“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
بدّدت زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الى المملكة العربية السعودية أخيرا مناخا متلبّدا تراكم منذ ما بات يعرف بـ”أزمة الإستقالة” التي حصلت في 4 تشرين الثاني الماضي من الرياض وما أعقبها من تداعيات كارثية على العلاقة بين البلدين.
فقد لقي الحريري إستقبالا حارا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ثم التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وأخذ معه “سيلفي” نشرها الحريري على حساباته على “السوشال ميديا”.
وبغض النظر عن اسلوب رئيس حكومة لبنان في تبديد الغيوم القائمة نظرا الى حرصه على استعادة العلاقة مع راعيه الإقليمي، فثمة حرص سعودي على استعادته الى الحضن السعودي قد يفوق حرص الحريري نفسه نظرا الى “اكتشاف” السعودية مدى الإحتضان الشعبي والسياسي لرئيس حكومة لبنان.
فقد حصل تقييم سعودي شامل بعد “أزمة الإستقالة” للوضع اللبناني، وتشارك السعوديون في التقييم مع الحلفاء المشتركين أي أميركا وفرنسا وكان اتفاق ثلاثي على ضرورة أن تعود المملكة الى مدّ جسور التفاهم مع الحريري وتحديد مسار سياسي جديد.
وبحسب أوساط خليجية واسعة الإطلاع تحدثت الى موقع “مصدر دبلوماسي” فإن المملكة العربية السعودية توصلت الى قناعة بأنه من المتعذر العودة الى ما قبل التسوية الرئاسية في المرحلة الراهنة، والممكن هو حصول تعديل في المسار الذي اتخذته هذه التسوية بعدما تبين أنه لا يوجد توازن في تطبيق نقاطها وما اتفق عليه، ما أظهر أن البلد يحكمه فريق واحد بينما الفريق الآخر تابع له. من هنا جاء الموفد السعودي نزار العلولا لاستطلاع آراء أصدقاء المملكة لمعرفة كيفية إعادة نسج هذه التسوية وتعديلها بغية المحافظة من جهة على موقع حلفائها دون المسّ بالإستقرار وهو الذي سيحدد من جهة الدور السعودي في لبنان وتموضع سعد الحريري الجديد.
من جهتها، تشير أوساط سياسية لبنانية واسعة الإطلاع الى أن وزارة الخارجية السعودية أنشأت ما يمكن تسميته بـ”مكتب لبنان” برئاسة العلولا وبمساهمة مساعد مدير البروتوكول الوزير المفوض وليد البخاري ومساعدين من أجل وضع مقاربة جديدة للعمل مع لبنان. ونفت الأوساط السياسية اللبنانية الواسعة الإطلاع وجود أية وساطة إماراتية (كما ذكرت صحيفة محلية) قائلة بأن السعودية ولبنان ليسا بحاجة الى وساطة من أحد. وتشير الأوساط الى أن المملكة العربية السعودية على قناعة راسخة بعد الذي حصل بوجوب تعديل مجرى الإنتخابات النيابية المقبلة، وفي الوقت الراهن يتم العمل على التأثير الجزئي من خلال خلق تحالفات انتخابية جديدة وتوفير الإمكانات المادية لحلفائها ليكونوا قادرين على تغيير الوضع.
وتشير المعلومات الى أنه أثناء وجود العلولا في لبنان كان موفد لبناني من قبل الحريري موجود في واشنطن للتنسيق مع الأميركيين، في وقت أطلع الحريري الفرنسيين على نتائج اجتماعاته السعودية.