“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
إختارت المملكة العربية السعودية توقيتا ذو مغزى لترميم علاقتها مع لبنان وتحديدا مع المرجعية السنية الأولى حاليا وهي رئيس الحكومة سعد الحريري.
يأتي هذا التوقيت قبل 3 أشهر من موعد الإنتخابات النيابية العتيدة في 6 أيار المقبل والتي سوف تجري بحسب قانون يعتمد النظام النسبي. وفي حركة دبلوماسية غير اعتيادية أعادت السعودية القائم بالأعمال السابق الوزير المفوض وليد البخاري الى منصبه كرئيس لبعثة بلاده بعد قرابة الشهرين على اعتماد رسمي للسفير وليد اليعقوب الذي غادر الى الرياض من دون أية شروح.
من تسنّى له من الساسة اللبنانيين لقاء البخاري حصل على إجابة تشير الى أن ما حدث يندرج في إطار عملية “مداورة دبلوماسية روتينية”، وأن السعودية تعدّ لتعيين سفير جديد في لبنان، ولن يكون البخاري هو المعني لأنه ينتظر مركزا آخر بحسب ما نقل عنه. وهذا يعني أن البخاري سيضطلع في لبنان بمهمّة رئيسية هي متابعة الإنتخابات النيابية اللبنانية بحذافيرها.
في هذا الإطار تشير المعلومات التي حصل عليها موقع “مصدر دبلوماسي” الى وجود أهداف رئيسية للتدخل السعودي الراهن على الساحة الإنتخابية اللبنانية هي الآتية:
*عزم السعوديين على إحداث تعدّد في المرجعيات السنية، وتهيئة “باقة” من الشخصيات السنية الموالية لها للعب دور مستقبلي.
*تعزيز دور دار الفتوى لتكون مرجعية دينية مؤثرة في الأوقات الصعبة التي تتطلب موقفا حاسما وموحّدا للطائفة ينطق به ويعممه في الوقت المناسب المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، وهذا ما يحاكي أسلوب الخطب الدينية الموحّدة في بعض البلدان الخليجية.
*التصالح مع سعد الحريري على أن يكون متقدّما بين متساوين.
*مسايرة الرغبة الأميركية الأوروبية بأن يبقى لبنان بلدا مستقرا وآمنا، والمشاركة في مظلة الإستقرار من دون فقدان التأثير والدور.
تكمن الإستراتيجية السعودية الجديدة بعدم الرهان على حصان انتخابي واحد بل السعي الى فوز أكبر عدد ممكن من الشخصيات السنية من دون النظر الى أحجامها، وحين يحين الفوز توضع هذه الشخصيات الفائزة مع حلفاء آخرين للسعودية ضمن “برواز” واحد يكون ممسوكا سعوديا. فيكون إطارا واحدا ضمن أحجام مختلفة، وهذا ما يضع الحريري أمام امتحان صعب، فهو رشح 38 شخصية من “تيار المستقبل”، فإما يتقدم ليخرج من “البرواز” السعودي كزعيم وكمرجعية وإما أن يبقى ضمنه مع سواه من الشخصيات.
ماذ الذي سيقدمه السعوديون للبنان؟
تشير الأوساط الى أن تحديات لبنان بعد الإنتخابات النيابية ستكون أقوى اقتصاديا وسياسيا، ولكن اي دعم سعودي أو خليجي سيكون مشروطا وخصوصا بشرط نأي لبنان بنفسه على الصراعات الإقليمية، وتقليص نفوذ “حزب الله”، وثمة أوراق ضغط عدة لعل أبرزها وجود مليون و800 ألف نازح سوري على أراضيه.