“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
يعيد موقع “مصدر دبلوماسي” نشر هذا التقرير الذي نشرته مجلة “الأمن العام” في عددها الـ55 لشهر نيسان 2018 وفيه تفاصيل عن اقتراع المغتربين في الخارج. لمتابعة مواضيع المجلة الضغط على الرابط الآتي:
http://www.general-security.gov.lb/uploads/magazines/55/11.pdf
اعلنت وزارة الداخلية والبلديات في بداية شباط الفائت جهوز القوائم الانتخابية للناخبين الذين اختاروا الاقتراع في الخارج وتمّ ارسال نسخا عنها الى البلديات والمختارين ومراكز المحافظات والاقضية والى وزارة الخارجية والمغتربين بهدف نشرها، وقد تبيّن تسجيل 92810 مغترب سيقترع منهم 82900. التفاصيل في هذا التقرير.
فتح باب تسجيل المغتربين لمرة واحدة عام 2013 ولكن عبر السفارات اللبنانية في الخارج وليس عبر التسجيل الالكتروني ولم يتجاوز عدد المتجاوبين الثلاثة آلاف وقتها، الا ان التسهيلات الالكترونية التي استحدثت في دورة 2018 سمحت للمنتشرين بالتسجيل ووصل العدد الى 92 الف و810 مقترعين مسجلين في غضون أقل من 50 يوما، أما الذين تسجلوا سابقا فكان عليهم التسجيل مجددا.
نصّ قانون الانتخابات النيابية الرقم 44 الصادر في حزيران 2017 على مشاركة المغتربين اللبنانيين في الاقتراع للمرة الاولى بدءا من انتخابات 2018 التي سيصوّت فيها المغتربون بحسب تقسيم الدوائر في لبنان.
وبعد 4 أعوام سيصوت هؤلاء لنواب من الاغتراب وبالتالي سيتم ترشيح نوّاب من الإغتراب في 6 قارات ما يعني اضافة 6 نواب جدد على العدد الحالي للبرلمان وهو 128 في قارات: افريقيا، اوروبا، اميركا اللاتينية، اميركا الشمالية، اوقيانيا وآسيا، فيصبح عدد مجلس النواب 136 في الدورة المقبلة. اما في الدورة الثالثة فسيتم إدخال هؤلاء النواب الستة ضمن الـ128 بعد تقليل عدد المقاعد النيابية في الداخل.
تطبق وزارة الخارجية هذه المراحل بدءا من الدورة الحالية في 2018، وقد نص القانون على إمكانية التسجيل الالكتروني فنسقت وزارة الخارجية والمغتربين مع وزارة الداخلية والبلديات وقامت بالاجراءات اللازمة كلها وبسرعة قصوى لاتمام هذا الاستحقاق. تقول مستشارة وزير الخارجية والمغتربين باسكال دحروج بان “هذا الامر يحصل لاول مرة في لبنان وبطرق مسهلة، وتم انشاء موقع الكتروني يستخدم 5 لغات وتم استحداث تطبيق على الهواتف الذكية للتسجيل وجرت العملية برمتها في وزارة الخارجية والمغتربين بحضور مندوب دائم من وزارة الداخلية والبلديات”.
اغلق باب الترشيح (للإقتراع) في 22 تشرين الثاني 2017 وكانت المهلة قصيرة لان الموقع الالكتروني والتطبيق لم يعملا قبل 1 تشرين الاول الفائت وهي عبارة عن مهلة قصيرة جدا لا تتعدى الـ53 يوما اي اقل من شهرين.
ودار حديث في اللجنة المختصة بان اي تمديد يحتاج الى تعديل في قانون الإنتخابات الرقم 44 الصادر في حزيران 2017، ولما كان تعديل القانون برمته مطروحا ارجئ طرح تعديل هذه المادة لتمديد مهلة التسجيل الى حين آخر، وبعد انتهاء المهلة القانونية للتعديل في 18 كانون الثاني 2017 تقدّم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بمشروع قانون يرمي الى تعديل بعض المهل الملحوظة في القانون رقم 44 الصادر في 17 حزيران 2017، طلب فيه تمديد المهلة المعطاة بموجب المادّة 113 من القانون رقم 44 للبنانيين غير المقيمين على الاراضي اللبنانية للاعلان عن رغبتهم بالاقتراع في الخارج وتسجيل اسمائهم الى 15 شباط 2018 ضمنا، على ان ترسل السفارات القوائم تباعا الى المديرية العامة للاحوال الشخصية بواسطة وزارة الخارجية والمغتربين قبل 25 شباط 2018.
وكانت المادة 113 من القانون الرقم 44 وضعت حدا اقصى للمهلة التي يمكن ان تعطى للبنانيين المقيمين في الخارج للاعلان عن رغبتهم بالاقتراع في الخارج وتسجيل اسمائهم وتنتهي هذه المهلة في 20 تشرين الثاني من السنة التي تسبق موعد الانتخابات النيابية، وبالتالي انقضت هذه المهلة رغم عدم تمكن جزء كبير من اللبنانيين المقيمين في الخارج من ممارسة حقهم في التسجيل. ولفتت الاسباب الواجبة التي قدمها باسيل الى ان “الزخم الذي اعطي اخيرا لاجراء الانتخابات النيابية من تجاوز العقبات التقنية وتأمين الاعتمادات المالية اللازمة، اظهر لدى اللبنانيين في الداخل كما في الخارج، جدية الادارة في اجراء الانتخابات في موعدها، الامر الذي شجع اللبنانيين في الخارج على الاقدام على اعلان رغبتهم في الاقتراع وطلب تسجيل اسمائهم، الا ان المهلة القانونية نفذت واوصد باب التسجيل امامهم خاصة ان الآلاف منهم حاولوا الدخول الى الموقع الالكتروني في الساعات الاخيرة ولم يتمكنوا من اتمام عملية التسجيل بسبب التزام الوزارة باقفال التسجيل عند تمام منتصف ليل 20 تشرين الثاني حسب القانون تطلب الامر التقدم بمشروع القانون الحاضر”.
من الواضح انه بعد اعادة احالة المشروع على اللجان المختصة وانقضاء المهل بان اي تمديد لن يحصل.
وتشير دحروج المتخصصة في العلاقات الدبلوماسية وفي القانون الدولي وهي شاركت في وضع الدراسات الإنتخابية وطرق الاقتراع الى ان
” صعوبة العمل لا تكمن في المهل القصيرة فحسب، بل في الوصول الى المغتربين لاخبارهم بكيفية التسجيل، فتعاقدت الوزراة مع شركة اعلانية بعد استدراج عروض، وكانت حملة اعلانية واسعة للوصول الى الخارج، ونظمت البعثات اللبنانية تجمعات لشرح الآلية للمغتربين. وبعد انتهاء هذه المهلة وصلت مطالبات عدة من المغتربين لتمديد المهلة وخصوصا في البلدان الكبرى مثل اوستراليا وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وفي دول افريقية مختلفة، لم يستطع عدد كبير من الالتزام بالمهلة بعد اغلاق باب التسجيل في منتصف ليل 22 تشرين الثاني 2017 وقد تلقت الوزارة قرابة الالفي طلب تم رفضها لان المهلة انتهت، وكانت المحصلة تسجيل 92810 مغترب لبناني.
أرسلت وزارة الخارجية والمغتربين “الداتا” الى وزارة الداخلية والبلديات، وتطلب الامر وقتا لدراسة الملفات ولاختيار من يحق له التصويت ومن عليه احكام، ولما كان القانون ينص ايضا على ان فتح قلم اقتراع يتطلب وجود 200 شخص مسجل في كل بلد، تبين لوزارة الداخلية والبلديات بانه سيتم فتح مراكز اقتراع في 40 بلدا.
بناء على هذه النتيجة اصدر رئيس الجمهورية اللبنانية المرسوم رقم 2219 الصادر في 22 كانون الثاني 2018 وحددت المادة الاولى دعوة الهيئات الناخبة في جميع الدوائر الانتخابية المحددة بموجب القانون الرقم 44 تاريخ 17 حزيران 2017 لانتخاب اعضاء مجلس النواب وفقا للمواعيد الآتية:
-اقتراع اللبنانيين المقيمين على الاراضي اللبنانية يوم الاحد الواقع في 6 ايار 2018، اقتراع الموظفين الذين سيشاركون في العملية الإنتخابية في 3 أيار 2018.
-المرحلة الاولى لاقتراع اللبنانيين غير المقيمين على الاراضي اللبنانية ستكون الاحد في 29 نيسان 2018 وذلك في الدول الآتية:
اوستراليا، 11820 ، كندا، 11438، الولايات المتحدة الاميركية 10 آلاف، فرنسا، 8362، ألمانيا، 8351، الامارات العربية المتحدة 5164، السعودية، 3184،الكوت ديفوار، 2344، البرازيل، 2106، السويد، 1910، الكويت، 1878،قطر، 1832،المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية 1805، جمهورية فنزويلا البوليفارية، 1496، جمهورية نيجيريا الاتحادية 1263، بلجيكا، 1052، جمهورية الباراغواي، 923، سويسرا، 889، ايطاليا، 728، غينيا،439، السنغال،400، الارجنتين، 392، إسبانيا، 376، غانا، 375، المكسيك، 347، الكونغو الديموقراطية، 341، كولومبيا، 325، جنوب افريقيا،312، ارمينيا، 311، سلطنة عمان، 296، رومانيا، 270، سييراليون،259، مصر، 257، الجمهورية الهيلانية،256، الغابون، 251، الدانمارك،250، غوادلوب،242،هولندا،228، بنين، 217، ليبيريا،211.
-المرحلة الثانية لاقتراع اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية يوم الجمعة في 27 نيسان 2018 وذلك في الدول الآتية:
المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، قطر، سلطنة عمان ومصر.
وقد بلغ عدد الذين يحق لهم الإقتراع 82900 ناخبا بحسب القوائم الانتخابية الاولية التي صدرت عن وزارة الداخلية والبلديات وهي صارت منشورة اليوم عبر موقع الوزارة. اما فارق الـ10 آلاف مقترع فيعود الى رفض بعض الاشخاص بسبب الاحكام الموجودة عليهم، الى وجود اشخاص تسجلوا لمرتين، وثمة قرابة الـ 2700 شخص ناخب تسجلوا ببلدان لم يصل العدد فيها الى 200 فلم يتم فتح اقلام اقتراع وبالتالي لم تدرج اسماء هؤلاء في القوائم الانتخابية.
تحاول وزارة الخارجية والمغتربين دراسة امكانية أن يقترع الـ2700 اسم في اقرب مكان لهم في الخارج او المجيء الى لبنان، “ونحن ندرس الآلية وهؤلاء موزعون في افريقيا واوروبا وفي دول عدة” بحسب باسكال دحروج.
في هذا السياق، توقف المعنيون في وزارة الخارجية والمغتربين عند بعض الارقام اللافتة، وتقول دحروج بان “التسجيل الكثيف كان متوقعا في بلدان مثل اوستراليا وكندا وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية، حيث توجد اكبر الجاليات اللبنانية، وكان لافتا تسجيل عدد ضئيل من اللبنانيين في البرازيل التي تضم أكبر الجاليات اللبنانية في العالم (قرابة الـ7 ملايين) إذ لم يتجاوز المسجلون الثلاثة آلاف لبناني، وتعيد دحروج هذا العدد الضئيل الى انه ” يترتب على اللبناني الذي يريد الاقتراع ان يكون حاملا للجنسية اللبنانية بحسب القانون، وثمة العديد من اللبنانيين في البرازيل لديهم جنسية لبنانية، لان التصويت يحتاج الى جواز سفر أو هوية، وبالتالي لا تمكن المقارنة على عدد المغتربين بل على نسبة حاملي الجنسية، وقلة من تحملها في البرازيل. في حين ان اللبنانيين في فرنسا وافريقيا مثلا يحملون جميعهم الجنسية اللبنانية. ثمة دول لا تسمح بان يحمل مواطنوها جنسيتين مثل هولندا وكوبا على سبيل المثال لا الحصر، لكن المقيمين في هذه الدول تكون لديهم الجنسية وثمة أشخاص تسجلوا في هولندا وتم فتح قلم اقتراع في هولندا”.
وفي الخلاصة التي تقدمها دحروج انه ” بعد عدد المغتربين الذين تسجلوا يعدّ الامر خطوة أساسية لوزارة الخارجية والمغتربين بالرغم من رهان الجميع على فشلها، وقد ادّت الى نتيجة 92810 مغترب مسجل ما فاجأ الجميع ولو مددت المهلة لكنا وصلنا الى رقم اكبر بكثير، لكن في الاحوال كلها فقد شكلت هذه النتيجة دافعا اساسيا للتفكير بالاغتراب بطريقة مختلفة وبات الجميع يحسب حسابا للمغتربين اللبنانيين”.