“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
أقفلت دورة التراخيص الأولى للتنقيب عن الغاز والنفط في لبنان في 12 الجاري، وتلقى لبنان عرضا وحيدا من كونسورتيوم مؤلف من 3 شركات هي:” توتال” الفرنسية، و”إيني” الإيطالية، و”نوفاتيك” الروسية. طلبت هذه الشركات أن يتم الموافقة على تلزيمها التنقيب في رقعتين نفطيتين من أصل 5 تمّ الموافقة على عرضها للتنقيب هما البلوك 4 في شمال لبنان والبلوك 9 في الجنوب. وتقوم هيئة إدارة قطاع البترول بتقييم العرض لترفع تقريرها الى وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل الذي سيرفعه بدوره الى مجلس الوزراء للموافقة على التلزيم أو الرفض.
وبحسب كبيرة المسؤولين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمعهد حوكمة الموارد الطبيعية ، “أن آر جي آي” لوري هايتايان فإن فترة التقييم تستمر قرابة الشهر ولوزير الطاقة والمياه حق الرجوع الى الشركات ليناقش معها التفاصيل التقنية مثل حفر الآبار وسواها، ويتم رفع التقرير الى مجلس الوزراء وهو الذي يعلن النتيجة.
يتم التقييم بحسب هايتايان على مستويين: المعايير التقنية وتشكل نسبة 30 في المئة، (الدراسات الزلزالية، الآبار التي ستحفر…) والمعيار التجاري ويشكل نسبة 70 في المئة جزء منها يشكل حصّة الدولة اللبنانية (يتعلق بالكلفة التي ستتكبدها الدولة اللبنانية للشركات وحصة الدولة اللبنانية).
تتابع هايتايان في حديثها الى موقع “مصدر دبلوماسي”:” يتم التقييم بحسب دفتر الشروط الموضوع، ويجب التأكد إذا التزمت الشركات بدفتر الشروط ولم يحصل اي انحراف. هذا الأمر إذا حسم، لا يبقى إلا هاجس واحد تمثل كما هو واضح بضآلة العروض، وهو كان خوفا موجودا في السابق”.
تشرح: “في 2013 كانت توجد 46 شركة مؤهلة بينها 12 مشغلا من أكبر الشركات، وكان لبنان آنذاك أمام فرصة أضاعها بسبب الدخول بدهاليز السياسية ومتاهاتها، وبعد عام انخفضت أسعار النفط، وحصلت صدمة عالمية دفعت الشركات الى إعادة مراجعة حساباتها، ومتوقع ألا تزيد اسعار النفط كثيرا فتتعدى مثلا الـ60 دولار أميركي. في هذه الظروف تأخذ الشركات كلّها حذرها وهي لا تريد القيام بإستثمارات لا حاجة لها بها. وفي شرقي المتوسط توجد مشاكل تسويق، ولا تزال البنى التحتية غير موجودة”.
اين تتجه الأمور بين لبنان وقبرص وإسرائيل في المنطقة المتنازع عليها في البلوك رقم 9 حيث 5 في المئة من مساحته متنازع عليها مع إسرائيل؟ تقول الخبيرة هايتايان:”لم يحدث أي جديد منذ انتخاب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب. المسؤول عن الملف آموس هوكستاين لم يعد في منصبه ولا نعرف لغاية اليوم أي مسؤول حلّ مكانه، المرة الوحيدة هي حين أعلنا أنه توجد 3 “بلوكات” مفتوحة ما استوجب تهديدات إسرائيلية لكن التصعيد بقي كلاميا فحسب”.
تضيف هايتايان: “يتميز البلوك 9 بأنه شاسع وثمة 5 في المئة من مساحته فقط متنازع عليها، والشركات الطامحة للإستثمار فيه يمكنها بحسب القانون أن تعيد جزءا من البلوك للدولة اللبنانية، وبالتالي تعمل في المنطقة غير المتنازع عليها. الى ذلك نحن بحاجة لإعادة تعديل الإتفاق مع قبرص حول معاهدة ترسيم الحدود وخصوصا وأنها غير مبرمة بعد من قبل مجلس النواب اللبناني”.
يذكر أنه بعد منح مجلس الوزراء موافقته، أمام الشركات الثلاثة فترة 3 أعوام ( يمكن أن تضيف اليهما عامين ثم عاما إضافيا)، للقيام بالحفر، ويحتاج ظهور النتائج الى هذا الوقت، والعامل المساعد هو أن مسوحاتنا متطورة بحسب ما تشرح الخبيرة الدولية في شؤون الغاز والنفط لوري هايتايان.