“مصدر دبلوماسي”:
بدعوة مشتركة من دولة الكويت وفريق التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي شارك وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في الكويت في “الاجتماع الوزاري للتحالف ضد داعش” الذي انعقد اليوم في “قصر بيان” بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ خالد الحمد الصباح، وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية ريكس تيلرسون ووزراء خارجية 44 دولة من أصل 74 دولة ومنظمة مشاركة في التحالف وعدد من ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية.
,دعا وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الذي يزور لبنان في 15 الجاري التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الى مواصلة الحرب على الجماعة المتطرفة بعد الانتصارات الاخيرة في العراق وسوريا.
وقال تيلرسون :”عندما أطلقنا حملتنا في 2014، كان تنظيم الدولة الاسلامية يتوسع، لكنه اليوم اصبح منهزما”، الا انه حذر من ان انتهاء العمليات العسكرية الكبرى ضد التنظيم لا تعني اننا هزمناه نهائيا“.
وتابع “علينا ان نواصل عملنا في محاربة التنظيم كونه يسعى بشكل متواصل الى التجنيد والى ادارة العمليات عبر الانترنت”، داعيا الى “تعزيز قوة تحالفنا من اجل مواجهة شبكات المقاتلين الاجانب التابعين للتنظيم“.
وكانت كلمة لوزير الخارجية اللبناني جبران باسيل ينشرها موقع “مصدر دبلوماسي” كاملة:
زملائي الأعزاء،
سيداتي سادتي،
آتي اليكم اليوم من بلدي الصغير لبنان، وهو البلد الأول في المنطقة الذي هزم إرهاب داعش، هزيمة قامت على مرتكزات ثلاث:
أولاً: جيش وطني، فقير بمعداته وغني بعزائمه، إستطاع أن يحرر الأرض بمساعدة شعب مقاوم إعتاد أن يدحر كُلَ معتدٍ؛
جيشٌ صغير إنتصر بدبابة من الخمسينيات، بينما هُزمت جيوش جرارة بأحدث المعدات،
جيش تطور بمساعدة بعض الدول منكم وهو يقدم نموذج الجيش الوطني الذي يقف على حدود بلاده ليدافع عن سيادة دولته وعن أمن دُولكم، ما يسمح لنا بمناشدتكم للمشاركة والمساعدة في مؤتمر روما 2 يوم الخامس عشر من آذار، وهو مخصص لدعم جيشنا وقوانا الأمنية، لكي تتمكن من القضاء على إرهاب لا يلبس أن ينشأ في دولنا حتى يتغلغل في دولكم.
ثانياً: مجتمع متنوع ومعتدل يرفض طبيعياً الأحادية والتطرف، يقضي على جرثومة الإرهاب كونه يشكل النموذج المضاد لداعش، وهو حاضن لكل قيمة إنسانية وطارد لكل تنظيم تكفيري.
ثالثاً: سياسة عامة إستباقية ناجحة في تفكيك الخلايا الإرهابية واجتثاثها، تقوم على التكامل بين مكونات بلدنا والتعاون بين أجهزتنا وأجهزتكم.
عواملٌ ثلاث لم تكن لتجدي وحدها لو لم يكن لبنان بعلة وجوده وطبيعة تكوينه بلد الرسالة في التنوع والتعايش والتحاور والتسامح.
زملائي الكرام،
إن لبنان قاتل عن نفسه وهو يقاتل الآن عنكم، وقد دفع ثمن سياساتٍ جعلت منه أكثر بلد يستقبل نازحين في تاريخ البشرية، ومعروف أن النزوح الجماعي لا يمكن إلا أن يرافقه إرهابٌ أو عنف.
لقد زرع البعض في السابق إزالة دولة فلسطين فحصد لبنان لجوءا فلسطينياً رافقه عنف وتطرف، وقد زرع البعض الآن تلاعباً بشؤون الدول فحصدنا نزوحاً لا مثيل له.
كذلك غذّى البعض في السابق تطرفاً فكرياً لوقف التمدد الأيديولوجي فحصدنا جميعاً إرهابَ القاعدة، ويغذي البعض الآن تطرفاً عجيباً لتغيير الأنظمة فحصدنا جميعاً همجية لم تعرفها البشرية؛ تظهَرُ القاعدة فجأةً لتختفي فجأةً، وتظهر داعش تارةً لتتبخر مجدداً فهل لنا أن نعرف أين الظهور الجديد لكي نترقب مصائب جديدة للإنسانية؟ وهل يصدق أحدٌ أن إزالة الإرهاب من بعد إقتصاصه عسكرياً تكون بغير نشر الديموقراطية وتعميم الإنماء.
زملائي الأعزاء،
لن ينتهي الإرهاب ما لم تفتحوا طريق عودة النازحين الكريمة والآمنة الى بلادهم.
إن النزوح الجماعي هو كالمياه الهادرة يشق طريقه في تفسخ أي بلد أو مجتمع، لذلك نرى صعوداً للحركات اليمينية المتطرفة في أكثر بلدانكم ديموقراطية، والسبب تقليدي يعود الى قيام المجموعات بإفتراض لعب دور الدولة عندما تُقصر الدولة عن القيام بواجباتها في حماية ناسها ومجتمعاتها.
سيبقى الإرهاب يهددنا ويهدد بلدانكم عبر بحرنا المتوسط ما لم تقتنعوا أن الإندماج لا يصح عندما يكون جماعياً إلا بعودة تأقلم شعب مع ظروف بلده الجديدة وليس بإندماجه في بلدٍ غير بلده.
زملائي،
سيبقى الإرهاب قائماً ما لم يعد النازحون إلى بلدانهم.