“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
ما هو دور لبنان في إعادة إعمار سوريا؟ هو عنوان إحدى جلسات مؤتمر الطاقة الوطنية اللبنانية الذي اختتم أعماله أمس في “البيال” وكان برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.
شرّح المشاركون في هذه الجلسة كيفية الإستعداد اللبناني للمشاركة في إعادة الإعمار الوشيكة في سوريا. وطرحت أسئلة رئيسية منها: ما هو المطلوب من الأفراد ومن الشركات ومن الدولة في لبنان؟ ومتى تنطلق ورشة إعادة الإعمار في سوريا وما مداها الزمني؟ ولفت المصرفي رياض عبجي بأن كلفة إعادة الإعمار تقدّر بـ 200 مليار دولار أميركي وعلى لبنان إذا رغب بالمشاركة في الإعمار أن يدرس في اية قطاعات يمكنه المساهمة.
ولعلّ المداخلة الأكثر إحاطة وشمولية بهذا الموضوع قدّمها رئيس مجلس إدارة مجموعة “ماليا” شكيب شهاب، وهذه المجموعة متخصصة بإعادة الإعمار بعد النزاعات ولها خبرات واسعة وخصوصا في العراق.
وقال شهاب بأنه كفانا أن نكون في لبنان أبطال الفرص الضائعة. وركّز في مداخلته على 3 نقاط: إعادة إحياء العلاقات الإقتصادية والتجارية بين لبنان وسوريا عبر إنعاش الإتفاقيات المبرمة بين البلدين، كيفية زيادة جاذبية لبنان لتحويله ممرا إلزاميا لإعادة الإعمار، ومشاركة الخبرة الشخصية في استثمارات “ماليا” في البلدان ما بعد الحرب.
في موضوع إعادة إحياء العلاقات الإقتصادية والإتفاقيات المبرمة بين لبنان وسوريا، أشار شكيب شهاب الى أنه في هذه الحالة لا يمكن للقطاع الخاص لوحده أن يشارك في إعادة الإعمار في سوريا لأنه سيحتاج الى إعادة تفعيل المعاهدات بين البلدين ومنها على سبيل المثال لا الحصر معاهدة الأخوّة والتنسيق والتعاون (عام 1991) واتفاقيات تتعلق بعدم إزدواجية ضريبة الدخل الى بروتوكولات تعاون منها ما يخصّ تبادل الأدوية، والإعفاء المتبادل من الرسوم الجمركية وفي مجال النقل الجوي وسواها…
ولفت شهاب الى أن تفعيل هذه الإتفاقيات ضروري لأن الدخول الى سوريا ليس سهلا. ولفت الى أهمية قطاع النقل في هذا الخصوص، وضرورة إزالة العراقيل أمام التجارة الحرة بين البلدين في قطاع النقل واقترح على سبيل المثال لا الحصر الغاء الرسوم على الحاويات الفارغة.
وعلى الصعيد التجاري، قال شهاب بضرورة الحدّ من تهريب البضاعة عبر الجهتين.
ولجهة زيادة جاذبية لبنان، لفت شهاب الى أنه لا يمكن للبنان التقوقع والمطالبة بالمشاركة في إعادة إعمار سوريا بل عليه أن يبادر الى تنظيم أموره الداخلية بشكل يزيد من جاذبيته. فالعاصمة اللبنانية بيروت أدرجت أخيرا من ضمن “طريق الحرير” ما يعني بأن البضائع التي ستنتقل الى سوريا عليها المرور ببيروت، وتقوم مدينة طرابلس بأمر مشابه وتعمل فاعليات المدينة لتحويلها الى منطقة اقتصادية مهمة ولتكون موقع ترانزيت وتأسيس شركات تسهّل أمورا عدة، ولا ننسى مرفأ طرابلس وما ناله أخيرا من شهادات تقدير عالمية.
وتطرق شهاب الى احتياجات لبنان قبل الخوض في إعادة إعمار سوريا ومنها: تأهيل البنى التحتية، حل مشكلة قطاع النقل وأبرز الإقتراحات إعادة تفعيل سكة الحديد التي تربط طرابلس بحمص. إعادة تأهيل مطار القليعات ليكون مطارا للشحن الجوّي(…).
ونصح شهاب بأن يتوجه لبنان إقتصاديا أيضا الى الدول التي تحظى بالأولوية في إعادة الإعمار في سوريا وفي مقدمتها روسيا والدول الأوروبية عبر شراكات ثلاثية يكون اللبنانيون أحد أطرافها، ولا بدّ من إعادة النظر بالتشريعات لتشجيع الشركات العالمية للقدوم الى لبنان وللإستثمار فيه.
ولفت الى أن لبنان بحسب تصنيف البنك الدولي يحتل المرتبة 126 كجاذب للإستثمارات التجارية في المقابل تحتل الإمارات العربية المتحدة المرتبة 26 …
وعن ماهية المشاريع التي من الممكن أن يشارك فيها لبنان، أبرز رئيس مجلس إدارة شركة “ماليا” شكيب شهاب مشاريع السكن ولفت الى صعوبة دخول شركات المقاولات اللبنانية الى السوق السورية بسبب وجود شركات سورية فاعلة، لكن للبنان خبرة أساسية يمكن أن يقدّمها في مجال الإستشارات الهندسية، الى خبرات تتعلق بالتعهدات والبناء العالي الجودة من خلال الخبرة التي لديه في البناء في دول الخليج.
وفي مجال الزراعة والصناعة قال شهاب أنه يوجد 153 مشروع صناعي وزراعي مطروح الآن في سوريا ويمكن للبنان المشاركة فيها. أما في قطاع النقل والمواصلات فدور لبنان ثانوي. بالنسبة الى السياحة، يمكن للبنان أن يلعب دورا رئيسيا في موضوع السياحة عبر اليد العاملة في القطاع السياحي السوري الى ذلك يتمتع اللبنانيون بخبرة واسعة في إنشاء الفنادق وإدارتها لا سيما فنادق الأعمال “البزنس” (…) بحسب شهاب.