعومة من “حزب الله” برئاسة الوزير السابق جان لوي قرداحي وتضم مرشح “حزب الله” عن المقعد الشيعي الشيخ حسين زعيتر الذي لم يستطع “التيار الوطني الحر” قبول ترشيحه نظرا الى الحساسيات العائلية التي نشأت في جبيل كون الشيخ زعيتر هو من البقاع. وبحسب المعنيين فإن هذه اللائحة تنطلق من 10 آلاف صوت شيعي في الدائرة، لكن السؤال إن كان رئيسها سيتمكن من جلب الأصوات الـ5 آلاف المتبقية لتوفير الحاصل الإنتخابي للائحة علما بأن قرداحي نال عام 2005 قرابة الـ13 ألف صوت في الدائرة ذاتها بحسب النظام الأكثري.