“مصدر دبلوماسي”- قاسم قصير:
يعيد موقع “مصدر دبلوماسي” نشر هذا التقرير الشامل الذي أعدّه الزميل قاسم قصير ونشره في “مجلّة الأمان” مفصّلا خريطة اللوائح والتحالفات ومتوقعا النتائج بعد الإنتهاء من تسجيل اللوائح الإنتخابية.
انتهت منتصف يوم الاثنين 26 آذار المهلة الأخيرة لتسجيل اللوائح الانتخابية في كل الدوائر، وبلغ عدد اللوائح المسجلة 77 لائحة ضمت 597 مرشحاً، وكان العدد الأكبر من اللوائح في دائرة بيروت الثانية حيث بلغ عددها 9 لوائح، وأما الأقل فكان في دائرة صور-الزهراني (قرى قضاء صيدا) وقد بلغ عددها (2) فقط، والمعروف ان الرئيس سعد الحريري هو الذي يرأس لائحة تيار المستقبل في بيروت الثانية، والرئيس نبيه بري هو رئيس اللائحة من دائرة الجنوب الثانية (صور – الزهراني).
فكيف توزعت اللوائح الانتخابية بين القوى الحزبية والسياسية في معظم الدوائر؟ وما هي أبرز المعارك الانتخابية في هذه الدوائر؟ وماذا عن التوقعات الأولية لنتائج الانتخابات حسب بعض مراكز الدراسات والاحصاءات المعنية بالشأن الانتخابي؟
خريطة اللوائح الانتخابية
بداية كيف توزعت اللوائح في مختلف الدوائر الانتخابية وما هي أبرز المعارك الانتخابية؟
في البقاع ثلاث دوائر: بعلبك – الهرمل وزحلة والبقاع الغربي، وفي زحلة 5 لوائح تمثل معظم القوى السياسية، وستشهد معركة قاسية بين هذه القوى. في البقاع الغربي – راشيا ثلاث لوائح: الأولى مدعومة من قوى 8 آذار والثانية من تيار المستقبل والحزب التقدمي والتيار الوطني الحر والثالثة للمجتمع المدني. وفي بعلبك – الهرمل 5 لوائح، أبرزها لائحة حزب الله – حركة أمل وحلفائهما والثانية مؤلفة من النائب السابق يحيى شمص والقوات اللبنانية وتيار المستقبل، وستشهد هذه الدائرة معركة قاسية ضد حزب الله وحلفائه، وخصوصاً على مقعد اللواء جميل السيّد.
في الجنوب ثلاث دوائر، الأول صيدا – جزين وفيها 4 لوائح، الأولى لتيار المستقبل والثانية تحالف الدكتور أسامة سعد مع إبراهيم عازار والثالثة تحالف التيار الوطني مع الجماعة الإسلامية والدكتور عبد الرحمن البزري والرابعة بدعم من القوات اللبنانية والكتائب.
وأما الدائرة الثانية (صور – الزهراني) ففيها لائحتان: الأولى لحركة أمل وحزب الله، والثانية للمهندس رياض الأسعد والشيوعيين والمجتمع المدني، والمعركة ستكون بهدف إحداث خرق في مقاعد اللائحة الأولى.
وأما الدائرة الثالثة (مرجعون – حاصبيا – بنت جبيل – النبطية)، ففيها 5 لوائح يتوزع على الأولى حزب الله وحركة أمل، والثانية التيار الوطني الحر وشخصيات مستقلة، والثالثة مدعومة من اليسار والشيوعيين والرابعة لأحمد الأسعد والخامسة برئاسة الصحافي علي الأمين.
في بيروت دائرتان: الأولى خمس لوائح والصراع الأقوى بين لائحة التيار الوطني الحر ولائحة القوات – الكتائب – ميشال فرعون، مع وجود لوائح للمجتمع المدني، وأما الثانية ففيها 9 لوائح، وستشهد أشرس المعارك واللائحة الأقوى لتيار المستقبل برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري في مواجهة لائحة حزب الله – حركة أمل – الأحباش، وأما اللوائح الأخرى فالأولى للعائلات برئاسة صلاح سلام، بالتحالف مع الجماعة الإسلامية، والثانية لحركة الشعب وشخصيات مستقلة، وهناك لوائح تمثل المجتمع المدني.
في الشمال 3 دوائر، الدائرة الأولى (عكار) وفيها 5 لوائح، الأولى مدعومة من تيار المستقبل والثانية من النائب وجيه البعريني والثالثة من التيار الوطني الحر والجماعة الإسلامية والرابعة لائحة نسائية والخامسة شخصيات مستقلة.
والدائرة الثانية (طرابلس – المنية – الضنية)، وفيها 7 لوائح وستشهد معارك قاسية بين تيار المستقبل وحلفائه والرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق أشرف ريفي، إضافة إلى وجود لائحة للتيار الوطني ولائحة تحالف الجماعة الإسلامية مع النائب السابق مصباح الأحدب ولوائح للمجتمع المدني.
الدائرة الثالثة وتضم (الكورة، بشري، البترون، زغرتا) والمعركة الأقسى فيها بين تيار المردة وحلفائه من جهة وين التيار الوطني الحر وحلفائه، كذلك سيكون هناك لائحة للقوات اللبنانية، وحزب الكتائب، وفي هذه الدائرة 4 لوائح.
وأما في جبل لبنان فلدينا 4 دوائر، الأولى جبيل – كسروان وفيها 4 لوائح والأولى للتيار الوطني الحر وحلفائه، والثانية للقوات اللبنانية وحلفائها والثالثة للنائب السابق فريد هيكل الخازن، والرابعة للوزير السابق جان لوي قرداحي وشخصيات مستقلة وبالتحالف مع حزب الله. والثانية دائرة المتن الشمالي، وفيها 6 لوائح تتوزع بين التيار الوطني الحر والكتائب والقوات اللبنانية والنائب ميشال المر والمجتمع المدني وستشهد معركة قاسية والدائرة الثالثة: دائرة بعبدا وفيها 3 لوائح الأولى لتحالف التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل والحزب الديمقراطي اللبناني، والثانية لتحالف القوات اللبنانية – الحزب التقدمي الاشتراكي – تيار المستقبل والثالثة للشخصيات المدنية.
والدائرة الرابعة هي دائرة الشوف – عاليه وفيها 6 لوائح وأبرزها لائحة تحالف الحزب التقدمي الاشتراكي – القوات اللبنانية – المستقبل والثانية تحالف التيار الوطني الحر والحزب السوري القومي، والجماعة الإسلامية والحزب الديمقراطي اللبناني، والثالثة برئاسة الوزير السابق وئام وهاب، والرابعة لحزب الكتائب، وهناك لوائح للمجتمع المدني. وفي هذه الدائرة يخوض تيمور جنبلاط معركة تثبيت زعامته الجديدة، فيما يسعى الوزير طلال ارسلان لتأكيد حضوره الشعبي، وبالمقابل فإن الوزير السابق وئام وهاب يريد اثبات دوره السياسي والشعبي.
التوقعات الأولية
لكن ماذا عن التوقعات الأولية لنتائج الانتخابات وفقاً لبعض مراكز الدراسات والاحصاءات الانتخاية؟
تشير هذه الدراسات الى أن تيار المستقبل قد يحصل على كتلة ما بين 20 – 24 مقعداً في معظم المناطق، وأما حزب الله وحركة أمل، فقد يحصلان على 26 مقعداً شيعياً من أصل 27 مقعداً مع عدد من الحلفاء من مختلف القوى والشخصيات السياسية.
وبالمقابل، سيحصل التيار الوطني الحر على كتلة تضم نحو 20 نائباً، في حين ان القوات اللبنانية قد يصل عدد نوابها الى العشرة وبذلك تكون القوة الحزبية الأولى التي حققت تقدماً ملحوظاً، كما قد يحصل الحزب السوري القومي الاجتماعي على 4 نواب، أما الجماعة الإسلامية فقد تحافظ علي وجودها النيابي في بيروت، فيما ستتراجع كتلة حزب الكتائب الى ما بين 2-3 نواب، وأما الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي فقد تصبح كتلته النيابية نحو 8 نواب، فيما يحافظ تيار المردة على 3 نواب، وقد يحصل الرئيس نجيب ميقاتي على كتلة من 3 نواب.
بالاجمال يمكن القول: ان المعركة الانتخابية المقبلة وفقاً للقانون الجديد القائم على أساس النسبية والصوت التفضيلي ستساهم في تحديد حجم معظم القوى السياسية والحزبية والشعبية، وإن كان عدد من القيادات السياسية قد بدأ الحديث عن شوائب واشكالات في هذا القانون، ما سيفرض حصول تعديلات عليه في المرحلة المقبلة.
وبانتظار يوم السادس من أيار، سيزداد المشهد الانتخابي اشتعالاً وحماسة، وستعلو الخطابات والمواقف السياسية، لكن القرار في النهاية سيكون للناخبين الذين سيدلون بأصواتهم في صناديق الاقتراع، و«إن غداً لناظره قريب”.