“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
جبران خليل جبران مكرّما من السفارة الأميركية في بيروت. لا يزال الفيلسوف اللبناني والرسّام والكاتب الثوري يمنح إسمه لأي حدث يكرّم الثقافة وحرية التعبير. وفي حالة التكريم الأميركية التي تتوّج أسبوعا فنيا استضافته بيروت أخيرا، يمثل جبران إبن بشري جسر التواصل بين لبنان مسقطه وبين الولايات المتحدة الأميركية التي هاجر إليها شابا، وأبدع كتابة بلغتها الإنكليزية، وكان كتاب “المجنون” باكورة كتاباته فيها عام 1918، ثم تلاه “السابق” عام 1920 الذي مهّد لكتابه “النبي” الذي ترجم الى لغات العالم ولا يزال مرجعا مقدّسا للكثير من الشعوب.
كان احتفاء السفيرة الأميركية إليزابيت ريتشارد بجبران أمس مميزا، فقد ازدانت حدائق منزلها الخضراء بمنحوتات النحات رودي رحمة التي استوحاها من أعمال جبران، وقد قدّم منحوتته الجديدة “شفافية الحكمة” الى الجمهور لأول مرّة، في حين تصدّر صالون منزل ريتشارد عدد من اللوحات الفنية التي تعيد رسم لوحات جبرانية خالدة، وبينها لوحدة تمثل “بورتريه” جبران أهداها الى “ميشلين”.
وقد هيأت الملحقية الثقافية في السفارة الأميركية في بيروت كلّ ما يلزم ليأتي التكريم كاملا: الفرقة الموسيقة التي عزفت ألحانا لبنانية أبرزها أغنية فيروز من نصّ كتاب “النبي” والتي تقول:” وظلّ المصطفى المختار الحبيب الذي كان فجرا لذاته ينتظر سفينته في مدينة أورفليس”.
وتخلل الحفل إطلاق كتاب جومانة فخر الدين
Alive
الى كلمات لطارق شدياق من اللجنة الوطنية لجبران خليل جبران، وقراءات من شعر جبران بالإنكليزية. وحضر الحفل وزير الإعلام ملحم رياشي وشخصيات سياسية ودينية وثقافية وإجتماعية وفنية.
ريتشارد: جبران نموذج لنا جميعا
وألقت السفيرة ريتشارد كلمة بالمناسبة أكدت فيها على استمرار التبادل الثقافي بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية ، وقالت بأنها سعيدة باستضافة هذه الأمسية في نهاية أسبوع بيروت الفنّي، وكان هذا الحدث مميزا في بيروت نظرا لكلّ ما يحدث في المنطقة، حيث من المهم الإبقاء على التركيز على مواضيع مثل الفنّ”.
وقالت ريتشارد:” أود اغتنام المناسبة للإضاءة على أحد أهمّ الفنانين في القرن الفائت جبران خليل جبران، وهو يمثل القيم الفنية المشتركة بين بلدينا. وقالت بان مواهب جبران في الرسم والأدب والشعر جعلت أعماله من الأشد تأثيرا منذ أجيال. وقالت بأنه يمثل طموحات كثر من اللبنانين والأميركيين بحيث أنه جاب العالم أبعد من كل الحدود. وقالت بأن جبران هو نموذج لكل منا نظرا الى انفتاحه على الثقافات واللغات والقيم المشتركة. وشكرت ريتشارد اللجنة الوطنية لجبران خليل جبران على حفاظها على تراثه وأعماله والتي تجسدت في الكتاب الذي نطلقه في هذه الأمسية.
وقالت أننا في الولايات المتحدة الأميركية غالبا ما نتحدث عن التعاون الأمني والإقتصادي ولكن من الجيد أيضا أن نركز على التعاون الفني والثقافي بين بلدينا، وبغية حماية التراث الثقافي في لبنان وهو لا يخصه وحده بل يعود للعالم أجمع. (…).
سميث: جبران يرمز للعلاقة العميقة بين لبنان وأميركا
وتحدثت الملحقة الثقافية في السفارة الأميركية في بيروت كريستن سميث الى موقع “مصدر دبلوماسي” وقالت أن السبب الذي حدا السفارة الى تكريم جبران خليل جبران هو:” أن الإحتفال بجبران خليل جبران يعود لكونه رمزا للعلاقة العميقة بين الولايات المتحدة الأميركية ولبنان. ونحن كأميركيين نؤمن بتعزيز دبلوماسية الناس من خلال كل النشاطات التي نرعاها، وقدرة جبران خليل جبران على مدّ الجسور بين الثقافتين تشير الى أهمية التراث الثقافي ودوره في بناء الجسور بين الدول، ونحن نقدّر التراث الثقافي ونعمل مع لبنان من أجل الحفاظ عليه من خلال برامج عدة نعمل عليها، ونحن نساعد من خلال هذه البرامج في الحفاظ على اتراث المهم في لبنان”.
وعن إعلاء جبران للحرية الشخصية والوطنية كقيمة إنسانية أساسية في كتاباته قالت سميث:” أولا إن الفنّ جزء لا يتجزأ من الدبلوماسية الفنية والثقافية ولذا نحن هنا اليوم للإحتفال بحرية التعبير وبحرية التفكير وأنا أظنّ أن جبران هو الرمز الأفضل والأكثر كمالا لهذه المبادئ”.
المقابلة مع كريستن سميث: