“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
إختار رئيس الحكومة سعد الحريري العزف على الوتر السني في لقائه البيروتي اليوم من دارة المرشح على لائحته في بيروت الثانية تمام سلام فقال بالحرف: “هناك استهداف للبنان وللطائفة السنية، ولكن نحن بطريقة تصرفنا، نحافظ على الطائفة أو نفرّط بها، نحن وإياكم أمام هذه التحديات والإستهداف”. وقد درج الحريري في خطاباته أخيرا العزف على الوتر المذهبي للمّ التأييد الشعبي للوائحه. وكان لافتا اليوم أيضا أن منافس الحريري الوزير السابق اشرف ريفي المتهم من قبل فريق الحريري بالذات بأنه يعتمد هذا الخطاب تحدث اثنلء إطلاق “لائحة المعارضة البيروتية” عن “التغيير نحو الدولة المدنية”.
وتشير أوساط بيروتية متابعة للحركة الإنتخابية الى أن توخي هذا الخطاب المذهبي الغير مألوف لدى الحريري الإبن يعود الى خسارة شبه محتّمة لديه في بيروت الثانية التي تتنافس فيها 9 لوائح مشيرة الى أن الرجل قد يستطيع إنجاح 3 مرشحين سنّة من أصل ( 6 ) من أصل 11 من أعضاء لائحته، ( تضم بيروت الثانية 6 نواب سنة، 2 شيعة، درزي، وأرثوذكسي وإنجيلي).
ويبدو بأن هذا الوتر المذهبي لم يعد فعّالا عند أبناء بيروت الذين لم يعودوا بأبهون كثيرا إلا للقمة العيش. وتشير أوساط بيروتية الى أن ثمة نقمة بيروتية كبيرة بسبب تهميش أبناء المدينة بالوظائف العامة وفي بلدية بيروت، وفي المشاريع التي لا تفيد منها إلا الدائرة الضيقة المحيطة بالحريري، فضلا عن عدم احتواء لائحة الحريري على أسماء وازنة من الساحة البيروتية باستثناء اثنين (الوزير نهاد المشنوق ورئيس الحكومة السابق تمام سلام)، الى الإنفاق غير المقبول في مشاريع منها “نفق الذهب” أي نفق سليم سلام الذي تبلغ تكلفته بحسب معنيين 18 مليون دولار، وصولا الى شعار “الخرزة الزرقا” الذي لم يكن مستساغا لدى البيروتيين المسلمين. الى ذلك لم يعد الخطاب الذي يحمله الحريري ضدّ “حزب الله” مقنعا للبيارتة الذين ” لا يقبضونه جديا” بحسب أحد ابناء بيروت.
وتشير أوساط متابعة الى وجود 3 خطابات سياسية في بيروت الثانية، الأولى لتيار المستقبل ، والثانية للائحة “حزب الله” “أمل” والأحباش، والثالثة لريفي الذي يركز على ضرورة وقف التنازلات التي حولت الطائفة السنية الى مجموعة سياسية ضعيفة وعلى ضرورة محاربة الفساد.
وتتبدى معركة بيروت الثانية معركة شدّ عصب سني أكثر منها معركة سياسية أو إنمائية، وفي العاصمة ستنشأ الزعامة السنية الجديدة ولكن ايضا في العاصمة الثانية أي طرابلس الفيحاء.
في بيروت الثانية 9 لوائح، وستشهد أشرس المعارك: بين لائحة “تيار المستقبل” برئاسة الحريري في مواجهة لائحة حزب الله – حركة أمل – الأحباش ولائحة “المعارضة البيروتية” وأما اللوائح الأخرى فالأولى للعائلات برئاسة رئيس تحرير صحيفة “اللواء” صلاح سلام، بالتحالف مع الجماعة الإسلامية، والثانية لحركة الشعب وشخصيات مستقلة، وهناك لوائح تمثل المجتمع المدني.