“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة
إستضاف السراي الحكومي أمس بدعوة من رئاسة مجلس الوزراء وبرعاية مجموعة الدعم الدولية للبنان، الاجتماع التحضيري للمؤتمر الوزاري الرفيع الذي سينعقد في روما لدعم الجيش والقوى الأمنية والعسكرية اللبنانية ،وقد أعلن السفير الإيطالي في لبنان ماسيمو ماروتي أمام الحاضرين من سفراء ودبلوماسيين ومسؤولين أمنيين أن اجتماع روما 2 سينعقد في 15 آذار المقبل بعد أن كان الموعد المتداول عبر القنوات الدبلوماسية مع لبنان هو 28 شباط الحالي.
وحصل موقع “مصدر دبلوماسي” على تفاصيل المشاورات التي حصلت بمشاركة ممثلي معظم الدول باستثناء بعض الدول الخليجية مثل سفير المملكة العربية السعودية وليد اليعقوب الذي أعطاه وزير الداخلية والبلديات عذرا بأنه على سفر، في حين خفضت دول أخرى من مستوى تمثيلها.
قسم الاجتماع إلى جلستين الاولى بحضور وزير الداخلية نهاد المشنوق ومديرعام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان وخصصت لعرض الخطوط العريضة للخطة الخمسية التي سترفعها قوى الامن الداخلي الى المؤتمر، وتضمنت أربعة أهداف تتعلق بتعزيز الامن والاستقرار وتعزيز الشراكات لمجتمع اكثر امنا وتحدثت عن الحرفية والكفاءة . وقسمت الاهداف الاستراتيجية إلى عشرين هدفا تسمح بتطوير قدرات قوى الامن الداخلي يندرج ضمن كل منها اهداف فرعية يعول عليها لاحداث التغيير الثقافي.
وشرح المشنوق اهداف الخطة الرامية الى نقل مؤسسة قوى الامن الداخلي إلى جيل جديد من العمل والحداثة، كاشفا انه خلال الاعوام الثلاثة الأخيرة، استطاعت قوى الامن توقيف اكثر من 300 مشتبه فيهم بجرم الارهاب وتفكيك اكثر من 60 خليّة ارهابيّة، بفضل التنسيق بين الاجهزة الامنية والجيش، وتطوير القدرات التقنية والالكترونية، والتدريب وتعزيز القدرات وتطويرها.
وقال إن الخطّة “في صلب سعينا لترسيخ مبدأ الدولة القويّة والقادرة، المحتكرة لقدرة ومشروعيّة استخدام القوّة على ارض لبنان”. ونتطلّع الى اليوم الذي يصبح فيه السلاح غير الشرعي بإمرة الدولة وحدها”.
ووجد في مؤتمر روما فرصة تاريخية لوضع قواعد عمليّة للأمن في لبنان، نحصل فيها على حاجاتنا العسكرية من أجل مستقبل آمن ليس للبنان فقط بل للعالم كلّه”.
كما تحدث اللواء عماد عثمان عن انجازات قوى الامن الداخلي خلال الفترة الماضية.
الجلسة الثانية كانت برئاسة وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف وحضور السفير الايطالي والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون لبنان السيدة برنيل داهلر كاردل تم خلالها عرض خطة الجيش للمؤتمر.
شدد وزير الدفاع اللبناني بحسب أوساط حضرت الإجتماع على أهمية أن الحرص الدولي على أمن الحدود اللبنانية وشكر الإهتمام الدولي باستقرار لبنان وباحتياجاته. وتحدث عن ارتباط وثيق بين عمل الجيش اللبناني والقوى الأمنية المسلحة الأخرى، وتمنى على ممثلي الدول أن ينقلوا الى المعنيين الإحتياجات الحقيقية للبنان وطالب بانشاء لجنة توجيهية تدرس احتياجات لبنان آملا ان يوافق عليها ممثلو الدول الحاضرة. وحرص على القول بأن لبنان قادر على الالتزام بما يطلب منه، وأكد أن المنح التي ستعطى للبنان لن تصل الى الجهات غير المخولة أو غير المسموح لها بالإفادة منها (…).
وكانت مداخلة لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أشار فيها الى أهمية العرض الاستراتيجي ( الذي قدمه ضابطان في قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني) للخطط الخمسية التي ستعرض في مؤتمر روما 2، وهي ستصب في ترسيخ مبدأ الدولة القادرة على حماية حدود الوطن. ووصف المشنوق مؤتمر روما بأنه فرصة تاريخية لوضع قواعد أمنية في لبنان.
وأسهب السفير الإيطالي في لبنان ماسيمو ماروتي في الحديث عن الرؤية الخاصة بالجيش اللبناني في مكافحة الإرهاب وانجازات المؤسسة العسكرية اللبنانية. ولفت الى ضرورة عدم انتقال شرارة ما يحصل في خارج لبنان الى داخل أراضيه. مركزا على الأهمية التي توليها ايطاليا لاستقرار لبنان وسيادته التي توفرها المؤسسات الوطنية. وقال أن بلاده تدعم التعددية والتنوع اللذان يجعلان من لبنان بلدا فريدا، وشدد على التزام إيطاليا باستقرار لبنان. وذكر ماروتي بأن ايطاليا تشارك منذ سبعينيات القرن الفائت في قوات حفظ السلام في جنوب لبنان وهي تعمل بالتنسيق مع الجيش وقوى الأمن الداخلي وهي مستمرة في دعمها لهما من خلال الرؤية المشتركة التي تقوم عليها رؤى هذه المؤسسات. وذكر بالمهام التدريبية التي قامت بها ايطاليا مع لبنان في اطار روما 1 ولفت الى ان روما 2 سيسلط الضوء على الطرق الضرورية للمضي قدما في تقديم الدعم للجيش اللبناني ولقوى الامن الداخلي”.
كارديل واهتمام خاص بالقرار 1701
وكانت مداخلة لممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان برنيل كارديل، أشارت فيها الى تطلع الأمم المتحدة الى مدى التزام لبنان بالقرار 1701 وطالبت الجيش وقوى الأمن الداخلي الاستمرار بالتزامهما بهذا القرار . وأشارت الى التطلع الى روما 2 حيث الدول ستقوم بعمل دؤوب يستكمل الخطط المقدمة ويسهم في تنفيذ الاصلاحات، مشيرة الى التطلع لأن يبقى الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي متمسكان بسلوك يتماشى مع معايير الأمم المتحدة. وأشادت بزيادة عدد النساء في قوى الأمن الداخلي ودعت الأحزاب اللبنانية الى مناقشة استراتيجية لتعزيز وحدة لبنان وسيادته.
يذكر أنه لدى مغادرته السراي الحكومي أمس قال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق: “انتهى الاجتماع مع سفراء الدول المعنية بمؤتمر روما 2، وقد تأكدت ثلاثة امور خلال الاجتماع: الاول هو ان مؤتمر روما سيعقد في 15 اذار وهو موعد نهائي وقد اعلن ذلك السفير الايطالي لكل الحاضرين.
الامر الثاني تم عرض استراتيجية خمسية لقوى الامن الداخلي والهدف الرئيسي منها هو ترسيخ مبدأ الدولة القوية القادرة والعادلة والتي هي وحدها مسؤولة عن امن كل اللبنانيين والوحيدة التي يمكنها ان تستخدم القوة على الاراضي اللبنانية في كل المجالات، لان هذه الخطة يقصد بها انه مع الوقت وخلال السنوات المقبلة ان يصبح السلاح غير الشرعي في إمرة الدولة، وعندها ينسحب الجيش الى ثكنه ويتسلم الحدود ويكون حاضرا لمساندة قوى الامن عند اي ضرورة وتقوم قوى الامن بعملها الامني على كل الاراضي اللبنانية وعلى كل المقيمين على هذه الاراضي، وهذا هو الهدف الاستراتيجي للخطة.
الامر الثالث، هو ليس فقط المراهنة على مؤتمر روما، بل نحن، بطبيعة الحال، ومن خلال هذه الخطة والتي يشكل الجيش فيها شريكا رئيسيا واساسيا وهو عرض لاستراتيجيته للسنوات الخمس المقبلة ايضا، ولاصرار لبنان على مسؤوليته في تنفيذ كل القرارات الدولية سواء الـ1701 او أي قرار دولي اخر يحمي الاستقرار واللبنانيين من أي أخطار عسكرية قد تتأتي لأي سبب من الاسباب.
هذه الاهداف الثلاثة كانت واضحة خلال النقاش مع كل السفراء والملحقين العسكريين وممثلي كل الدول المعنية بمؤتمر روما”.
واضاف المشنوق: “اما في ما يتعلق بالحضور، وردا على سؤالكم عن السفير السعودي فهو موجود في المملكة منذ وقت، منذ ايام ولم يكن حاضرا، ولكن شارك في هذا الاجتماع كل من سفراء الكويت وعمان وقطر ومصر اي معظم التمثيل الديبلوماسي العربي كان موجودا.
سئل: هل تشارك المملكة العربية السعودية في هذا المؤتمر، علما انه قيل إن سبب تأجيل المؤتمر الى 15 اذار هو رفض بعض الدول العربية المشاركة فيه وعلى رأسها المملكة؟
اجاب: “ليس هناك ايه دولة عربية رفضت، ربما قد تكون بعض الدول قد تمهلت في الاجابة، ولكن لم ترفض اي دولة عربية الحضور.
ان تعيين الموعد في 15 اذار يؤكد ان هناك اجواء ايجابية حيال حضور كل الدول التي يقال انها لن تحضر والا لما حدد الايطاليون موعدا نهائيا في 15 آذار”.