“مصدر دبلوماسي”:
وصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عند الساعة الثانية من بعد ظهر الثلاثاء 25 تموز 2017 الى البيت الابيض حيث استقبله الرئيس الاميركي دونالد ترامب عند المدخل الرئيسي و توجه الرئيسان الى المكتب البيضاوي وخلال التقاط الصور رحب الرئيس ترامب بالرئيس الحريري وقال: انه لشرف عظيم ان نستقبل رئيس الوزراء سعد الحريري اليوم وقد شاهدنا التقدم الكبير في لبنان وهذا امر ليس سهلا في الوقت التي يحارب فيه على جبهات عدة، وقد طور العلاقات بشكل حقيقي، العلاقات مع ممثلينا ومعي .سيدي الرئيس انه لشرف استضافتك في المكتب البيضاوي.
ورد الرئيس الحريري فقال:انه لشرف ان نكون هنا معك سيدي الرئيس ومسرورون للتاكيد على ان شراكتنا في محاربة داعش وكل انواع الارهاب مستمرة ونامل ان تستمر هذه الشراكة لما فيه خير المنطقة.وامل ان نتحدث بشكل اوسع عن هذه الامور.
وقائع الاجتماع الأول مع الرئيس ترامب
اجرى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري محادثات مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب تناولت الاوضاع في لبنان وسبل مساعدته لمواجهة ازمة النزوح السوري والنهوض بالوضع الاقتصادي ودعم الجيش اللبناني وآخر مستجدات الاوضاع في المنطقة العربية. وعقدترامب والحريري اجتماعا ثنائيا استهله الرئيس ترامب بالترحيب بالرئيس الحريري.
قال الرئيس ترامب: انه لشرف عظيم ان نستقبل رئيس الوزراء سعد الحريري اليوم وقد شاهدنا التقدم الكبير في لبنان وهذا امر ليس سهلا في الوقت التي يحارب فيه على جبهات عدة، وقد طور العلاقات بشكل حقيقي، العلاقات مع ممثلينا ومعي .سيدي الرئيس انه لشرف استضافتك في المكتب البيضاوي.
وردّ الرئيس الحريري فقال:انه لشرف ان نكون هنا معك سيدي الرئيس ومسرورون للتاكيد على ان شراكتنا في محاربة داعش وكل انواع الارهاب مستمرة ونامل ان تستمر هذه الشراكة لما فيه خير المنطقة.وامل ان نتحدث بشكل اوسع عن هذه الامور.
الإجتماع الموسّع
ثم عقد اجتماع موسع حضره الرئيسان ترامب والحريري وشارك فيه عن الجانب اللبناني الوزير جبران باسيل القائم باعمال السفارة اللبنانية في واشنطن كارلا جزار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ،السيد نادر الحريري والمستشارة آمال مدللي، وعن الجانب الاميركي وزير الخزانة الاميركية ستيفن منوشين مدير مكتب الرئيس ترامب راينس برياباس، مستشار الامن القومي الجنرال ماك ماستر ومستشار الرئيس الاميركي جاريد كوشنير، مدير مجلس الاقتصاد الوطني غاري كوهن، السفيرة الاميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد وعدد من كبار مساعدي ومستشاري الرئيس ترامب، وتم خلاله مناقشة مختلف المواضيع المطروحة على بساط البحث بشكل تفصيلي.
وقائع المؤتمر الصحافي
بعد ذلك عقد الرئيسان ترامب والحريري مؤتمرا صحافيا مشتركا استهله الرئيس الاميركي بالقول:
يشرّفني أن أرحب برئيس وزراء لبنان سعد الحريري في البيت الأبيض، وقد انتهينا للتو من حديث بناء ومكثف عن التحديات والفرص التي تواجه لبنان وجيرانه. فلبنان على الخط الأمامي في محاربة “داعش” و”القاعدة” و”حزب الله”. والشعب اللبناني من جميع الطوائف يعمل سويا، وأنتم تعلمون ذلك، وقد بحثنا مطولا المحافظة على أمان وازدهار الشعب اللبناني الذي يحب بلده ويود المحافظة على ازدهاره وأمنه.
دولة الرئيس، أود أن أهنئكم وأشجعكم على صمودكم في هذا المكان. ان الروابط التي تجمع بين لبنان وأميركا تعود إلى أكثر من قرن، فهي علاقات طويلة الأمد، تعود الى العام 1860، حين أسس الأميركيون الجامعة الأميركية في بيروت. والآن وبعد أكثر من مائة وخمسين عاما، ومع استمرار الدعم الأميركي، تستمر الجامعة بتثقيف وتعليم أجيال من القادة في المنطقة.
كما تسعى أميركا ولبنان اليوم أيضا إلى تعزيز العلاقات فيما بينهما بطرق عديد من ضمنها استمرار العمل على السلام المتبادل. والجيش اللبناني قد حقق في السنوات الأخيرة إنجازات عظيمة أيضا. وعندما حاول “داعش” اقتحام شمال لبنان انتصر الجيش اللبناني عليه، ومنذ ذلك الوقت استمر الجيش بالمحاربة لحماية حدوده ومنع “داعش” وإرهابيين آخرين عديدين من الدخول إلى لبنان.
أضاف: إن الولايات المتحدة والجيش الأميركي فخوران بالمساعدة في هذه الحرب، وسنستمر في ذلك، وبمساعدة أميركا تستطيع أن تضمن أن الجيش اللبناني سيكون المدافع الوحيد الذي يحتاجه لبنان وهو قوة محاربة قوية وفعالة جدا وأن صمود الشعب اللبناني يأتي من الداخل. وأن حزب الله يمثل تهديدا للدولة اللبنانية والشعب اللبناني والمنطقة بأكملها، وأن هذه المجموعة تستمر في زيادة عتادها العسكري مما يعزز خطر النزاع مع إسرائيل. وبدعم من إيران تستمر هذه المجموعة بتعزيز وتقوية المأساة الإنسانية في سوريا. وحزب الله يظهر نفسه على أنه مدافع عن مصالح اللبنانيين، لكن من الواضح أنه ينفذ مصلحته الشخصية ومصلحة داعمه إيران.
لقد كررت عدة مرات أنه على الشرق الأوسط أن يتحمل مسؤوليته في مساعدة النازحين السوريين حتى عودتهم إلى ديارهم وإعادة بناء بلدهم، وأن الشعب اللبناني قد قاد هذه الحملة من خلال استضافته أكبر عدد من النازحين من أقرب دولة في المنطقة، وأود أن أوجه الشكر لرئيس الوزراء اللبناني وللشعب اللبناني لاستضافته كل هذا العدد من النازحين من داعش ومن نظام الأسد ومن داعميه أيضا. وأود أن أتعهد وأؤكد دعمنا المستمر للبنان.
ومنذ بدء الأزمة السورية ساعدت أميركا لبنان في دعم واستضافة النازحين السوريين بالمياه والطعام والمأوى والضمان والمساعدة الطبية، وإنني أتعهد أن أدعم الاحتياجات الإنسانية للنازحين السوريين، وبقاءهم قرب دولتهم. والولايات المتحدة مسرورة وفخورة للوقوف مع من لديهم الشجاعة لمواجهة الإرهاب، ويتحملون المسؤولية في منطقتهم.
إن صمود الشعب اللبناني في وجه الإرهاب والحرب عظيم، وإنني أحيي المواطنين في لبنان الذين يعملون لضمان مستقبل وأمان وازدهار وسلام لأولادهم.
حضرة رئيس الوزراء، أنا ممتن لوجودك هنا اليوم، إنه يوم كبير بالنسبة للولايات المتحدة، لأنك أيضا سمعت بالتصويت الذي حصل اليوم في الكونغرس حين وقفنا سويا وشاهدنا التصويت عبر التلفزيون قبل خروجنا لهذا المؤتمر. ونحن نتطلع للعمل معكم لتعزيز شراكتنا وصداقتنا المستمرة بين الشعبين الأميركي واللبناني”.
كلام الرئيس الحريري
من جهته، قال الرئيس الحريري: ” تشرفت وسررت بعقد لقاء جيد جداً مع الرئيس ترامب. وإنني أقدر أيضا قيادة أميركا للعالم اليوم. لقد بحثنا الوضع في منطقتنا والجهود التي نبذلها في لبنان من أجل حماية استقرارنا السياسي والاقتصادي بالتزامن مع محاربة الإرهاب.
وقد شكرت الرئيس ترامب على دعمه للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، إضافة إلى دعمه لليونيفيل للمحافظة على السلام والاستقرار على حدودنا الجنوبية، حيث تلتزم حكومتنا بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 إضافة إلى جميع قرارات المجلس.
لقد بحثنا أيضاً الضغوط التي يتعرض لها لبنان نتيجة وجود مليون ونصف مليون نازح سوري على الأراضي اللبنانية. وقد أطلعت الرئيس ترامب على رؤية حكومتي في التعامل مع هذه الأزمة، بدعم من المجتمع الدولي.
كما بحثنا أيضاً الآفاق الاقتصادية في لبنان وجهود حكومتنا لدفع النمو اقتصادي الشامل مع التركيز على خلق فرص عمل.
وهنا أود أن أشكر الرئيس ترامب والولايات المتحدة الأميركية على دعمهم للشعب اللبناني الذي يسعى للحفاظ على بلدنا كمثال للاعتدال والحوار والعيش المشترك والحكم الديمقراطي في منطقتنا”.
أسئلة الصحافيين
ثم سئل الرئيس الحريري: ما رأيك بما يحصل بين السعودية وقطر؟ وهل لقطر أثر في موضوع الإرهاب؟ وهل تتمنى أن يزيد الرئيس ترامب الضغط على هذا التحالف؟
أجاب: أعتقد أن هناك جهدا يقوده الكويتيون، وهم أنجزوا بعض التقدم. ونحن نرى أن الحوار هو أفضل طريقة لتحسين وتطوير العلاقة بين السعودية وقطر. كما أنني أعتقد أن الولايات المتحدة تستطيع المساعدة في حل هذه المسألة في الخليج.
بعد ذلك سئل الرئيس ترامب: ما هو موقفكم من العقوبات الشديدة التي أقرها الكونغرس مؤخرا على حزب الله؟ وما هو رأيك بشأن دور الحزب في سوريا؟
أجاب: سأعلن عن موقفي خلال الساعات الأربع والعشرين التالية، وسنرى ما سيحصل بالتحديد وسأعقد اجتماعات مع خبراء ومع ممثلين عسكريين لنأخذ هذا القرار في وقت قريب جدا. كذلك سأتحدث بشأن دور حزب الله في سوريا.
وسئل الرئيس الحريري: بماذا ترد الحكومة اللبنانية على الكونغرس الأميركي بشأن العقوبات بحث حزب الله؟
أجاب: نحن لطالما تعاونا في أي موضوع حين تفرض علينا عقوبات. ونحن نقوم بعدة اتصالات وستكون لدي عدة جولات في الكونغرس لكي نتمكن من التوصل إلى تفاهم بشأن هذه العقوبات.
وسئل الرئيس ترامب: كيف يمكن للولايات المتحدة مساعدة لبنان في التعامل مع هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين؟ وهل هناك من طريقة لتسهيل عودة النازحين إلى بلادهم؟
أجاب: نعم نحن نساعد، وأحد أوجه هذه المساعدة هي محاربة داعش والتخلص منه. نعرف أن الجنرالات لا يحبون الكلام، ولكن التقينا وتحدثنا البارحة معهم عن النجاحات العظيمة التي أنجزوها ضد داعش . وقد حققنا تقدما كبيرا في الأشهر الأربعة أو الخمسة الأخيرة، بالمقارنة مع ما سبق وقامت به الإدارة السابقة خلال ثماني سنوات. لذلك علينا أن نرى ما سيحصل، لكني أستطيع أن أؤكد لكم أننا أنجزنا تقدما كبيرا في محاربة داعش في سوريا وفي العراق وفي أماكن عديدة أخرى، وجيشنا هو قوة كبيرة. وكما تعلمون، تركت للقادة على الأرض حرية القيام بما يجب. في السابق كان عليهم التواصل دوما مع البيت الأبيض والتحدث مع أشخاص لا يتمتعون بالخبرة ، وربما هؤلاء لم يكونوا يعرفون أي شيء عن البلاد التي يعمل فيها هذا الجيش. أما أنا فقد سمحت للقادة العسكريين إتخاذ ما عليهم القيام به، وقد أنجزنا خططا عظيمة وحققنا إنجازات كبيرة بحق داعش في سوريا والعراق.
كذلك سئل الرئيس ترامب: ما رأيكم ببقاء بشار الأسد في سوريا؟
فأجاب: لست من المعجبين بالأسد، وأنا أؤكد ذلك لكم. ويمكنكم أن تعرفوا أنني لست من المعجبين به حين قررت إطلاق صواريخ التوماهوك. وأنا متأكد من أن ما قام به بالنسبة إلى سوريا والإنسانية أمر فظيع ومخيف وأنا كررت ذلك منذ وقت طويل.
أنا لست شخصا سيقف ويترك الأسد ينفذ بما قام به، لقد نفذ بذلك عدة مرات خلال عهد الرئيس أوباما، وأنا أرى أنه كان يجب على أوباما أن يتخطى الخطوط الحمر، لأن أمورا فظيعة حصلت ضد الإنسانية من ضمنها استخدام الغاز والقتل، وهذا كان يوما سيئا لأميركا ولسوريا. بل إنني أقول أكثر من ذلك، لو كان الرئيس أوباما قد تخطى الخط الأحمر وقام بما يجب في عهده لما كانت روسيا أو إيران قد وصلتا إلى ما وصلتا إليه اليوم في سوريا.
ثم سئل الرئيس الحريري: حكي كثيرا عن خفض ميزانية الدعم الأميركي للبنان. بعد اللقاءات التي أجريتموها، هل أنتم مطمئنون لاستمرار هذا الدعم وخصوصا للجيش اللبناني؟
فأجاب: نحن مطمئنون أن شاء الله، وكان هناك حوار صريح مع فخامة الرئيس، وإن شاء الله الدعم سيستمر كما كان عليه في السابق للجيش والقوى الأمنية، وهذا الأمر متروك للجيشين اللبناني والأميركي للتقرير بشأن أنواع الأسلحة والتدريبات التي يحتاجونها.
كلمة في السجل الذهبي
وكان الرئيس الحريري قد دوّن الكلمة التالية في السجل الذهبي للبيت الابيض:
“اللقاء مع الرئيس دونالد ترامب كان شرفا عظيما لتقدير قيادته وقيادة الولايات المتحدة في العالم”.
حفل السفارة اللبنانية
من جهة ثانية، اقامت القائم باعمال سفارة لبنان في واشنطن كارلا جزار مساء امس حفل استقبال في مبنى السفارة على شرف رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والوفد اللبناني المرافق حضره حشد كبير من ابناء الجالية اللبنانية .
بعد النشيد الوطني القت جزار كلمة رحبت فيها بالرئيس الحريري والوفد المرافق مشددة على اهمية الزيارة ثم تحدث الرئيس الحريري فقال:من المهم لنا المجيئ الى واشنطن ولقاء المسؤولين فيها لشرح اهمية لبنان في المنطقة وما نقوم به لارساء الاستقرار فيه.ان لبنان يعيش الان وسط منطقة تشهد الكثير من الفوضى وقد تمكنا من الحفاظ على الاستقرار فيه من خلال ارساء التوافق بين كافة الافرقاء السياسين ووضعنا مصلحة لبنان اولا وحرصنا على ان يسري هذا التوافق على كل اوجه الحكم.
هدفنا الاول هو تقوية المؤسسات والجيش اللبناني والقوى الامنية لكي تبسط سيطرتها على كامل الاراضي اللبنانية وهذا ما هو من المفروض ان يحصل وسيحصل باذن الله، وانا اؤكد ان الرئيس ميشال عون مصر على هذا الموضوع اكثر من اي شخص اخر.
اضاف: ان الايام التي مرت كانت صعبة بالمفهوم السياسي ولكن الاهم هو اننا توافقنا منذ ان شكلنا هذه الحكومة على ان نكمل المسيرة لمصلحة البلد . قد تحصل خلافات واراء متباينة حيال ما يحصل في البلد عند جميع الافرقاء السياسيين لكم الاهم هو ان يستطيع البلد من ان يحمي نفسه وان يتمكن الجيش اللبناني من القيام بواجباته لحماية اللبنانيين والمخيمات والحدود اللبنانية.اتكالنا على الله وعلى حكمة كل الفرقاء السياسيين لكي لا ندخل البلد في متاهات سياسية وانا متاكد من ان هذا الامر لن يحصل.
لقد تحدثنا خلال هذه الزيارة بكل وضوح عن مصلحة لبنان التي هي ،الحفاظ على الاستقرار وتقوية الجيش اللبناني وتنمية الاقتصاد وكيفية التوافق على مساعدة اللاجئين السوريين ولكن الاهم هو مساعدة الاقتصاد الوطني اللبناني لانه في نهاية المطاف اذا لم ينهض الاقتصاد سيكون هناك مشكل في البلد.
وختم قائلا: تحدثنا في كل الامور وسنكمل اجتماعاتنا وقد اتينا الى هنا برفقة الوزير جبران باسيل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والكثير من المستشارين واود ان اشكر ايمانكم بوطنكم لبنان، هذا البلد الذي عانى الكثير ولكننا اليوم نشهد حالا من الاستقرار وهذا الاستقرار سيكمل بجهودكم وجهودنا جميعا وخاصة بجهود فخامة الرئيس.