“مصدر دبلوماسي”:
طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون خلال استقباله قبل ظهر الْيَوْمَ في قصر بعبدا ان تعمل الولايات المتحدة الأميركية على منع اسرائيل من استمرار اعتداءاتها على السيادة اللبنانية البرية والبحرية والجوية والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701حفاظا على الاستقرار الذي ينعم به الجنوب اللبناني منذ العام 2006. وفيما واكد عون -بحسب خبر وزعه المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري- على تمسك لبنان بحدوده المعترف بها دوليا ورفضه ادعاءات اسرائيل بملكية اجزاء من المنطقة الاقتصادية الخالصة في المياه اللبنانية، قال بأنه لن يألو جهداً للوصول الى حلول لمسألة الحدود البرية والبحرية، داعيا الولايات المتحدة والامم المتحدة والمجتمع الدولي الى لعب دور فاعل في هذا المجال، ومؤكداً التزام لبنان الهدوء على الحدود الجنوبية، مشيراً الى ان لبنان لا يريد الحرب مع احد في حين ان اسرائيل تواصل اعتداءاتها وذاكرة الجنوبيين لا تزال حية حيال الحروب الاسرائيلية ضدهم.
وفيما شكر عون الولايات المتحدة الأميركية على الدعم الذي تقدمه للجيش والقوى المسلحة اللبنانية، أكد ان لبنان الذي استطاع تحرير ارضه من المجموعات الإرهابية، يواصل العمل على تفكيك الخلايا الإرهابية من خلال العمليات الأمنية الاستباقية، داعيا الى تعاون جميع الدول لمكافحة الاٍرهاب. كما اكد التزام لبنان تجفيف الموارد المالية للمنظمات الارهابية والتزام الاجراءات المعتمدة، على الا يؤدي هذا الامر الى الاضرار به وباقتصاده، لاسيما وان اضراراً لحقت بلبنان بعدما تخوف المغتربون والمستثمرون من بعض هذه الاجراءات.
وأكد عون لتيلرسون ان لبنان الذي استضاف اكثر من مليون و850 الف نازح سوري على أراضيه منذ بدء الحوادث الدامية في سوريا، لم يعد باستطاعته تحمل المزيد من التداعيات التي يسببها هذا النزوح على أمنه واستقراره واقتصاده والاوضاع الاجتماعية والتربوية والصحية، لاسيما وان المساعدات الدولية غير كافية وهي تذهب أصلا الى النازحين مباشرة من دون اَي تنسيق أو إشراف من الدولة اللبنانية.
ولفت عون الى ان قرار الولايات المتحدة خفض مساهمتها في منظمة الاونروا من 264 مليون دولار الى 60 مليون دولار، تصرف فقط في غزة، ولا يستفيد منها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، سيضاف الى الاعباء الملقاة على لبنان في رعاية شؤون هؤلاء اللاجئين الذين اصبحوا يشكلون مع النازحين السوريين نصف عدد سكان لبنان.
ودعا عون الولايات المتحدة الأميركية الى المساعدة في تأمين عودة آمنة ومتدرجة للسوريين الى بلادهم والعمل من اجل إقرار حل سلمي للازمة السورية يعيد الأمن والاستقرار الى سوريا ويضع حدا لمعاناة النازحين السوريين في الدول التي حلوا فيها.
وشدد الرئيس اللبناني على ان لبنان يلتزم سياسة النأي بالنفس التزاماً تاماً ولا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول لكنه غير مسؤول عما يحدث من تدخلات من خارجه لعدم القدرة على التأثير في ذلك.
وطلب الرئيس عون من الوزير تيلرسون مشاركة بلاده في المؤتمرات التي سوف تعقد لمساعدة لبنان في روما وبروكسل وباريس، لافتا الى ان لبنان يعلق أهمية خاصة على الدعم الأميركي لنجاح هذه المؤتمرات لتعزيز قدرات الجيش والقوى المسلحة اللبنانية ودعم اقتصاده وتمويل المشاريع الاستثمارية فيه والمساعدة على رعاية شؤون النازحين السوريين.
واعتبر عون انه كلما تقدمت جهود تحقيق السلام على الجبهة السورية وفي المنطقة، كلما انعكس ذلك ايجاباً على الوضع في لبنان والمنطقة، وانتفت الحاجة الى السلاح وحلت محله لغة الحوار.
مواقف تيلرسون في بعبدا
من جهته، اكد تيلرسون دعم بلاده للبنان ومؤسساته وللجيش والمؤسسات الامنية فيه، عارضا لموقف الولايات المتحدة من الاوضاع في لبنان والمنطقة، لافتا الى مشاركة بلاده في المؤتمرات الثلاثة التي ستنعقد لدعم لبنان في روما وبروكسل وباريس وقد تطرق البحث الى الاوضاع الاقليمية والتطورات الاخيرة.
وكان تيليرسون دخل الى قصر بعبدا آتيا من مطار رفيق الحريري الدولي يرافقه وفد ضم سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان اليزابيث ريتشارد ومعاونة الوزير كريستين شيكون Christine Ciccon ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى السفير ديفيد ساترفيلد والكولونيل ريتشارد اوتزن Richard outzan والكولونيل جون واكر john c.Walker ، والمساعد التنفيذي للوزير السيد كلينتون براون والنائب التنفيذي ديريك هوغان Dereck Hogan، وانتقلوا جميعاً الى صالون السفراء. وعلى الاثر انضم الرئيس عون مرحبا بالوزير تيلرسون والوفد المرافق. وحضر عن الجانب اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم والمستشارون ميراي عون الهاشم والعميد الركن بولس مطر والسفير شربل وهبه ومدير مكتب وزير الخارجية المستشار هادي هاشم ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
واستمر اللقاء 45 دقيقة، اختلى بعدها الوزيران باسيل وتيلرسون لمدة عشر دقائق استكملا خلالها البحث في النقاط التي اثيرت في الاجتماع الموسع برئاسة الرئيس عون.
وبعد انتهاء الخلوة دوّن تيلرسون في السجل الذهبي العبارة الاتية:
” شكرا فخامة الرئيس على الاستقبال الحار والمحادثات الصريحة والمنفتحة، والمثمرة التي اجريناها.
تقف الولايات المتحدة الاميركية الى جانب الشعب اللبناني من اجل لبنان حر وديمقراطي.
كل التمنيات بالاستقرار والازدهار في المستقبل”.