“مصدر دبلوماسي”- كتبت فريدة فارس:
في الوقت الذي تحتدم فيه المعركة الانتخابية بين الاحزاب السياسية في منطقة بعلبك الهرمل الخزان الانتخابي الاكبر لـ”حزب الله “فسر بعض المحللين الحاذقين صلاة القائم بالاعمال السعودي والسفير الاماراتي في المسجد الاموي الكبير بمدينة بعلبك الهرمل في دولتنا -التي على الجميع ان يحترم سيادتها وسيرورة العملية الانتخابية بها دون تدخلات وعبث – في اطار الدفع باتجاه اضعاف كتلة “حزب الله” ومنعه بأي شكل من انجاح قائمته بالكامل.
لا نظن ان زيارة الدبلوماسيين السعودي والإماراتي تأتي في سياق التحشيد والدعم لقائمتي “المستقبل” و”القوات”، ولو ان الصلاة جاءت في توقيت حرج وربما تحمل دلالات سياسية انتخابية من النوع غير المحمود.
الدبلوماسيان اديا صلاة الجمعة فقط والتزم السعودي مشكورا بترميم المسجد دون ان يدلي اي منهما بتصريحات من اي نوع .
في لبنان ، الذي يسعى فيه المواطنون من شتى مشاربهم السياسية والطائفية لانجاح انتخاباتهم وبناء مدماك جديد في مسيرتهم الديمقراطية التي نفاخر بها الدنيا في اقليم تنكر فيها دول عديدة هذه القيمة على ناسها، علينا ان نتجاوز تلك الحساسيات والتجاذبات وتحميل الاشياء فوق ما تحتمل ونترك بحذر التأويل والربط الذي يدخلنا في مربع الاختلاف وتقاذف الاتهامات .
صحيح ان الدبلوماسيين التقيا مرشح “تيار المستقبل” حسين الصلح ومخاتير المدينة بعد الصلاة ،الا اننا و مع ذلك نستمر في افتراض حسن النية والتزام حياد البعثات في الوقت الذي نفترض به ان وزارة الخارجية اللبنانية تقوم بدورها في الاشراف على اعمال الموفدين الدبلوماسيين في دولتنا التي عانت ما عانت من التدخلات والعبث بجبهتها الداخلية .