“مصدر دبلوماسي”
شارك رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في ندوة في منتدى الإقتصاد العالمي في دافوس -سويسرا -أطلق فيها جملة مواقف ذي أهمية تتعلق بعلاقته بالمملكة العربية السعودية وإيران والعقوبات الأميركية ضدّ “حزب الله” والموقف من القدس، ومؤتمر باريس لدعم الإقتصاد اللبناني، ولفت كلامه ان عودته عن استقالته في الرياض جاءت بعد عودة توافق الأطراف اللبنانيين على سياسة النأي بالنفس. وكشف الحريري عن توقيعه قرارا بتخفيض انفاق الوزارات اللبنانية 20 في المئة كما قال. وأشار الى أن لبنان يعول على دعم الأشقاء العرب وخصوصا السعودية والإمارات العربية المتحدة، ولفت كلامه أنه اذا تدخل لبنان بالشؤون الداخلية للدول الأخرى فسيدفع الثمن باهظا. كذلك لفت وضعه حاجزا فاصلا بين العقوبات على “حزب الله” وتلك التي تطال اللبنانيين. في ما يأتي النص الكامل للندوة كما وردت من “المكتب الإعلامي” للرئيس الحريري.
أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن الأمر الوحيد الذي سيفيد لبنان هو سياسة النأي بالنفس وقال: “إذا ظننا أننا كلبنانيين نستطيع أن نتدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى فسوف ندفع الثمن باهظا”، لافتا إلى أنه يركز كثيرا على “مؤتمر باريس” في دعم الاقتصاد اللبناني، لأنه سيكون بالغ الأهمية، ونعول على الأشقاء في العالم العربي مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ورأى الحريري أن التهديد الوحيد الذي يواجه لبنان هو أن تتخذ إسرائيل أية تدابير ضده بسبب سوء حساب معين مشددا على أنه إذا أرادت إسرائيل السلام فلا بد أن تقبل الآخر وتتحدث إليه وأن تتقبل أن هذا الآخر لديه حقوق وهذه الحقوق قابلة للتفاوض.
كلام الرئيس الحريري جاء خلال ندوة حوارية أجراها بعد ظهر اليوم (الأربعاء) على هامش منتدى الاقتصاد العالمي المنعقد في دافوس، وفيما يأتي نص الحوار:
سئل: ما الذي حصل معك في الرابع من تشرين الثاني الماضي؟
أجاب: ما حصل بات من الماضي والآن أنا أتطلع إلى المستقبل وليس إلى الماضي. وما يهمني الآن هو أن أركز على الفوائد التي يمكن أن نجنيها لصالح لبنان. لبنان بلد يقع في وسط منطقة فيها نزاعات كثيرة، وهذه النزاعات تؤثر عليه. لدينا مليون ونصف لاجئ سوري جاءوا في السنوات الأخيرة، وهم موجودون في لبنان ولا نعرف مستقبلهم ولا مصيرهم. علاقتنا مع المملكة العربية السعودية هي علاقة تاريخية أتت بكثير من الفائدة للبنان، والمملكة ساعدت لبنان في الكثير من المراحل، مثل الحرب الإسرائيلية عليه عام 2006، وكذلك فعلت الإمارات العربية المتحدة، اللتان هبّتا لمساعدة لبنان. فالعلاقة مع هاتين الدولتين هي علاقة اقتصادية تاريخية ثقافية، وكلها إيجابيات بالنسبة إلى لبنان.
نحن نواجه العديد من التحديات في المنطقة وعلينا أن نجابهها، فهناك فئات في لبنان لم تأخذ بعين الاعتبار قبل 4 تشرين الثاني الماضي سياسة النأي بالنفس. والسبب الوحيد الذي دفعني إلى العودة إلى لبنان والتراجع عن قراري بالاستقالة هو أن كل الأحزاب والجهات اللبنانية اتفقت على أن سياسة النأي بالنفس هي السياسة الرسمية للحكومة اللبنانية، ولا بد أن تُحترم من قبل كل الأحزاب السياسية في لبنان. هذا ما اتفقنا عليه وهذا ما جعلني أعود عن قراري بالاستقالة.
طبعا تتفهمون أنه عندما يكون هناك حزب سياسي ناشط في سياسة ضد دول الخليج، لا بد من اعتماد سياسة النأي بالنفس. كما نأن
أن دول الخليج تتفهم الحساسية التي نواجهها في لبنان. فنحن في بلد فيه هذا العدد الكبير من الأحزاب السياسية والأطراف المختلفة، وكل طرف يتجاذب السلطة. تخيلوا أن الأمر استغرق منا ثلاث سنوات لانتخاب رئيس للجمهورية، أي أننا أمضينا ثلاث سنوات من دون رأس لبلدنا. لقد شُلت الحكومة وكذلك البرلمان اللبناني وكل المؤسسات السياسية. ولكن منذ انتخاب رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون، باتت لدينا اليوم فرصة أكبر لإبعاد لبنان عن كل العواصف التي تهب حوله.
بالنسبة إلي، ما حصل في الرابع من تشرين الثاني بات من الماضي، نتجت عنه بعض الأمور إيجابية، وهي سياسة النأي بالنفس، وهذه هي الطريق للتقدم إلى الأمام. والأمر الوحيد الذي سيفيد لبنان هو سياسة النأي بالنفس هذه، وإذا ظننا أننا كلبنانيين نستطيع
أن نتدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى، فسوف ندفع الثمن باهظا.
سئل: صدرت الكثير من التقارير الصحافية تتحدث عن إساءة معاملتك في المملكة العربية السعودية، فما ردكم؟
أجاب: أنا رئيس مجلس الوزراء، وأنا هنا أمامك وأقود بلادي للخروج من الكثير من التحديات، وأؤكد لك أن علاقتي بالمملكة العربية السعودية هي على أفضل ما يرام. فلا قلق على هذا الصعيد.
سئل: ما الذي سيحصل الآن، كيف توازن بين حاجات حلفائكم العرب وحاجة دولتكم؟
أجاب: تركيزي هو على دولتي ومصالح بلدي. وعندما أتحدث عن سياسة النأي بالنفس فالهدف منها أن تجمعنا أفضل العلاقات مع العالم العربي. ومن مصلحة لبنان أن يحافظ على هذه العلاقات الجيدة مع الدول العربية. فأبناؤنا يعملون في هذه الدول العربية التي لدينا معها مصالح وروابط تاريخية ونريد أن نستثمر أكثر بهذه العلاقة مع الجوار العربي. بالنسبة إلي الأهم هو الحفاظ على هذه العلاقات الجيدة مع الجميع.
من جهة أخرى، أنت محقة، التحديات كبيرة في لبنان. لدينا عجز كبير جدا، وللمرة الأولى منذ 12 سنة استطعنا أن نمرر الموازنة، والآن نعمل على إقرار موازنة العام 2018 ولا نريد أن نرى هذا العجز. لقد وقعت للتو على مذكرة لتخفيض إنفاق الوزارات المختلفة بنسبة 20في المئة، ولا بد أن نقوم بذلك في لبنان لأنه ليس لدينا هذا الترف بالإنفاق. كما أننا نعمل على برنامج الاستثمار العام الذي سنطلقه في باريس بالتعاون مع الرئيس إيمانويل ماكرون. وعنوان هذا البرنامج هو “سيدر”، أي الأرز، ويركز على إعادة النهوض بالبنى التحتية اللبنانية، وسيخلق فرص عمل كثيرة جديدة في لبنان.
طبعا، لدينا 1.5 مليون لاجئ سوري في لبنان، وأفهم أنه بات هناك في المجتمع الدولي تعب أو إرهاق من مساعدة الفقراء الذين يقتلهم عجز المجتمع الدولي عن الإتيان بحل، وهذا أمر محزن جدا. لكننا في لبنان قررنا أن نقوم بهذه الخدمة العامة نيابة عن المجتمع الدولي. نحن نستضيف 1.5 مليون لاجئ ولا بد من أن نتمكن من الاستمرار في ذلك.
سئل: إلى أي مدى هناك أمان في الاستثمار بلبنان؟ هل هناك خطوات تتخذ لمكافحة الفساد في لبنان؟ وهل هناك دعم من كافة المجموعات لهذه الاستثمارات؟
أجاب: طبعا هذا قرار توافقي يجب أن نتخذه في الحكومة اللبنانية، والجميع على الموجة نفسها، فيما يتعلق بهذا البرنامج الاستثماري الذي تحدثت عنه، ما قمت به هو أني تحدثت مع كل حزب أو طرف سياسي وتأكدت من أنهم يوافقون على هذا البرنامج. متى حصلت على هذه الموافقة، سأطرح الموضوع على الحكومة ومن ثم على البرلمان الذي عليه أن يعطي التفويض للحكومة بالذهاب إلى مؤتمر باريس على هذا الأساس.
هناك توافق كبير جدا في لبنان والجميع يفهم المخاطر التي سنواجهها إن لم نقم بأي شيء، ولا يمكننا أن نتحمل هذا العدد من اللاجئين في لبنان من دون أن نخلق نموا في اقتصادنا. ونحن هنا نتحدث عن نمو على المدى المتوسط. ومع استمرار الاستقرار نستطيع أن نتحدث عن نمو مستدام على المدى البعيد في لبنان.
سئل: ماذا عن العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية خاصة وأن الكثير يخافون من مزيد من العقوبات الأميركية ضد حزب الله وبما يؤدي إلى زعزعة استقرار لبنان؟
أجاب: أنا لست قلقا في هذا المجال. فتركيز الولايات المتحدة هو على “حزب الله” وليس على لبنان والاقتصاد اللبناني، وهي لا تستهدف لبنان واقتصاده، وهذا ما ناقشته مع الطرف الأميركي. نحن لا نستطيع أن نغير رأي الولايات المتحدة، لكن نستطيع أن نقول لهم إذا كنتم تريدون التركيز على حزب الله فركزوا على حزب الله، ولا يمكن أن نلوم الشعب اللبناني بأسره على عجز المنطقة عن التعامل مع هذه المشكلة. نحن جزء من المشكلة، وأنا أوافق على ذلك، لكن هل يجوز أن نلوم لبنان على المشكلة بأسرها؟ هل أن عرقلة أو إعاقة سير العمل في لبنان هي هدف جيد؟ طبعا لا، فأنا أظن أن الاستراتيجية المناسبة لمساعدة مؤسسات لبنان والجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية ودعم الاقتصاد ومكافحة الفساد وضمان نمو هذا البلد هي الاستراتيجية الصحيحة. كما أن علينا أن نتأكد أن هؤلاء الأشخاص الذين سيبقون لفترة من الزمن في لبنان كلاجئين سيحصلون على فرص العمل، ومن ثم يعودون لإعادة إعمار بلدهم متى تحقق الحل الآمن لهذه الأزمة.
سئل: ما هي مخاوفكم لناحية الاستقرار؟ هل تخافون من “حزب الله” أم من السياسة الأميركية؟
أجاب: التهديد الوحيد الذي أراه أن تتخذ إسرائيل أي تدابير ضد لبنان بسبب سوء حساب معين. هناك من جهة ثانية تحديات أخرى لكننا نستطيع أن نديرها لأنه لدينا الإرادة لذلك، أما أذا قررت إسرائيل أن تشن حربا على لبنان فهذا أمر غير قابل للتفسير. انظروا إلى التاريخ، كم مرة شنت إسرائيل حربا على لبنان؟
سئل: هل تتوقعون حربا على لبنان؟
أجاب: كلا أنا لم أقل ذلك، بل أقول أن إسرائيل شنت حربا على لبنان عام 2006 بهدف التخلص من حزب الله، ولكن أين نحن اليوم من هذا الهدف؟ المشكلة ليست لبنان فقط، أنظروا إلى فلسطين، إذا كنتم تريدون السلام لا بد أن تقبلوا الآخر وتتحدثوا إليه، وأن تتقبلوا أن هذا الآخر لديه حقوق، وهذه الحقوق قابلة للتفاوض.
سئل: ما رأيكم بالدعم الذي تقدمه إدارة الرئيس ترامب من خلال نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وقد رأينا ردة الفعل العربية على ذلك؟
أجاب: موقفنا بشأن القدس واضح جدا، وإذا قررت الولايات المتحدة أن تجعل القدس عاصمة لإسرائيل فإن هذا لا يعني أن القدس ستصبح عاصمة لإسرائيل. فالعالم بأسره يقول أن القدس ليست عاصمة إسرائيل. الطريقة الوحيدة لحل هذه الأزمة هي أن تُبرم إسرائيل السلام مع الفلسطينيين، وأنا أظن أن الإدارة السياسية الحالية في إسرائيل لا تريد السلام، ونقطة على السطر. رأينا أشخاصا في إسرائيل كانوا يريدون السلام.
سئل: هل الولايات المتحدة تريد السلام؟
أجاب: طبعا، أنا برأيي أن الرئيس ترامب يريد السلام ولكنه ربما يجرب طريقة أخرى، ولا أدري ما إذا كانت ستنجح.
سئل: تمكنكم من المحافظة على الاستقرار الاقتصادي هو معجزة، ما الذي تريدون أن ترونه في السنة المقبلة؟
أجاب: أنا أركز كثيرا على مؤتمر باريس، لأنه سيكون بالغ الأهمية. كما أعول على أشقائنا في العالم العربي مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
كذلك نشهد ما يحصل في المملكة العربية السعودية، حيث نجد هذا الانفتاح وكم أن الأمير محمد بن سلمان يحدث تغييرا في المملكة والمنطقة، نرى هذا الشخص الذي ينتقل بالمملكة من مكان إلى آخر. أنا لم أعتقد يوما أنني سأرى ذلك في المملكة. لطالما تمنيت هذا التغيير وهو يحصل الآن، وهذا أمر جيد جدا للمنطقة بأسرها. فنحن نريد أن نرى الإسلام المعتدل، وأن نفهم بعضنا البعض وأن نتحدث إلى بعضنا البعض. أنا لا أريد أن أقول للآخر أنه خائن لأنه لا يشاركني نفس المعتقدات، أو أنه شخص يجب أن يُقتل لأنه لا يفكر مثلي. وأظن أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان فهم ذلك بوضوح وهذا يبعث الأمل في الشباب العربي. ونحن نعتمد على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على مساعدة لبنان، ليس فقط عن طريق الهبات، بل نريد أن يستثمروا في لبنان وأن يبنوا معنا شراكة حقيقية. الأمر لا يقتصر على مساعدة سعد الحريري أو مساعدة لبنان، بل نحن بحاجة إلى تشكيل شراكات جديدة في العالم العربي. يجب أن نستثمر في مصر مثلا وأن تستثمر مصر في لبنان. يجب أن نكمل بعضنا البعض لمصلحة المنطقة. هذا ما تقوم به أوروبا. فكيف تكوّن هذا الاتحاد الأوروبي؟ من خلال هذه التوافقات. عندما ذهبت إلى إيطاليا وجدت أنهم ليس لديهم أي إنتاج لمشتقات الحليب بل هم يشترون كل مشتقات الحليب من هولندا، وأنا متأكد أن هولندا لا تنتج “السباغيتي” بل تشتريها من إيطاليا. هذا ما أقصده عندما أتحدث عن أن نكمل بعضنا البعض في الميادين المختلفة. هذا أمر لم نشهد عليه من قبل، ولكني أظن أن شخصا مثل الأمير محمد بن سلمان في المملكة يستطيع أن يحقق ذلك.
سئل: هناك انتقادات لولي العهد السعودي، يقال أنه أخطأ في حساباته بالآونة الأخيرة كما حصل في “الريتز كارلتون” وإعلانك استقالتك من الرياض، فما تعليقك؟
أجاب: تعلمين، إن لم تكن هناك انتقادات فهذا يعني أن هناك مشكلة. والانتقاد هو أمر طبيعي، وأنا أتعرض للانتقاد وكذلك كل السياسيين الآخرين، وهذا طبيعي جدا. أنظروا أين كنا في الماضي في المملكة وأين نحن اليوم. هل تتخيلون الأمل الذي يشعر به الشباب السعودي؟ أقول لك كشخص لبناني عندما أنظر لما يحدث في المملكة اليوم، أظن أن هذا إيجابي جدا. وأنا متأكد من أن الكثير من الأشخاص في المنطقة يشاركونني هذا الرأي. طبعا هناك عدد من الأمور التي لا تعجب البعض وهذا طبيعي. هناك قرارات يجب أن تتخذ وهي ستتعرض للانتقاد. جميعنا نتعرض لهذا الأمر. فأنا لطالما اعترفت بأخطائي حين قمت بخطأ معين وأصححه والأهم هو ألا أكرره.
سئل: ما هو التهديد الوجودي اليوم للمنطقة؟ هل هو إيران برأيك؟
أجاب: إيران دولة يجب أن نتعامل معها. كل دولة يجب أن تأخذ مصالحها بعين الاعتبار في التعامل مع إيران. أنا كرئيس مجلس الوزراء في لبنان أريد أن تجمعني أفضل العلاقات بإيران، ولكن أن تكون هذه العلاقات من دولة إلى دولة، وليس أن تقوم دولة بالاستثمار في لبنان من دون أن تطلعني على هذا الأمر مثلما يحصل مع حزب الله مثلا. نحن نؤمن أنه إذا ما تحدثت الدول إلى بعضها البعض ونظرت إلى مصلحتها الخاصة فإن هذا ما سيساعد في تسهيل الأمور. ربما إيران هي تحد في المنطقة لكن الحوار هو جزء من حل هذا التحدي، وهذا ما نتطلع إليه.
سئل: عندما تنظر إلى ما حصل في الأشهر الأخيرة وتقارن ذلك بآمالك بلبنان والشرق الأوسط، فيما يتعلق بالعلاقات بين السعودية وإيران والملف النووي الذي يتم التحدث عنه كثيرا والرئيس ترامب واضح في استيائه من هذا الاتفاق النووي. هل برأيك سيحصل أي تقارب بين المملكة وإيران قريبا؟
أجاب: في الواقع أنا لا أعرف إلى أين سيتجه هذا الاتفاق النووي. لكن لا بد أن تحل مسائل معينة مثل الحرب في اليمن. لا يمكن لإيران أن تتدخل في اليمن.
سئل: تقصد كما تتدخل إيران في لبنان؟
أجاب: كلا. بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية، المسألة في اليمن شبيهة بالاستفتاء الذي قرر الأكراد القيام به في العراق. الإيرانيون لم يعجبهم الأمر أبدا. وإذا سألتم الإيرانيين ماذا كان ليحصل لو نجح هذا الاستفتاء، صدقيني أن إيران كانت ستدخل إلى كردستان. لهذا علينا أن نفهم أهمية ما يحصل في المنطقة. لا بد أن تحل مسألة اليمن وأن تتوقف إيران من التدخل في اليمن، وهذا ما سيفتح باب الحوار. الناس يجب أن يفهموا ما هي الحدود المقبولة لهم.
سئل: ما هي رسالتكم للشباب اللبناني اليوم؟
أجاب: أقول لهم أنهم يجب أن يعودوا إلى لبنان. البعض تحدث عن انعدام الاستقرار في لبنان، وأنا لا أوافقهم الرأي. نحن من أكثر الدول استقرارا في المنطقة. كان داعش على حدودنا واستطعنا أن نهزمه، ولم يتمكن من الدخول إلى لبنان، كما نجحنا في تعطيل عدد من الاعتداءات والهجمات التي كانت مقررة بطريقة أفضل مما حصل في أوروبا. كانت لدينا احتفالات رائعة بمناسبة عيد رأس السنة، ولا بد للجميع أن يرى ذلك. نحن نريد أن يعمل الشباب أكثر لإنشاء الشركات الناشئة والجديدة. الهيكلية القانونية في لبنان تيسّر هذا الأمر وتحمي الشركات. حتى الشركات التي تفلس كانت تستند للقانون الفرنسي الذي وضع عام 1950، الفرنسيون عدلوا القانون ونحن لم نفعل، ولكننا اتخذنا الآن قرارا بتعديل قوانيننا الاستثمارية والتجارية، وكل هذا ستتم مناقشته في مؤتمر باريس. فدعوتي للشباب هي أن يعودوا إلى بلدهم. هذا البلد مليء بالفرص، وخاصة بعد مؤتمر باريس سترون الكثير من فرص العمل في لبنان.
كما أننا نعمل كثيرا على الدفع بدور المرأة لتصبح ناشطة أكثر في القطاع العام. لقد وضعت حكومتي كوتا بنسبة 30 في المئة لتعيين النساء، كما أن البرلمان يدرس الآن كوتا بنسبة 30 في المئة.
سئل: أي أننا قد نرى سيدة على رأس وزارة شؤون المرأة؟
أجاب: نعم، لما لا. هذه المرة الأولى التي يكون لدينا في لبنان وزارة لشؤون المرأة. في الماضي لم تكن لدينا هذه الوزارة، وفي المرة المقبلة نأمل أن نرى الحكومة بأسرها مختلفة مع عدد أكبر من النساء. وأنا فعلا أؤمن بأننا إذا ما سمحنا للمرأة بأن تدير الأمور فسيكون هذا أفضل وأكثر استقرارا للبنان.