“مصدر دبلوماسي”:
عقد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزير خارجية ايطاليا انجيلينو الفانو والمنسقة الخاصة للامين العام للامم المتحدة في لبنان برنيل داهلر كاردل مؤتمرا صحافيا مشتركا في ختام فاعليات مؤتمر روما 2 أمس.
هنا وقائعه:
إستهل وزير الخارجية الإيطالي المؤتمر بالقول:
“إنني مسرور جدا حيال نتائج هذا المؤتمر وأود أن أتوجه بالشكر قبل كل شيء للرئيس الحريري ولمنسقة الأمم المتحدة في لبنان السيدة كاردل. لقد عملنا خلال الساعات الماضية مع الأمل والأمنية والهدف بأن نتوصل إلى إعلان ختامي، وقد تمت الموافقة عليه، والنتيجة التوصل إلى نص متقاسم لإعلان ختامي تم توزيعه على الصحافة.
أود الإشارة إلى بعض النواحي التي أعتبرها مهمة فيما يتعلق بمؤتمر اليوم: أولا تعزيز قدرات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية في لبنان كخطوة أساسية نحو دعم أوسع لمؤسسات الدولة ولسياسة نأي لبنان بنفسه عن أزمات المنطقة.
وثانيا، إني واثق أن الجهد الدولي هذا يساعد جو الحوار والتعددية ويعكس هوية لبنان وتنبثق منه حكومة الائتلاف الوطني التي يرأسها الرئيس الحريري. نحن نتوجه بأطيب التمنيات للبنان ونشير إلى أنه الحدث الأول من ثلاثة أحداث مهمة تتعلق بلبنان، فهناك أيضا مؤتمر “سيدر” الذي سيعقد في باريس في 6 نيسان المقبل والذي سيركز على القضايا الاقتصادية، ومن ثم في 24 من نيسان سيعقد مؤتمر بروكسيل حول الأزمة الإنسانية المرتبطة بأزمة النزوح السوري إلى البلدان المجاورة، وهذا يعني لبنان بالطبع.
هنا في روما، قمنا بخط مسيرة واضحة المعالم في إطار علاقات الصداقة مع لبنان، أكان في المتوسط أو في أوروبا. أتوجه بشكل خاص إلى جميع من عاونوني في هذا المؤتمر، أشكرهم على الدور الهام الذي لعبوه أكان على صعيد لبنان أو المنظمات الدولية والمتعددة الأطراف.
الحريري
ثم تحدث الرئيس الحريري فقال: “لقد قمنا عصر اليوم بعمل ناجح وأشكر إيطاليا والأمم المتحدة مرة جديدة على تنظيمهما لهذا المؤتمر. كما تعلمون لم يكن هذا المؤتمر لقطع الوعود بل كانت النتيجة هي الدعم بالإجماع من قبل المجتمع الدولي لاستقرار وأمن لبنان ولمؤسسات الجيش وقوى الأمن الداخلي وكافة الأجهزة الأمنية. هذا الدعم السياسي ستليه إعلانات ثنائية من قبل الدول المشاركة خلال هذا العام وفي السنوات المقبلة. ان لبنان يقوم حاليا بجهد لتعزيز دور مؤسسات الدولة والدفاع عن الاستقرار والأمن. وقد تم تبني هذا الجهد ودعمه من قبل جميع الحاضرين معنا اليوم.
لقد انطلقنا في مسيرة لإصلاح اقتصادنا، والمجموعة الدولية ستشارك في مؤتمر سيدر لدعم هذه الجهود.
أخيرا سنجتمع في بروكسيل والمجموعة الدولية ستقوم بواجبها لتخفيف عبء وجود 1.5 مليون نازح سوريا في لبنان.
ان الجيش وقوى الأمن الداخلي ومختلف الأجهزة الأمنية في لبنان قدمت اليوم خططها الخمسية لتعزيز قدراتها، وكل البلدان الأربعين الممثلة اليوم ستدرس كيفية تقديم الدعم تماشيا مع قدراتها المالية. اذا هذا ليس مؤتمرا لقطع الوعود. كما اود ان أشكر فرنسا والوزير لودريان على إعلانه تقديم 400 مليون يورو كمساعدات للجيش اللبناني والأمن الداخلي. وأشكر باقي الدول الحاضرة هنا معنا اليوم لأنها أقرت بأن أمن لبنان واستقراره مسألتان مهمتان جدا للمنطقة والعالم.
وإني واثق بأن هذا الدعم سيترجم بخطوات ملموسة، وأشكركم جميعا على هذا المؤتمر.
كاردل
ثم تحدثت كاردل فقالت: “أود أن أضم صوتي لصوتكما، فقد اختتمنا مؤتمرا هاما جدا، وباسم الأمين العام للأمم المتحدة أود أن أشكر حكومة إيطاليا على استضافتها لنا اليوم في هذا الحدث الناجح جدا. لقد طرحت أمور هامة جدا سبق للرئيس الحريري أن ذكرها، لكني أود أن أركز على أن ما شهدناه اليوم يظهر وحدة المجتمع الدولي وإجماعه على دعم استقرار لبنان وأمنه ووحدة أراضيه واستقلاله وسيادته. وقد سمعنا اليوم أيضا رئيس الوزراء يعبر عن طموح لبنان بتعزيز قواه الأمنية وسلطة الدولة في هذا المجال. كما سمعنا من جانب المجتمع الدولي تعبيرا عن الدعم للبنان ومؤسساته ، وهذا مهم لأننا جميعا نوافق على أن تعزيز المؤسسات، والأمنية منها بشكل خاص، أساسي لمنع النزاعات.
أود أن أشدد على أنه على الرغم من أن هذا المؤتمر لم يكن لقطع الوعود، إلا أننا سررنا أن نسمع الالتزام بدعم الخطط اللبنانية. وأود أن أذكر أن هذا المؤتمر هو خطوة أساسية باتجاه بناء لبنان ينعم بالسلام والاستقرار، وهذا مهم جدا لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 وبسط سلطة الدولة اللبنانية في منطقة عمليات اليونيفيل في جنوب لبنان، وهذا جزء مهم من هذا المسار، وأعتقد أن هذا المؤتمر شكل خطوة مهمة جدا في هذا الاتجاه.
حوار
سئل الرئيس الحريري: كيف يكون من الممكن أن نعزز دور الجيش اللبناني ونتأكد من أن هذه الأسلحة لن تنتهي بيد “حزب الله”؟
أجاب: أعتقد أن لبنان خلال تاريخه قد بين أن جميع المساعدات التي تصل إلى الجيش اللبناني أو قوى الأمن الداخلي أو أي جهاز أمني في لبنان يتم الحفاظ عليها. إن تاريخ الجيش اللبناني معروف لدى المجتمع الدولي وقد تلقينا مساعدات شتى من مختلف البلدان ولم يذهب اي منها أبدا لأي طرف كان.
طبعا تم الترويج لهذه الدعاية من قبل إسرائيل، بأن الجيش اللبناني سوف يقدم هذه الأسلحة لأي كان في لبنان، لكننا كحكومة نؤكد لكم أن هذا الأمر لن يحدث، لم يحدث قط في الماضي ولن يحدث في المستقبل.
سئل الرئيس الحريري: صحيح أن هذا المؤتمر ليس لقطع الوعود، ولكن تم التعهد بخمسين مليون يورو بحلول العام 2020، فهل أنت راض عن هذه الالتزامات بغض النظر عن تحديد الأرقام؟
أجاب: كما سبق أن ذكرنا، فإن هذا المؤتمر ليس لقطع العهود بل لحشد الدعم للبنان، وفي الوقت نفسه كانت مهمة لبنان تتمثل بعرض ما تحتاجه القوى الأمنية اللبنانية المختلفة، وسوف يسعدنا أن نجري محادثات على الهامش تكون ثنائية وتشكيل لجنة متابعة، وسوف نقرر ذلك في الأيام المقبلة للمتابعة مع جميع البلدان المستعدة للمساعدة والالتزام بالتعهد. فرنسا قدمت هذا الخط الائتماني الذي يبلغ نحو 400 مليون يورو ويمكن للجيش وقوى الأمن اللبنانية أن تستخدمه لشراء التجهيزات، وأعتقد أننا راضون جدا عن هذه النتائج.
سئل الرئيس الحريري: الى اي مدى هذه المساعدات الدولية مشروطة بمواقف سياسية؟
اجاب:اولا ان هذه المساعدات غير مشروطة وفي كل المراحل التي اخذنا فيها مساعدات للجيش اللبناني او لقوى الامن الداخلي لم تكن مشروطة في اي وقت من الاوقات والشرط الوحيد هو ان نحافظ على وحدتنا واستقرارنا واستقرار البلد.
ولا يوجد من بين الذين قدموا المساعدات للبنان اي جهة فرضت شروطا خاصة في مجال استلام الاسلحة او التمرين .
سئل الرئيس الحريري : تحدثم عن الاستراتيجية الدفاعية فهل ستكون هي عنوان المرحلة المقبلة لبدء الترجمة العملية لمفاعيل هذا المؤتمر؟ وهل نحن امام مرحلة انتقالية جديدة في الجنوب بعد كلامك عن انتشار جديد للجيش اللبناني؟
اجاب: لنضع الامور في نصابها، فالجيش اللبناني بحسب القرار 1701 يفرض ان يكون لديه بين 10 و15 الف جندي في الجنوب والعدد اليوم هو اقل من 8 الاف ، لذلك علينا كدولة لبنانية ان نزيد عديد الجيش في الجنوب. واليوم تحدثنا عن الفوج النموذجي المتطور اكثر ومن مصلحة الجيش اللبناني ان يكون لدينا نموذج متطور بهذا الشكل .
اما فيما يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية فهذا موضوع مطروح في البلد وقد تحدث عنه فخامة الرئيس منذ ثلاثة ايام وقبل ذلك بحوالي الشهرين ونحن نقول ان الحوار يشكل اساسا لحل اي موضوع يختلف حوله اللبنانيون. لذلك هناك اتجاه للحوار في موضوع الاستراتيجية الدفاعية.