“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
عرف فؤاد مخزومي بأنه رجل أعمال ناجح، وأحد الطامحين الدائمين للدخول الى نادي رؤساء الحكومة في لبنان، وعرف أيضا بأن أعضاء هذا النادي الذي بدا مقفلا على أسماء معينة يخيط له المكائد ويعرقل وصوله لهذا المنصب لأسباب عدّة أبرزها: انه صاحب ثروة وصاحب الثروة هو صاحب نفوذ في لبنان، وثانيا علاقاته الدولية الواسعة التي تبدأ في الولايات المتحدة الأميركية مرورا بأوروبا وروسيا وصولا الى الدول العربية والخليجية وتركيا حيث لمخزومي مصالح وشركات واستثمارات.
عندما ترى مخزومي في مؤتمر دولي، تدرك حجم الرجل واتصالاته الواسعة. لكنّه في لبنان يؤثر التواضع. فتراه ينظم الافطارات الرمضانية المجانية، ويجمع حوله الشباب في حزبه الذي أطلق عليه “حزب الحوار”، ويتسلح بخطاب وطني جامع ينتقد الطبقة السياسية برمتها من اقصى 14 آذار الى أقصى 8 آذار (علما أن صداقاته تشمل سياسي وسفراء الطرفين بلا استثناء)، وقد تبنى قضية الشفافية في ملف الغاز والنفط واشتهر بتنظيمه مؤتمرا دوليا سنويا يجمع خبراء ومتخصصين.
في ترشحه للإنتخابات النيابية لدورة 2018 ، يبدو بأن مخزومي قرر الدخول في الزواريب البيروتية والسنية بلا أية مواربة. استهلّ خطاب ترشحه كالآتي: “أتقدّم بترشحي عن المقعد السني في دائرة بيروت الثانية، في الإنتخابات النيابية لأعمل مع أهالي بيروت على استعادة دور مدينة بيروت الريادي بعدما فقدته نتيجة صراع النفوذ بين السياسيين، فغابت عنها صورة “لؤلؤة المتوسط” وبالتالي غابت عن لبنان صورة “سويسرا الشرق””.
على هذا المنوال استمر الخطاب الذي دعي اليه الإعلام وأعضاء في الماكينة الإنتخابية وتقدمه مشايخ من الطائفة السنية الكريمة في بيروت. ولم يرد في خطاب مخزومي ما يمتّ الى خطابه الوطني السابق الجامع، فدخل مخزومي في زواريب العاصمة الإنتخابية السنية الضيقة وتحديدا في الدائرة الثانية فحسب، ولم يحسب حسابا في خطابه لأبناء الدوائر الأخرى أو للبنانيين عموما كونه إن فاز سيمثل لبنان برمته.
وردّا على سؤالنا له عن السبب، يقول بصراحة صادمة بأنه يحتاج الآن الى الصوت السني البيروتي وعندما يصل الى البرلمان سوف يعود نائبا ممثلا لجميع اللبنانيين!
لعبة انتخابية بامتياز، لكنها لا تتوافق مع خطبه ومواقفه السابقة. ولا تتلاءم مع عبارات التغيير التي أسهب في الكلام عنه، وحتى أنها لا تتلاءم مع الصور المعروضة في صالون “بيت البحر” مع رؤساء عالميين، فقرر مخزومي اعلان الطلاق مع الخطاب الوطني الجامع فترة الإنتخابات لتبني خطاب سني بيروت صاف، لكنّ السؤال: من يضمن عودته الى مصاف الوطنية الجامعة إن فاز بالمقعد النيابي في الدائرة الثانية؟ ومن سيحاسبه إن استمرّ يغازل سنّة بيروت ناسيا بقية طوائفها وجميع اللبنانيين الآخرين؟