“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
يتوجه رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون في 23 الجاري الى دولة الكويت في زيارة رسمية أرجئت من الأسبوع الأول لتشرين الثاني الفائت بسبب الإستقالة المفاجئة التي أدلى بها رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض وما تلاها من تبعات وصولا الى التراجع عنها وعودة الحياة السياسية الى شكلها الطبيعي.
ومنذ تشرين الثاني الفائت، لم يتغيّر جدول أعمال الزيارة الرئاسية بحيث تبقى “خلية العبدلي” التي اتهم فيها القضاء الكويتي “حزب الله” اللبناني بالضلوع فيها موضوعا رئيسيا على أجندة الرئاسة وهذا الموضوع سوف يطرح في القمة التي سيعقدها عون مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
أما الملف الثاني الأهم فيتمثل بحسم تعيين السفير اللبناني ريان سعيد للكويت والمعلّق منذ التشكيلات الدبلوماسية التي وافق عليها مجلس الوزراء في 20 تموز الفائت.
واللافت أنه لغاية اليوم لم ترسل وزارة الخارجية والمغتربين أوراق اعتماد السفير ريان سعيد الى الخارجية الكويتية في لفتة لبنانية دبلوماسية تشير الى الحرص اللبناني على أفضل العلاقات مع الكويت وذلك بعد تسريبات وردت من أن الكويت ترفض قبول سفير من طائفة معينة.
ويتوخى لبنان بحسب المناخ الدبلوماسي عدم حصول أزمة بين البلدين بحكم العلاقات التاريخية ولأن ما حصل شكل سابقة في العلاقات الدبلوماسية الدولية، من هنا معالجة الموضوع بسرية تامة عبر القنوات الدبلوماسية، علما بأن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل سيكون في الوفد الرسمي المرافق لعون.
ولفت أخيرا كلام لنائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله نشرته صحيفة “الأنباء” الكويتية في 16 الجاري أعرب فيه “عن ترحيب الكويت بزيارة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون”. وأضاف:” نتطلع الى هذه الزيارة وليس هنالك من شك أن الرئيس عون مرحب به، وزيارته ستسهم في تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين”. واشار:” أن الزيارة ستكون في النصف الثاني من شهر يناير الجاري، لافتا الى أنه لم يصل أي ترشيح رسمي لسفير من قبل الحكومة اللبنانية، كذلك أي رد على موضوع المذكرة التي وجهتها الكويت للبنان”. (المذكرة التي رفعتها الكويت الى وزارة الخارجية اللبنانية بشأن “خلية العبدلي”).
تشكل الكويت دولة ذي أهمية كبرى بالنسبة الى لبنان نظرا الى العلاقات الدبلوماسية العميقة والتبادل الإقتصادي والتجاري، ولوجود جالية لبنانية كبرى تصل الى 50 ألفا وهي موجودة في الكويت منذ خمسينيات القرن الفائت ومؤلفة من الطوائف المختلفة ويعمل معظم أبنائها في القطاع الخاص والتعليم والطب والأعمال الحرة.
وطالما قدرت دولة الكويت أن لبنان كان أول دولة سارعت الى إدارة غزو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لأراضيها عام 1990.