“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
أطلق وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي يزور بيروت اليوم تصريحا من الأردن أمس حول “حزب الله” فجّر فيه مواقف الإدارة الأميركية الثابتة تجاه الحزب الذي عكف المسؤولون الأميركيون على وصفه بـ”الإرهابي” وهو الموضوع أصلا على لوائح الإرهاب الأميركية والذي تتدارس وزارة الخزانة الأميركية كيفية تقييده بالعقوبات المالية.
قال تيلرسون:” نساند لبنان حرا ديموقراطيا لا يخضع لنفوذ الآخرين وندرك بأن “حزب الله” يخضع لنفوذ ايران. نعتقد بانّ هذا النفوذ غير مفيد لمستقبل لبنان على المدى البعيد.”
ثم استطرد: “يجب علينا الاعتراف أيضا بالحقيقة القائلة إنهم ( أي “حزب الله”) جزء من العملية السياسية في لبنان.”
فهل بدّلت الولايات المتحدة الأميركية سياستها تجاه “حزب الله” الذي وضعه رئيسها دونالد ترامب إبان زيارة رئيس حكومة لبنان سعد الحريري في تموز الفائت الى واشنطن في مصاف “داعش” و”القاعدة”؟
في الواقع، تأتي هذه التصريحات لتيلرسون في سياق وساطة أميركية بدأها نائب مساعده دايفيد ساترفيلد هذا الأسبوع حول حل النزاع الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل، مستعيدا اقتراحا كان تقدم به الوسيط السابق فريديريك هوف عام 2012 حول النزاع حول مساحة 860 كيلومتر مربع اقترح فيه منح اسرائيل 40 في المئة منها و60 في المئة للبنان، وهذا ما رفضه المسؤولون اللبنانيون قطعا. وتأتي الزيارة أيضا بعد تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان قال فيه أن البلوك (9) الذي سيبدأ لبنان استكشافه والتنقيب فيه جنوبا عبر 3 شركات فرنسية وايطالية وروسية هو من حق اسرائيل.
كذلك تأتي زيارة تيلرسون بعد “يوم صاروخي” بامتياز السبت الفائت إثر اطلاق طائرة ايرانية دون طيار من سوريا الى اسرائيل وردّ الأخيرة بقصف أهداف سورية وايرانية في داخل الأراضي السورية منتهكة في الوقت عينه الأجواء اللبنانية.
تقول أوساط اميركية واسعة الإطلاع في ردّ على أسئلة موقع “مصدر دبلوماسي” بأن ساترفيلد كان واضحا أمام المسؤولين اللبنانيين بطرحه “خطّ هوف” كموقف رسمي للإدارة الأميركية حيال النزاع الحدودي البحري بين لبنان إسرائيل، وهذا الموقف لن يتبدّل”.
من جهته، يشرح الخبير الإستراتيجي الأميركي نيكولاس نو وجهة نظر تيلرسون من “حزب الله” وسبب تناقضها مع موقف الإدارة الأميركية المعلن، ويقول لـ”مصدر دبلوماسي” أنه توجد سياسات متنافسة ومتضاربة للولايات المتحدة إزاء المنطقة ولبنان. هذا هو موقف تيلرسون لكن لكوشنير موقف آخر، وكذلك ثمة موقف مختلف للصقور الجدد في داخل إدارة ترامب وكذلك فإن موقف الإسرائيليين الداعمين لترامب مختلف أيضا. وبالتالي ليس من موقف أميركي موحّد في الإدارة الأميركية الحالية إزاء المواضيع المطروحة ومنها “حزب الله”.
حدّ من العقوبات المصرفية؟
ويشير نو الى أن تصريحات تيلرسون في هذا السياق “لا تعني شيئا، باستثناء وحيد هو أن العقوبات المصرفية ستبقى محدودة”. لكن نو يشير الى نقطة مهمة وهو أنه ” لا توجد اية محاولة اميركية للجم اسرائيل وضبط افعالها في ما تريد القيام به وهذا هو جوهر الموضوع”.
وعما إذا كان صهر ترامب جاريد كوشنير يمسك بالملف اللبناني؟ قال نو:” إن الملف اللبناني موجود بين أياد مختلفة ولا يوجد أي تنسيق في ما بينها، كما لا يوجد اي ودّ بين تيلرسون وكوشنير كما هو معروف”.
ولفت نو الى أن” تيلرسون وبحسب آخر تصريحاته في الأردن حول لبنان سوف يكرر هذه المواقف في بيروت، إلا في حال استشاط الإسرائيليون غيظا مما قاله حول “حزب الله” وطلبوا من كوشنير الضغط عليه عبر ترامب لكي يبدّل خطابه الى نحو أكثر تشدد تجاه “حزب الله”، وهذا أمر جائز وسط الفوضى التي تعمّ البيت الأبيض حاليا مع استقالة سكرتير موظفي البيت الأبيض روب بورتر”.
يذكر بأن بوتر الذي استقال الأربعاء الفائت متهم بممارسة العنف الأسري مع زوجتين سابقتين له.