“مصدر دبلوماسي”
وصلنا من السفارة البريطانية في بيروت البيان الآتي:
أعاد ألستر بيرت وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط والتنمية الدولية التشديد على التزام بلاده بمبدأ مساندة لبنان القوي والمزدهر، كاشفاً عن مدّ الجيش اللبناني بمزيدٍ من الدعم والاحتفال باستثمار المملكة المتحدة في مستقبل لبنان.
وفي حفل الاستقبال الذي أقيم لإطلاق جمعية الخريجين اللبنانيين من جامعات بريطانية، أعلن الوزير بيرت رسمياً عن إطلاق مشروعSoUK.LB وهو مركز رائد للمشاريع الاجتماعية، ضمن إطار مبادرة جديدة تهدف إلى مساعدة قطاع المؤسسات الاجتماعية المتنامي في لبنان، وتشكّل خير استثمار لتعزيز فرص العمل في الاقتصاد اللبناني على حدّ وصفه. كما حثّ اللبنانيين الطامحين الى متابعة دراساتهم العليا في المملكة المتحدة من خلال برنامج منح “تشيفننغ” الممولة من وزارة الخارجية البريطانية.
وفي اليوم التالي لزيارته التي استمرت يومين، قام الوزير بيرت بزيارة فوج الحدود البرَي الثاني في منطقة رأس بعلبك حيث اطلع على غرفة عمليات “فجر الجرود” والمساعدات التي قدّمتها بريطانيا للجيش اللبناني كي ينقل مواقعه الحدودية إلى داخل الأراضي التي استعاد السيطرة عليها. وكان الجيش قد عمل على إقامة عدّة مواقع عسكرية جديدة على طول المناطق الحدودية في الأسابيع القليلة الماضية مدعومة من بريطانيا، رافعاَ العلم اللبناني على أبعد نقطة من الأراضي اللبنانية. تشكّل أبراج المراقبة الجديدة بضع مواقع من مجموع المواقع البالغ عددها 74 التي تمّ بناؤها منذ العام 2012، والتي تخوّل الجيش اللبناني تأمين الحماية على طول المنطقة الحدودية مع سوريا انطلاقاً من البحر المتوسط وصولاً إلى جبل حرمون.
كذلك شملت جولة الوزير بيرت زيارة إلى مدرسة الإرشاد الرسمية للبنات وإلى تجمّع للاجئين في منطقة البقاع، حيث شاهد عن كثب المساعدات التي تقدّمها بريطانيا لمواجهة التحديات الناشئة عن وجود اللاجئين، واطّلع على الجهود المبذولة لتحسين أوضاع التعليم في المدارس الرسمية لِما يخدم مصلحة جميع الطلاب في لبنان.
وفي ختام زيارته، تحدّث الوزير بيرت قائلاً:
“إنه لمن دواعي سروري العودة إلى لبنان، البلد الذي أعرفه حقّ المعرفة بعد أن زرته ثلاث مرات منذ العام 2010. لكنّ أحداثاً كثيرة حصلت منذ آخر زيارة لي في العام 2013. فها هو الشعب اللبناني اليوم يتكرّم باستضافة أكثر من 1,5 مليون لاجئ يشكّلون عبئاً ثقيلاً لا سبيل إلى إنكاره، والجيش اللبناني يُعدّ بين جيوش المنطقة الأوائل التي تصدّت لهجمات تنظيم داعش في العام 2014، ونجحت في إخراجه من الأراضي اللبنانية في العام 2017.
لقد عقدتُ اجتماعات بنّاءة للغاية مع دولة رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الوزارء سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي ووزير الخارجية جبران باسيل. وكررت لهم دعم المملكة المتحدة لتحصين لبنان وتعزيز استقراره وازدهاره. نحن فخورون بالعلاقات الثنائية الممتازة التي تربط بين بلدَيْنا. لمست اليوم عمق شراكتنا وقدرتها على تعزيز الاقتصاد اللبناني من خلال فرص العمل التي توفّرها في كافة المناطق؛ وقد تجلّت تلك العلاقة في برنامجنا الرائد الهادف إلى تأمين جودة التعليم لجميع الطلاب في المدارس الرسمية اللبنانية؛ وفي المساعدات الإنسانية المقدّمة إلى اللاجئين؛ وأخيراً في دعمنا الثابت للشجعان في الجيش اللبناني، نساءً ورجالاً، الذين دافعوا بلا كللٍ عن لبنان في وجه كلّ مظاهر الإرهاب.
أوجّه تهانيّ الحارة للجيش اللبناني على معركة “فجر الجرود” التي قادها بكلّ نجاح ضدّ داعش. فرسخّت تلك العملية العسكرية صورته كمؤسسة على قدرٍ عالٍ من الحرفية والاحترام، تمكّنت من اكتساب قدرات كبيرة على مدى السنوات الأخيرة. ولا يسعني إلاّ التعبير عن شدّة فخري حيال الثقة التي وضعها الجيش في شراكته مع بريطانيا، انطلاقاً من شوارع بيروت وصولاً إلى المناطق الحدودية.
لا بدّ لي من الإعراب أيضاً عن مدى افتخاري بالنتائج التي حقّقتها بريطانيا من خلال مساهمتها بمبلغ 60 مليون جنيه استرليني لبناء أكثر من 70 برج مراقبة عسكري، وتقديم ما يزيد عن 300 سيارة لاند روفر و3,000 مجموعة من الدروع الواقية. كذلك قمنا بتدريب أكثر من 8,000 جندي وأرسلنا 150 ضابطاً من ضباط الجيش اللبناني إلى أرقى المعاهد العسكرية في بريطانيا. إضافةً إلى تلك المساهمات، نستثمر أيضاً أكثر من 13 مليون جنيه استرليني في تحسين أداء جهاز الشرطة في جميع أنحاء البلاد لا سيّما في بيروت، دعماً للإصلاحات التي تتطلّع قوى الأمن الداخلي إلى إنجازها بحلول العام 2022.
لن تدّخر بريطانيا أيّ جهدٍ للوقوف دوماً إلى جانب لبنان بالفعل لا بالقول، وتعمل بالتكاتف معه على ترسيخ الأمن والازدهار والاستقرار.
لقد كان من دواعي سروري أن أعود. لقد استمتعت بزيارتي وأتطلع للعودة“.