“مصدر دبلوماسي”
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه في إمكان الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تلعب دوراً فاعلاً في الوصول إلى حل لمعاناة النازحين السوريين والمساعدة على إعادتهم إلى أرضهم لا سيما في المناطق التي تنعم باستقرار أمني. وابلغ عون مستشار الشؤون الدولية لمرشد الثورة الإسلامية الإيرانية الدكتور علي أكبر ولايتي الذي استقبله مساء اليوم الجمعة في قصر بعبدا في حضور السفير الإيراني في بيروت محمد فتحعلي والوفد المرافق، أن لبنان الذي يعيش على أرضه حالياً أكثر من مليون و600 ألف نازح سوري لم يعد قادراً على تحمل الأعباء الكبيرة الناتجة عن هذا النزوح، وأن التحرك الإقليمي والدولي الذي يقوم به لبنان يهدف إلى الطلب من المجتمع الدولي والأمم المتحدة العمل على تسهيل عودة النازحين علماً أن بعض المواقف الدولية حيال هذه المسألة لا تتناغم والرغبة اللبنانية ما يطرح علامات استفهام كثيرة حول الغاية من تأخير هذه العودة.
وأعرب عون للمسؤول الإيراني عن رغبة لبنان في تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها في المجالات كافة واعداً بتلبية الدعوة التي وجهها إليه الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني لزيارة طهران.
وكان ولايتي نقل إلى عون تحيات مرشد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني مجدداً الدعوة التي كان وجهها إليه للقيام بزيارة رسمية إلى طهران. وحيا ولايتي الجهود التي عون والحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري للمحافظة على الاستقرار في لبنان ما ساعد في تحقيق الانتصارات ضد التنظيمات الإرهابية في الجرود اللبنانية.
وأجرى عون والدكتور ولايتي جولة أفق في الاوضاع الراهنة إقليمياً ودولياً، والتطورات العسكرية والسياسية الحاصلة في سوريا والعراق. كما تطرق إلى الاتصالات الجارية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
بعد اللقاء تحدث ولايتي إلى الصحافيين فقال:
“كان اجتماعنا بفخامة الرئيس اللبناني اجتماعاً ودياً بناءاً وصريحاً. إن الجمهورية الاسلامية الإيرانية تعتبر فخامة الرئيس ميشال عون شخصية قوية يمكنها أن تقود لبنان، كانت تؤمن بذلك قبل استلامه لرئاسة الجمهورية وبعد تبوئه لهذا المنصب. إن ما نشهده من ثبات وإصرار وتأكيد من فخامته على المبادئ التي يؤمن بها الشعب اللبناني وتؤمّن مصالحه يعتبر موقفاً مثالياً يمكن أن يحتذى به. ولقد أثمر هذا الثبات والتأكيد على المبادئ، ونحن شهدنا في فترة رئاسة فخامته للبنان كيف تمت إدارة الأمور بكل حنكة وجدية. إن الوفاق السياسي الذي شهده لبنان في عهد فخامة الرئيس ميشال عون وتجاوز بعض السجالات السياسية التي شهدها المجتمع اللبناني إنما يعبر عن انتصار ومكسب آخر للشعب اللبناني الشقيق. إن لبنان اليوم يعتبر من أكثر دول المنطقة والدول العربية أمناً واستقراراً. إن الانتصار الذي حققه لبنان عبر ثلاثيته الذهبية الجيش والمقاومة والشعب خاصة على الحدود الشرقية وفي جرود عرسال إنما يدل على الكفاءة والجدارة العالية التي تم إدارة الأمور من خلالها حيث وصل الشعب اللبناني إلى هذا المستوى من الانتصارات. إن الانسجام الذي نشهده اليوم في لبنان شعباً وحكومة يمكن أن نقول بأنه إن لم يكن عديم النظير في التاريخ المعاصر لهذا البلد فمن المؤكد أنه يقلّ له مثيل”.
وأضاف: “فخامة الرئيس ميشال عون رغم انشغالاته ورغم أنه قضى يوماً مليئاً بالمواعيد، لكنه استقبلني في هذه الأمسية الطيبة وطال اللقاء أكثر من ساعة، كل ذلك يدل على الاهتمام الوافر الذي يعيره فخامة الرئيس ميشال عون للعلاقات بين البلدين إيران ولبنان. وقد كررنا مجدداً في هذا اللقاء توجيه دعوة فخامة الرئيس الإيراني سماحة الشيخ حسن روحاني لفخامة الرئيس ميشال عون لزيارة إيران وهو وعدنا بأن هذه الزيارة ستتم في الوقت المناسب بإذن الله”.
وكان ولايتي زار أيضا رئيس الحكومة سعد الحريري يرافقه السفير محمد فتحعلي وبحضور مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، كذلك زار رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
في وزارة الخارجية والمغتربين
وكان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل استقبل بعد ظهر اليوم ولايتي، في حضور السفير الإيراني لدى لبنان محمد فتحعلي.
بعد اللقاء قال ولايتي:” اللقاء كان مميزا مع وزير خارجية البلد العزيز علينا لبنان، فمنذ ان تولى الوزير باسيل وزارة الخارجية دخلت السياسة الخارجية اللبنانية في مسار فعال ونشيط، ونثمن ونقدر هذا إيجابا. تطرقنا خلال اللقاء الى العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون الثنائي على مستوى المنطقة وكذلك تطرقنا الى القضايا الدولية. لا شك ان الجهود القيمة التي تُبذل من قبل محور المقاومة على المستوى الاقليمي بحاجة الى حكمة سياسية وتعاون وتبادل في وجهات النظر على المستوى الاقليمي والدولي “.
اضاف:” هذه المساعي القيمة والجهود الجبارة التي تبذلها شعوب المنطقة، لبنان حكومة وشعبا، وكذلك الحكومة السورية وشعبها، والمجاهدين والمناضلين والمقاتلين في العراق وسوريا ولبنان،وعلى الساحة الفلسطينية. كل ذلك بحاجة الى جهود ديبلوماسية متزنة ومنسقة على المستويين الدولي والإقليمي” .
تابع:” في الايام والاسابيع الماضية بُذلت جهود ومساعي جيدة وحثيثة على مستوى المنطقة، حيث شهدنا الاجتماع الثلاثي الروسي الايراني – الاذربيجاني في طهران، كذلك زيارة وزراء العراق الى طهران وزيارة وفد منظمة حماس، وزيارتنا التي نقوم بها الى لبنان على ان نزور بعد ذلك سوريا. كل هذه الخطوات تُتخذ من اجل تحقيق هذا المسعى الديبلوماسي الذي لابد منه، لأن الجهود تُبذل بشكل حثيث على ساحة الجهاد والنضال. ويجب ان تترافق مع جهود ومساع ديبلوماسية لتُستكمل هذه الجهود النضالية،كما ان اجتماع علماء المقاومة الذي عقد في بيروت على مدى يومين كان خطوة جيدة في سبيل ممارسة الديبلوماسية الجماهيرية العامة من اجل تحقيق نفس الهدف.”
سئل: تتحدثون عن مساعي ديبلوماسية في المنطقة اليوم، هل زيارة الرئيس بوتين تصب في هذا الاطار خصوصا وان هناك كلام عن مساع روسية للتوفيق بين ايران والمملكة العربية السعودية؟
أجاب: لا شك أن لحكومة روسيا ولشخص الرئيس بوتين دورا بارزا وتأثيرا كبيرا في مجال التعاون والمساعدة على التقدم في محور المقاومة. وخلال زيارة الرئيس بوتين الى طهران حصلت خطوة رمزية تمثلت في انطلاق الطائرات الروسية من الاراضي الروسية عبر الاجواء الايرانية والعراقية وقصفت مواقع تنظيم داعش في سوريا، وعادت عبر نفس الخط الجوي الى روسيا. كذلك أجرى الرئيس بوتين مباحثات تتعلق بالعلاقات بين إيران والدول العربية في الخليج الفارسي.
سئل: أشرتم الى الاجراءات السياسية والديبلوماسية التي تجري في المنطقة ، لكن الى جانب الاتجاه التقاربي بين شعوب دول المنطقة، نلاحظ ان هناك مواقف من قبل أميركا والكيان الصهيوني ضد هذا الاتجاه، ما هو تعليقكم؟
أجاب: لا شك ان الكيان الصهيوني والطرف الداعم له المتمثل بالولايات المتحدة الاميركية، هما الخاسران الرئيسيان، وكل هذه الجهود وكلمات التهديد التي يطلقونها والجهود التي يبذلونها من اجل بث التفرقة هي محاولات يائسة لا تؤدي الى نتيجة.