“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
بدّدت الأزمة التي اندلعت في الخليج بين السعودية والإمارات والبحرين وبين قطر الهواجس الإيرانية التي وصلت الى ذروتها بعد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى المملكة العربية السعودية وتوجيهه تهمة الإرهاب لطهران أمام أبرز المرجعيات الدولية والإسلامية كما لم يوفرها خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
وعوض أن تتجه الأنظار الدولية صوب طهران لمعرفة تداعيات القمّة السعودية الأميركية، تركز الإهتمام على قطر التي تتهمها الدول الخليجية الأخرى بدعم تنظيمات إرهابية في أكثر من بلد. وهذا الحدث لوحده كان كافيا لجعل الإيرانيين مطمئنين أقله على المدى القريب، ويدفعهم الى مراقبة ما يجري في “مجلس التعاون الخليجي” ببرودة بل بـ”سعادة لا توصف”، وذلك لسببين رئيسيين: أولهما أن الأزمة الخليجية برهنت أنه لا يوجد صراع سني- شيعي أو فارسي- عربي بل إن الصراع هو داخل البيت العربي بالذات، فضلا عن أن الحركة الإقتصادية في اتجاه إيران زادت بشكل ملموس نتيجة إغلاق الأجواء السعودية والإماراتية والبحرينية في وجه طيران قطر الى جميع المنافذ التجارية، بحيث بات المجال الجوي الإيراني هو المتنفّس الوحيد للدوحة.
من جهته، يبدو “حزب الله” مرتاحا لما يجري في دول يناصبها العداء، لكنّه متحفّظ عن الإعلان عن رأي صارم حاليا، مكتفيا بالمراقبة نظرا الى ملاحظاته على الدور القطري أيضا في دعم الجماعات المتطرفة بحسب ما يقول لموقع “مصدر دبلوماسي” الباحث السياسي والمختص بالشؤون الإيرانية قاسم قصير، ومؤلف كتاب : “حزب الله” بين 1982 و2016 الثابت والمتغيّر”.
هنا ثلاثة أسئلة للصحافي قاسم قصير تضيء على حقيقة الموقف الإيراني من الأزمة الخليجية:
*ما هو موقف إيران من الخلاف الخليجي الخليجي؟
-لقد حرصت ايران على لسان مسؤوليها منذ اللحظة الاولى لاندلاع الخلاف الخليجي الى الدعوة لحل الخلاف عبر الحوار، وعمد المسؤولون الايرانيون للتواصل مع بعض قادة دول الخليج للبحث في الازمة وكيفية معالجتها، وكما جرى البحث بين المسؤولين الايرانيين والمسؤولين الاتراك والروس للبحث بالازمة والعمل لتشجيع الوساطات لحلها وخصوصا الوساطتين الكويتية والتركية.
*هل من المحتمل أن يحصل تدّخل إيراني مباشر على الخطّ الأزمة؟
-الملاحظ ان ايران عمدت منذ بداية الازمة الى الاعلان عن تقديم المساعدات الغذائية المباشرة الى قطر وارسال عدد من السفن المحملة بالمواد الغذائية وذلك رفضا لمحاصرة قطر، كما جرى فتح الاجواء الايرانية للطيران القطري ردّا على منع هذا الطيران من المرور في المجال الجوي لبعض دول الخليج وكما جرت عدة اتصالات مباشرة بين الرئيس الايراني حسن روحاني وامير قطر لبحث الازمة والتاكيد على التعاون بين البلدين
واما على صعيد امكانية حصول تدخل عسكري ايراني مباشر فهذا امر مستبعد في هذه المرحلة لانه لا مصلحة لايران بهذا التدخل خصوصا في ظل تزايد الدور العسكري التركي المباشر واما في حال تطورت الازمة وحصل هجوم مباشر على قطر وطلبت قطر مساعدة عسكرية من ايران فان كل الاحتمالات واردة.
*ما هو موقف “حزب الله” مما يحصل، وخصوصا وان أمينه العام السيد حسن نصر الله لم يتطرّق الى هذا الموضوع في خطابه الأخير في يوم القدس؟
-لقد حرص “حزب الله” على الابتعاد عن اصدار اي موقف علني من الازمة، وان كانت قيادته تتابع الازمة منذ اللحظة الاولى لحصولها وخصوصا لان هذه الازمة تنعكس مباشرة على الاوضاع في لبنان والعراق وسوريا والمنطقة والاجواء القريبة من “الحزب” تعتبر ان هذه الازمة ادّت الى ضرب مشروع الحلف السني- الاميركي الذي كان يعوّل عليه البعض لضرب ايران وحلفائها ولقد تضمنت كلمة السيد حسن نصر الله في يوم القدس اشارات غير مباشرة عن الأزمة، ولكن الحزب لم يشر مباشرة لما يحصل لانه كان ينتقد سابقا الدور القطري في دعم بعض المجموعات الاسلامية المتطرّفة، وهو يعتبر ان الهجوم السعودي على قطر يضرب التحالف القائم بين هذه الدول وهو يشكل ادانة للمحور السعودي ودوره في المنطقة.