“مصدر دبلوماسي”
أصدر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز اليوم الأربعاء أوامر ملكية بإعفاء ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز (52 عاما) من منصبه وتعيين ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز (31 عاما) وليا للعهد محتفظا بمنصبه كنائب لرئيس مجلس الوزراء، ووزيرا للدفاع. وبحسب وكالة الأنباء السعودية ومقاطع فيديو بثتها وسائل الإعلام السعودية فقد بايع ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف ولي العهد الجديد بحسب العادات المتبعة، وتأتي هذه الخطوة بعد مرور قرابة العامين على تولي الملك سلمان زمام الحكم عام 2015.
ليست الأوامر الملكية “مفاجئة” بحسب توصيف أكثر من مصدر سعودي بل تندرج ضمن سياق متواصل لمنح الأولوية في الحكم لشباب عائلة سعود الحاكمة، وإنعاشها العائلة بضخّ دم جديد، وخصوصا بعد أن قام ولي العهد الجديد في غضون عامين بثورة حقيقية سواء على المستوى الإقتصادي من خلال خطتي 2020 و2030، أو من خلال مقاربته للملفات الإقليمية الشائكة وخصوصا في اليمن، وأخيرا حيال الملف القطري، ونجاحه بإعادة مجريات العلاقة السعودية الأميركية الى سياقها الطبيعي بعد زيارتين الى الولايات المتحدة أعقبها في الشهر الفائت زيارة للرئيس الأميركي دونالد ترامب الى الرياض.
وعين الملك سلمان ايضا وزيرا جديدا للداخلية هو مستشار الوزير السابق (ولي العهد الأمير محمد بن نايف) الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف الذي يبلغ من العمر 33 عاما.
في هذا الإطار قالت أوساط دبلوماسية سعودية لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن التغييرات التي أرساها الملك سلمان كانت متوقعة، وتمثل نقلة نوعية تواكب ما شهدته البلاد من تسليم زمام المبادرة لمسؤولين شباب في مختلف القطاعات، وقد وضع ولي العهد الجديد منذ تسلّمه للسلطة مجموعة من الأمراء المثقفين في مواقع حساسة ومعظمهم درسوا في الغرب، وهذا ما سيشكل نقلة نوعية في مستقبل المملكة على الصعيد التنمية الداخلية وعلى صعيد التعاطي مع الملفات الدولية. وتشير الأوساط الى أن تسليم الأمير محمد ولاية العهد مرّ بسلاسة نظرا الى الشعبية التي يتمتع بها والى الثقة بنظرته الثاقبة والبعيدة الأمد للأمور وحزمه في مواجهة التحديات السياسية والإقتصيادية والأمنية والإقليمية والدولية، ويبدو بأن رياح التغييرات ستتسارع في المملكة بما ينسجم مع المسيرة الجديدة للحكم، ومختصر المناخ في المملكة اليوم هو التفاؤل، بحسب تعبير الأوساط السعودية.