“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
حضر ملفّ النزوح السوري على أجندة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في كل محطات جولته الأميركية التي استمرت اسبوعا، والتي التقى فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية من وزير الخارجية ريكس تيلرسون الى أعضاء في الكونغرس الأميركي ومجلس النواب ومسؤولين في البنك الدّولي.
وانقسم ملفّ النزوح السوري الى 3 عناوين: المساعدات الإنسانية، دعم المجتمعات المضيفة ودعم اقتصاد لبنان.
ولعلّ أولى ثمار زيارة الحريري كان تعهّد الولايات المتّحدة الأميركية بدفع مبلغ إضافي لصالح النازحين في لبنان هو 140 مليون دولار أميركي.
يشرح مستشار الرئيس الحريري لشؤون النزوح الدكتور نديم المنلا حيثيات ما استجدّ في هذا الملفّ الإنساني الشائك ذي الأبعاد الإجتماعية والديموغرافية والسياسية.
يقول الدكتور المنلا في حديث الى موقع “مصدر دبلوماسي” بأنه في شق المساعدات الإنسانية حصل نوع من التباطؤ بصرف الأموال من قبل الدول المانحة في الآونة الأخيرة، وكان لبنان ذكّر هذه الدول بتعهداتها في مناسبات عدّة آخرها مؤتمر “بروكسيل” لدول الجوار السوري، وقد أثير هذا الملفّ مجدّدا قبل سفر الرئيس الحريري ضمن اللجنة العليا التوجيهية التي عقدت إجتماعا في السراي الحكومي منذ قرابة الأسابيع الثلاثة، وضمّت جميع المانحين ومنهم ممثلين عن الولايات المتحدة الأميركية.
يذكر في هذا الإطار بأن أبرز الدول التي تلتزم بتعهداتها هي الولايات المتحدة الأميركية وإنكلترا والمانيا والإتحاد الأوروبي في حين لا تزال المساهمات العربية خجولة.
وشددّ الوفد اللبناني في اجتماعاته في وزارة الخارجية الأميركية المعنية بهذا الملفّ على ضرورة أن يتوجّه جزء من المساعدات الى المجتمعات المضيفة وذلك بغية تخفيف الإحتقان السائد في بعض المناطق اللبنانية جرّاء التنافس بين النازحين والأهالي.
وحضرت هذه القضية بشكل كبير أيضا في الإجتماع مع الرئيس دونالد ترامب وأعضاء الكونغرس الأميركي، وكان تشديد على أنّ لبنان يتحمّل عبئا كبيرا بالنيابة عن المجتمع الدولي، وهو لم يعد قادرا على تحمّل المزيد من أعباء النزوح السوري المباشر وسواه.
لجهة دعم الإقتصاد اللبناني، قدّم لبنان رؤية لحلّ المشكلة الإقتصادية وذلك من خلال إعادة تأهيل البنى التحتية في خلال الأعوام الثمانية القادمة بمعدّل مليار ونصف مليار دولار سنويا، ما يسمح بإعادة تنشيط الدورة الإقتصادية في لبنان وتوفير فرص عمل للبنانيين وللسوريين معا، وهذا أمر مرحّب به من قبل المجتمع الدّولي الذي يشدد القيمون المعنيون فيه على ضرورة أن يعود اللاجئون الى بلدهم متزودين بخبرات مهنية لا سيما في البناء ما سيسهم في إعادة بناء سوريا.
بالنسبة الى موضوع عودة النازحين، تشير المناخات الاميركية التي ينقلها الدكتور المنلا الى “بوادر إيجابية يراها الأميركيون على الصعيد الأمني لجهة تخفيف التصعيد وخصوصا في المنطقة الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية حيث لا يزال وقف إطلاق النار صامدا لغاية اليوم، وثمّة مؤشرات إيجابية ويمكن تعميم هذا النموذج على بقية المناطق السورية، وفي حال نجاح الأمر يفسح ذلك المجال بنجاح المفاوضات الجارية حول مستقبل سوريا السياسي، وعودة النازحين السوريين في داخل سوريا وخارجها.
وهل يعني تعهّد الولايات المتحدة الأميركية بمبلغ 140 دولار جديدة للنازحين بأن الأزمة ستطول؟ يقول الدكتور المنلا:” إنه مبلغ إضافي بغية دعم المجتمعات المضيفة والتقديرات بأن العودة ستستغرق سنوات وليس أشهرا بسبب واقع سوريا الحالي والدمار الكبير الذي خلفته الحرب”.
ومتابعة لدعم الإقتصاد اللبناني يشير الدكتور المنلا الى أن ذلك سيتمّ “من خلال البرنامج الإستثماري، وقد وعد الأميركيون بلعب دور من خلال مؤسسات الإقراض الدولية، والمحادثات مع حلفائهم لدعم هذه الخطّة، الى تخصيص مبالغ لدعم البنى التحتية المتعلقة بالطرق والمياه والكهرباء والإتصالات والبنى التحتية للمستشفيات والمدارس”.
وبحسب الدكتور المنلا سوف يتمّ منح لبنان “قروضا ميسّرة بفوائد 1 ونصف في المئة على مدى 30 عاما من مؤسسات دولية عدة أبرزها الإتحاد الأوروبي”.