“مصدر دبلوماسي”
إحتفل السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي بذكرى الثورة الإسلامية الـ39 في حفل استقبال ضخم في قاعة “منتجع جية مارينا ريزورت” بحضور طاقم السفارة الإيرانية في لبنان. وعزفت فرقة إيرانية ألحانا وطنية ايرانية. وأبرز الحاضرين وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، النائب أيوب حميد ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس حسين الحسيني، نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وزير الصناعة حسين الحاج حسن، وزير البيئة طارق الخطيب، ونواب وسفراء عرب واجانب ورؤساء البعثات الدبلوماسية في لبنان الى وفد من ضباط الجيش برئاسة العميد الركن علي قانصوه ممثلا قائد الجيش العماد جوزف عون، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم العميد حسن علي احمد، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء انطوان صليبا العقيد يوسف شدياق، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان العميد وليد جوهر، ممثل مدير المخابرات في الجيش العميد انطوان منصور العقيد عفيف الصانع وشخصيات اجتماعية وفاعليات مناطقية.
وبعد النشيدين اللبناني والإيراني ألقى السفير محمد فتحعلي الكلمة الآتية:
في عيد الثورة المباركة، عيد الحرية والأحرار أرحب بكم أيها الأحبة في ربيع الذكرى التاسعة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة العبد الصالح الإمام روح الله الموسوي الخميني رضوان الله تعالى عليه الذي أحيا الأمة بعظيم جهاده وعلمه وفقهه في سبيل عزتها ورفعتها وحريتها واستقلالها وأرسى للإنسانية سبيلا ً للحرية والعزة والكرامة… عمدها الشعب الإيراني تضحية وفداء إحقاقاً للحق ودحضاً للظلم والقهر والإستعباد. فأثبت للبشرية جمعاء أن الانتصار بالعقيدة والقيم السماوية ممكن وأن القلوب المفعمة بالحب والإيمان والصبر تستطيع مقاومة الظالمين والانتصار عليهم.
إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي عيدها التاسع والثلاثين وفي ظل القيادة الحكيمة للولي القائد الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله وحكومة فخامة الرئيس الدكتور حسن روحاني قد أثبتت صوابية نهجها, وأثمرت جهودها بعد عقود من الصبر والتضحيات… وهي اليوم تسير بخطى ثابتة وعزيمة راسخة متزينة بالإخلاص والإيثار والفداء ومحرزة ً تقدمًا كبيرًا على مختلف الصعد السياسية منها والإقتصادية والثقافية والعسكرية والعلمية وتحقيق الإكتفاء الذاتي في شتى الصناعات, وبعد أن اعترف العالم بأسره بحقها الكامل في الإستفادة من التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية تبين أن سياسات فرض القيود والحصار لم تجدي نفعًا بل إنها زادتنا قوة ً وعزمًا على مواصلة مسيرتنا نحو التقدم ومنحتنا مزيدًا من الثقة بأنفسنا وقدراتنا. وإن يدنا ممدودة دائمًا للحوار والتفاهم لكن على أساس حقنا المشروع كأمة من حقها تطوير قدراتها العلمية والصناعية بما يؤمن ازدهارها وتقدمها ورفاهية شعبها. فالاتفاق النووي الذي تم هو أهم نموذج لتعاون الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع المجتمع الدولي وهو نموذج إيجابي عن ما يمكن للدبلوماسية والحوار والحل السلمي من تحقيقه في حل الخلافات والنزاعات. ولا بد من الاشارة إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترى في الاتفاق ضرورة للاستقرار في الساحة الدولية وتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التزام إيران بالاتفاق هي شهادات غير قابلة للطعن في هذا المجال. كما نؤكد على ضرورة تحلي المنطقة برمتها برؤية متجانسة للأمن والاستقرار في ربوعها وبذل المزيد من الجهود المشتركة لترسيخ أمنها المستدام؛ استنادًا إلى منظومة فكرية ترمي إلى إيجاد منطقة قوية وبناء شبكة امنية متماسكة. وفي سياق الجهود المقترحة من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية للوصول الى هذا الهدف ؛ تأتي فكرة انشاء مجمع الحوار الاقليمي لمنطقة الخليج الفارسي.
أيها الأحبة:
إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وانسجامًا مع مبادئها ستبقى دائمًا داعية حق وعدالة وحوار ووحدة إلى جانب المظلومين وستبقى الداعم الحقيقي والعمق الإستراتيجي للشعوب الأبية لاسيما لبنان وسوريا وفلسطين في وجه الإحتلال الصهيوني والإرهاب التكفيري, وقد أثمرت كل الجهود والتضحيات التي بذلت نصرًا مؤزرًا بالقضاء على الارهابيين التكفيريين لإرساء عالم مفعم بالسلام والإستقرار يقوم على أساس الكرامة الإنسانية والإعتدال وتجنب التطرف بكل أشكاله. ومن هنا فإننا نؤكد على أن الحوار الداخلي سواءً في سوريا أو اليمن أو البحرين؛ هو الحل الامثل للأزمات التي تعصف بهذه المنطقة. وإن إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني من قبل أميركا مخالف للإجماع الدولي والإسلامي. فالقدس عاصمة فلسطين ؛ وستبقى عاصمة فلسطين ولن تؤثر كل تلك الحروب والنزاعات المفتعلة في المنطقة لحرف البوصلة عن وجهتها النهائية قضية فلسطين.
أما لبنان الشقيق الذي تربطنا به علاقات تاريخية جمعت بين الشعبين الإيراني واللبناني على الدوام عرى الأخوّة والصداقة والمحبة والتعاون، فهي علاقات جيدة ممتازة وآخذة بالتطور والنمو، مؤكدين على تعزيز مسيرة التضامن والوفاق الوطني في لبنان الذي نعتبره عنصرًا حاسمًا في تدعيم الأمن والإستقرار والتقارب البناّء لمواجهة تحديات المستقبل الأساسية.