“مصدر دبلوماسي”
قال سفير الإمارات العربية المتحدة في لبنان حمد سعيد الشامسي أمس بأن “الظروف الإقليمية صعبة وتتطلب منا جميعاً الوعي والوقوف يداً واحدة”، وكشف أن المساعدات التي قدمتها الإمارات الى لبنان منذ بداية الأزمة السورية بلغت 56 مليون دولار.
وأكد السفير الإماراتي أثناء تدشينه عدداً من المشاريع في منطقة العرقوب في جنوب لبنان بإشراف “ملحقية الشؤون الانسانية والتنموية” أن الإمارات العربية المتحدة “مستمرة بمساعدة لبنان سواء عبر التقديمات الانسانية أو التنموية”، موضحاً أثناء افتتاحه مسجدا في كفرحمام بأن “هذا المشروع هو من ضمن مشاريع عدة تمتد من الشمال الى الجنوب والبقاع وبيروت”.
وأكد الشامسي أن “دولة الامارات ملتزمة التزاماً انسانياً وعربياً أمام الشعب اللبناني الذي يتحمل عبء النزوح السوري”، مشيراً الى ان “المساعدات تتركز في قطاعيّ التعليم والاستشفاء وهي ناهزت الـ 56 مليون دولار منذ بداية الأزمة السورية“.
وأضاف:” نولي التعليم أهمية قصوى لما له من دور في تثقيف الشعوب ومساعدتها على محاربة الجهل والتخلف والامية سعياً وراء بناء مجتمع يعتمد على كفاءات ومهارات أبنائه”، وأضاف: “نتمنى أن يكون الشعب اللبناني في أحسن حال، فالظروف الإقليمية صعبة وتتطلب منا جميعاً الوعي والوقوف يداً واحدة“.
وكانت للشامسي محطات عدة في منطقة العرقوب بدأها في بلدة كفرحمام حيث وضع حجر الأساس لــ”مسجد الشيخ سيف بن محمد آل نهيان” بحضور مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي ممثلاً مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان ومشاركة رئيس اتحاد بلديات العرقوب محمد صعب وعضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” زياد ضاهر وعدد من رجال الدين ورؤساء البلديات ومخاتير وفاعليات اجتماعية وشعبية.
وفي كلمة له قال الشامسي بأن “الرسالة التي نكرسها اليوم تقوم على المحبة والانفتاح، فنحن نؤمن بالدين الوسطي المعتدل وندعو اليه عنوة لأنه السبيل الوحيد، بل الأوحد، لتجنيب الدين الإسلامي خطر التنظيمات الإرهابية والأفكار المتطرفة“.
وألقى المفتي دلي كلمة توجه فيها بالشكر والعرفان، بإسمه وبإسم المفتي دريان، لدولة الإمارات على مساعيها الانسانية وعلى هذا العمل الذي هو لله سبحانه وتعالى”، مؤكداً أن “هذه المنطقة تمثل معنى الإعتدال والوسطية لانها تتميز بالعيش المشترك بين مختلف أطيافها بتنوعهم الطائفي والمذهبي“.
بدوره، أشاد رئيس البلدية هيثم سويد بما تقدمه دولة الإمارات في لبنان، مشدداً على “أهمية هذه اللفتة الكريمة لسمو الشيخ سيف بن محمد آل نهيان عبر بناء صرح ديني ثقافي اسلامي ينشر تعاليم الإسلام الحنيف وثقافة الإعتدال والإيمان بقيم الخير والأخلاق والتسامح“.
وقدم سويد درعاً تكريمية للسفير الشامسي كعربون شكر وتقدير على أياديه البيضاء.
وفي الهبارية، افتتح الشامسي الطريق الرئيسية التي تربط الهبارية ببلدة شبعا وأزاح الستارة عن اللوحة التذكارية لمشروع تعبيد الطريق بهبة من مؤسسة “خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الانسانية” وبرعاية رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
وأثنى نائب رئيس البلدية مرهج نجم على المشروع وقدم بإسمه وإسم البلدية والأهالي شكره لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً على المشروع الحيوي والمهم الذي تم افتتاحه اليوم والذي يسهم في إنماء منطقة العرقوب.
وفي بلدة شبعا تفقد الشامسي مجريات العمل في مستشفى “خليفة بن زايد آل نهيان” الذي تم افتتاحه العام الماضي بإدارة “مستشفى المقاصد الإسلامية”، حيث جال افي أقسام المستشفى يرافقه مديرها الدكتور عبد الحكيم عبدالله واطلع على ما تقدمه من خدمات طبية وصحية. كما استمع من المرضى إلى أوضاعهم الصحية، واعداً بتعزيز هذا الصرح الذي يحمل إسم رئيس دولة الإمارات.
وتفقد الشامسي بعدها سير العمل في المبنى السكني الخاص بالأطباء والعاملين في المستشفى والذي تم بدء العمل به على أن يتم افتتاحه في المرحلة المقبلة.
كما وتوقف مطلعا على توسعة طريق في بلدة شبعا ممولة من مؤسسة “خليفة بن زايد آل نهيان للاعمال الانسانية”، واعداً الاهالي بأن يشهد الربع الاول من العام المقبل افتتاح هذا المشروع الحيوي والمهم.