“مصدر دبلوماسي”:
ستّة أعوام مرّت على توليّ اللواء عباس ابراهيم منصب مدير عام الأمن العام اللبناني، وفي هذه المناسبة كرّمته بلدية مدينة النبطية في احتفال شعبي وخطابي حاشد توّجه المجلس البلدي بتقديمه قطعة أرض لتشييد مبنى للأمن العام اللبناني في “حيّ الجامعات” في المدينة، حيث سيتولى البناء مجلس الجنوب، وقد وضع اللواء ابراهيم حجر الأساس للمشروع وأزاح ستارة تؤرّخ له، كذلك وّقع إبراهيم بروتوكول هبة مع البلدية في مكتب المحافظ.
ووجه اللواء ابراهيم أثناء الإحتفال الشعبي كلمة للمقاتلين في عرسال قائلا: “نحن الآن نقاتل في جرود عرسال دحرا للارهاب،
والمشهد الذي نراه للاعلام اللبنانية في النبطية لنقول للارهابيين أننا نعرف كيف نقاتل الإرهاب وكيف نفرح في الوقت عينه”.
اللواء ابراهيم: للنبطية سرّ وسحر
وفي الحفل الخطابي الذي تخللته كلمات لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والنائب هاني قبيسي قال اللواء ابراهيم:
” للنبطية المدينة الأولى والبيت الاول والأرحب، للنبطية موئل القادمين إليها لينهلوا منها، ويتعلموا فيها تجربة العيش التي شكلت دائما حالة المتصل لا المنفصل، فلا اقتلعت أحدا، وكانت المصنع وحقل الاختبار لتجربة المدن الكبرى. للنبطية وأهلها سر وسحر، إذ لا قدرة لمن عرفها وعاشها على مغادرتها، ولا هي تغادر ذواتنا وأحلامنا الأولى. للنبطية القصيدة المفتوحة على الأدب والثقافة والمكتبات… بينما راهباتها تعلم ابناء القرى مواجهة الصعوبات بالمحبة والكلمة والحوار واحترام الآخرين”.
أضاف:” للنبطية ساحة المواجهات البطولية التي سطرها ابناؤها المقاومون ضد المحتل الإسرائيلي وكان اخرها عدوان تموز 2006، معلنة نهاية الاحتلال وبدء الانتصار والتحرير. للنبطية المدينة العاملية التي يزينها عمال التبغ في الحقول. للنبطية مدينة حسن كامل الصباح التي انطلق منها الاشعاع والنور. للنبطية هذه وأهلها واعضاء مجلس بلديتها ورئيسها كل الحب والتقدير، وكل الشكر والامتنان على هذه المبادرة التي تتوج بتقديم قطعة ارض الى المديرية العامة للأمن العام لتشييد مبنى دائرة امن عام الجنوب الثانية ومركز امن عام النبطية”. ولفت اللواء ابراهيم: “مبادرة رئيس المجلس البلدي واعضائه هذه، على معانيها ودلالاتها الوطنية، هي تأكيد لانحياز طبيعي وعفوي الى منطق الدولة ومؤسساتها القوية التي تتجلى صلابتها ومتانتها بالصمود عند الخط الازرق امام عدو شرس ولئيم، وكذلك في حربها على الارهاب عند الحدود الشرقية والشمالية، هذه المواجهة هي معركة بقاء ووجود لأنه يستحيل للبنان العيش والاستمرار في ظل الارهاب الذي استطال شره وعدوانه على وطننا وقيمنا الروحية والثقافية والاخلاقية، ولانها مواجهة وطنية شاملة بكل ما للكلمة من معنى، ولأنها معركة لبنانية جامعة ووجودية، فإن المديرية العامة للأمن العام انخرطت منذ اللحظة الأولى في هذه المواجهة، فكانت عمليات الأمن الاستباقي سمة المديرية واستراتيجيتها، فأثمرت أمنا صلبا واستقرارا، وشكلت سدا منيعا امام اللهيب الذي يجتاح الاقليم، كما جنبت العملية الاستباقية الاخيرة لبنان من كوارث وويلات كانت ستشمل الكثير من المناطق ومن بينها مدينتني الحبيبة النبطية. وفي هذه المناسبة أؤكد امامكم ان الامن العام مستمر في درء الخطر عن لبنان وشعبه والمقيمين على ارضه مهما غلت التضحيات. فكلفة المواجهة أقل بكثير من الانكفاء وانتظار تمدد سرطان الارهاب لينتشر في الجسم اللبناني ويعبث به”. وتابع: “يمكن وصف هذه المبادرة ومثيلاتها بالخطوة المبتكرة بكل ما للكلمة من معنى، يصح اعتمادها والتأثر بها لأن الوطن فعل انتماء بما يساعد الدولة على تلبية الحاجات بعيدا من الاجراءات البيروقراطية والروتين القاتل للوقت، بعدما بدا جليا ان الادارات المحلية، لكونها على تماس مباشر مع هموم المواطنين، اصبحت قادرة على تحديد النواقص وسدها بدينامية وفاعلية ومرونة. ان هذه “الخطوة – المبادرة”، وتطويرها نحو توطيد أطر الشراكة وقواعدها وتوسيعها بين السلطات العامة والمجتمع المحلي، سيكون لها الدور الأمثل نحو بناء القدرات، وتشكيل السياسات الانمائية والتنموية على قاعدة حق المواطنين وواجبهم في المشاركة في تعزيز إدارة الشأن العام وتطويرها كمبدأ أساسي من مبادىء الديموقراطية التي ضمنها نظامنا البرلماني. وبما يمكنهم أيضا من تحقيق الانماء بكفاية أعلى ووقت أقل”. ونوّه بمبادرة المجلس البلدي لمدينة النبطية ” رئيسا واعضاء، لكونها تعبر عن عاطفة نبيلة وتقدير لتضحيات المديرية العامة للامن العام، هي في الوقت نفسه خطوة استشرافية مميزة لاحتياجات المجتمع المحلي في سياق مسيرة من الانجازات التنموية التي تضع النبطية في مصاف المدن اللبنانية المزدهرة والمتطورة”. وختم اللواء ابراهيم: “اخيرا، اتوجه بالشكر الى رئيس مجلس الجنوب الاستاذ قبلان قبلان ورئيس مجلس بلدية النبطية الدكتور احمد كحيل والاعضاء الكرام، على هذه المبادرة النبيلة، والى كل من ساهم في انجاح هذا اللقاء المميز، وكلي أمل في ان تحذو حذوهم ادارات المجالس البلدية الاخرى ليتكامل عملنا الذي له هدف واحد مشترك هو تأمين حقوق “الانسان” بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان اخلاقية واجتماعية ووطنية، تنعكس ايجابا على عملية التواصل بين المواطن ودولته”.
الإحتفال الخطابي
وحضر الإحتفال الخطابي وزير الدولة علي قانصو والنائب عبداللطيف الزين والنواب محمد رعد وياسين جابر وقاسم هاشم وهاني قبيسي ومحافظ النبطية القاضي محمود المولى ورئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، مطران صور للموارنة شكرالله نبيل الحاج، رئيس جهاز امن السفارات العميد وليد جوهر، مدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد فوزي حمادي، رئيس شعبة الرصد والتدخل في الأمن العام اللبناني العقيد فوزي شمعون، قنصل أبيدجان في لبنان رضا خليفة وعدد من الشخصيات السياسية والحزبية والامنية والعسكرية والاجتماعية ورؤوساء بلديات ومخاتير.
رعد: حوّلت الأمن العام جهازا للإنصهار الوطني
بعد النشيد الوطني ونشيد الامن العام وكلمة ترحيب من يوسف نصار،كانت كلمة لرئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد قال فيها: جدارتك يا سعادة اللواء في مؤسسة هي توأم للمؤسسات الامنية في هذا البلد. مؤسسة صانت حياة وأمن الناس. الاستقرار الاجتماعي والاستقرار السياسي منوطان بالاستقرار الامني والاستقرار الاقتصادي. أجيالنا تتوق الى بلد تتحقق فيه العدالة الاجتماعية والسيادة والكرامة، شهادتي فيك يا سيادة اللواء قد تبدو مجروحة لما يربطنا من علاقات شخصية وحضارية ووطنية أساسها الايمان بهذا الوطن ووحدته والعيش الواحد فيه وضرورة انصهار جميع ابنائه على اختلاف طوائفهم ومناطقهم واتجاهاتهم، ونحن نشهد دورك في تطوير مؤسسة وجهاز الامن العام الذي اصبح يمثل نموذجا للانصهار الوطني ولاداء المهمات الوطنية الصعبة، وانت رجل المهمات الصعبة في فترة صعبة من تاريخ بلدنا العزيز. انت كبير من شعبنا، تمثل تطلعات هذا الشعب وتحفظ القانون وتصون الامن وتسهر على مصالح الناس، ولقد قام الامن العام بقيادتك بدور طليعي أمني مهم في فترة اشتدت فيه الهجمة على بلدنا من عملاء صهاينة ومن ارهابيين تكفيريين استهدفونا في وجودنا. الدولة والمجتمع معنيان معا بصيانة الوطن وحفظ سيادته ورعاية أمنه عندما يكون التهديد للوطن تهديدا وجوديا، سياديا واستراتيجيا، ينبغي ان يبادر للوقوف الى جانب مؤسسات الدولة وأجهزتها الامنية والعسكرية للحفاظ على السيادة ضد المخاطر”. وختم رعد: “نحن اليوم نلتقي هنا وعلى قمم يربو ارتفاعها عن الفي متر عن سطح البحر، يقاتل ابطال دفاعا عن هذا الوطن جنبا الى جنب مع جيشنا اللبناني الباسل الذي تربطهما رؤية تكاملية متناغمة في الدفاع وفي موجبات الدفاع عن هذا الوطن رغم بعض الثرثرات والمزايدات من هنا وهناك وهنالك”.
قبيسي: دور الأمن العام أساسي في مكافحة الإرهاب
وكانت كلمة للنائب هاني قبيسي تحدث فيها عن مزايا ابراهيم ودوره في “تفكيك الشبكات العملية لاسرائيل او للارهاب التكفيري”، وقال: “نعرف الامن العام انه لانجاز جوازات السفر وتأشيرات الدخول ولكنه تحول في عهد اللواء ابراهيم الى جهاز بحجم الوطن وبحجم الدفاع عنه. شغل رئيس مكافحة الارهاب ورئيس جهاز المكافحة في مخابرات الجيش اللبناني ودافع عن الوطن بوجه كل العملاء ومن اراد سوءا لهذا الوطن ، ومن ثم انتقل الى مؤسسة جديدة، قبلكم سيادة اللواء كنا نعرف عن الامن العام بأنه يصدر جوازات السفر وتأشيرات الدخول الى الوطن، أما الآن فبعد جهد كبير، من ضابط مخلص تدرج في مؤسسة الجيش اللبناني وانتقل الى الامن العام، تحولت معه هذه المؤسسة الى درع كبيرة لحماية الوطن بوجه كل التحديات”. أضاف: “أنتم تلاحقون العملاء الذين تزرعهم اسرائيل في وطننا ومدننا وقرانا، وتلاحقون الارهاب الذي يريد النيل من كل مقاوم شريف ومن كل لبناني مخلص، تاركين اثرا سلبيا في التعدي على لبنان. ما وجدناه ان الامن العام يتنقل من منطقة الى اخرى يلاحق هؤلاء الارهابيين، يسطر اروع البطولات ويسجل الانتصارات على مساحة هذا الوطن. الف شكر لكم سيادة اللواء على هذه الجهود التي تقدمونها للوطن وطوائفه واحزابه لانكم تمثلون الدرع الواقية للبنان بوجه كل الاخطار، وشكرا لكم لانكم حولتم الامن العام من مؤسسة صغيرة الى مؤسسة وطنية تكافح الارهاب واصبحت الى جانب جيشنا الوطني وكل المؤسسات الوطنية في تقديم الشهداء في سبيل الوطن”. وختم: “في هذا الزمن الصعب ما احوجنا لنكون متكاتفين، موحدين الى جانب مقاومتنا وجيشنا الوطني اللبناني ومؤسساتنا الامنية الى جانب الامن العام، لنواجه المخاطر التي بشرونا بها تحت عنوان “ربيع عربي” وتحولت الى شلالات دماء تسيل في شوارع امتنا، ولكن لبنان استطاع بجهد الامن العام والمخلصين وبسياسة حكيمة، حماية الوطن رغم كل ما حصل من تفجيرات واعتداءات على اللبنانيين”.
الإحتفال الشعبي
باكرا بدأت الوفود الشعبية تتوافد لاستقبال اللواء ابراهيم الذي بدأ جولته في منزل إمام النبطية الشيخ عبدالحسين صادق، في حضور النواب ياسين جابر وهاني قبيسي وعبداللطيف الزين ممثلا بسعد الزين، الى رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان، رئيس بلدية النبطية الدكتور احمد كحيل، المسؤول التنظيمي لحركة “امل” في الجنوب باسم لمع، رئيس دائرة الجنسية والجوازات في الامن العام العميد الركن حسن علي احمد وشخصيات وفاعليات. ورحب صادق بابراهيم “الذي تحققت على يديه وفي عهده انجازات عديدة منها تفكيك الشبكات الارهابية – التكفيرية وملاحقة العملاء، سواء كانوا عملاء للعدو الاسرائيلي او للارهاب التكفيري”، منوها بجهود الامن العام “التي اسفرت عن تفكيك العديد من الشبكات كانت ستستهدف المناطق ولا سيما مدينة النبطية”. من جهته أكد ابراهيم ان “اكثر ما نحتاح اليه هو الوحدة التي هي اقوى من السلاح والرصاص، وأنت يا سماحة الشيخ علم من اعلام هذه الوحدة”. بعد ذلك قدم صادق للواء ابراهيم درع وفاء وتقدير له. ثم انتقل اللواء ابراهيم الى باحة السرايا الحكومية في النبطية، حيث أعد له احتفال تكريمي، وأجريت مراسم خاصة لاستقباله في حضور شخصيات وفاعليات. وألقى عضو بلدية النبطية الدكتور عباس وهبي كلمة ترحيبية وقصيدة من وحي المناسبة، أما ابراهيم فحيا “أهالي النبطية ومنطقتها، هذه المدينة التي لها رمزية لانها ترفع شعار الحسين وكانت مستهدفة من الارهاب التكفيري في الشبكة الاخيرة التي فككها الامن العام”، وقال: “نحن الآن نقاتل في جرود عرسال دحرا للارهاب، والمشهد الذي نراه للاعلام اللبنانية في النبطية لنقول للارهابيين أننا نعرف كيف نقاتل الإرهاب وكيف نفرح في الوقت عينه”. بعد ذلك التقى ابراهيم محافظ النبطية القاضي محمود المولى في مكتبه في حضور وزير الدولة علي قانصو ورئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد والنائبين ياسين جابر وهاني قبيسي وممثل النائب عبداللطيف الزين سعد الزين وشخصيات وقيادات عسكرية وامنية ورؤساء بلديات ومخاتير. ورحب المولى بابراهيم “الذي تستقبله النبطية رجلا وفيا، صادقا، مقداما، تتجلى صفات الرجل بالوسامة شكلا وبالرجولة موضوعا وبصفات الاخلاص لاهلك، وارضك، ولوطنك العزيز لبنان، نستقبلك بالصفة الرسمية نعم، ولكن حرارة استقبالنا لك تتخطى صفتك الرسمية والتي بجهدك وفضائلك ومناقبيتك تخطينا مراسم التعيين الشكلية حتى اصبحت ملاذا امنيا مقدرا، باحترافك وحسك الامنيين وانت العارف ضرورة التنسيق بين اجهزتنا الامنية التي تحققت عبر انجازات جنبت الوطن والمواطنين الويلات والكوارث وكيف لا وانت القادم ووليد المؤسسة التي ننحني لها اجلالا وتقديرا، عنيت بها مؤسسة الجيش اللبناني، مؤسسة الانصهار الوطني والشرف والتضحية والوفاء”. وحيا “تضحيات جيشنا الباسل ورجال المقاومة الشريفة في حربهم ضد اهل التكفير والجهل وحاميي الارهاب الذي قض مضاجع مجتمعات العالم كله”، املا “النصر المظفر وتخليص العالم من آفة الارهاب بأقرب وقت”. وشكر للبلدية “تكريمها المميز للواء ابراهيم والذي يليق بالنبطية واهلها، ويليق بشخص المكرم ومن معه وبمؤسسته الرائدة”. وشكر لابراهيم “مشروع وضع الحجر الاساس لمبنى الامن العام في النبطية”. ورد ابراهيم بكلمة شكر فيها للمولى “حسن الاستقبال والضيافة، ونأمل ان ننجز قريبا بناء مبنى للامن العام في النبطية ومن ثم ننتقل الى الهرمل”. بعد ذلك وقّع اللواء ابراهيم ورئيس بلدية النبطية الدكتور احمد كحيل في حضور المولى بروتوكول بناء مبنى الامن العام الجديد في النبطية، ليتوجه بعدها الى دائرة الامن العام في سرايا النبطية حيثعقد اجتماعا مغلقا مع الضباط والعناصر، ثم انتقل مع كحيل وقبلان الى الموقع الذي سيشيد عليه مبنى الامن العام في “حي الجامعات” .
وختاما، قدّم الدكتور أحمد كحيل درع مفتاح مدينة النبطية لابراهيم الذي بدوره قدم له درع الامن العام، ثم اقامت بلدية النبطية غداء على شرف اللواء والحضور.