“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
بعد قمّة الرياض التي أسفرت عن “شراكة إستراتيجية” جديدة للقرن الـ21 بين السعودية والولايات المتحدة الأميركية، وإثر البيان المشترك الذي تحدث فيه الملك سلمان بن عبد العزيز عن تطوير شراكة مبنية على الثقة والتعاون وأكد مع نظيره الأميركي دونالد ترامب على العمل على مبادرات جديدة لمواجهة التطرف وتمويل الإرهاب، وإثر الإتفاق على مواجهة الأعداء المشتركين وتعميق الروابط بين البلدين وعلى رؤيتهما لإيران كبلد يهدد السلم الدولي بحسب ما جاء في خطابيهما وإثر مساواة بيان القمة الختامي بين “حزب الله” وحماس” من جهة و”داعش” و”القاعدة” من جهة ثانية، يبدو بأن مناخات التصعيد في المنطقة هي أقوى من مناخات السلام. هنا 4 اسئلة حول الموضوع طرحها موقع “مصدر دبلوماسي” على الخبير الإستراتيجي الأردني الدكتور عامر السبايلة:
*ما هي تداعيات قمة الرياض على ملف العلاقة الأميركية الايرانية والسعودية الايرانية؟
-كان واضحا حرص الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تكرار الإتهام لإيران في أحاديثه وخطبه كلها، ما يشير الى أن هذا الموضوع يشكّل نقطة رئيسية يستخدمها ترامب لإعادة بناء العلاقة مع إسرائيل ومع المحور الخليجي. ويشير كذلك الى تأثير سلبي لهذه الزيارة على العلاقة الأميركية الإيرانية، لكنني أستبعد أن يحصل تصعيد دراماتيكي بين البلدين لأن الرد الإيراني بدا لغاية اليوم براغماتيا يتماهى مع شروط الإتفاق الدولي الذي أعاد إيران للحظيرة الدولية.
أما العلاقة السعودية الإيرانية فهي تتحوّل الآن الى علاقة ندّية، إذ تدخل الولايات المتحدة الأميركية كطرف لإعادة التوازن الإستراتيجي ودعم السعودية في مواجهة إيران، وبالتالي فإن هذه الندية في العلاقة لا تعني بأن الصدام هو حتمي، فقد تكون هذه الندية إحدى الطرق لفرض نوع من التوازنات القادمة الجديدة عبر البوابة السياسية.
*ما هي تداعيات قمّة الرياض على ملفات سوريا ولبنان والعراق واليمن والبحرين؟
-أي صراع ظاهر إيراني سعودي سينعكس كما هي العادة هزّات إرتدادية في أماكن متعددة سواء في اليمن أو العراق أو البحرين وسوريا ولبنان… وبالتالي فإن التصعيد الحالي لا بدّ أن يترك ردود فعل تأخذ أشكالا مختلفة على أمل ألا تصل الى مستوى الصراع.
*كيف سيتّجه النقاش حول السلام الفلسطيني الإسرائيلي؟
-بالنسبة الى عملية السلام، فمن الواضح بأن الرؤية الأميركية تتفق تماما مع الرؤية الإسرائيلية، وبالتالي فإن القضية الفلسطينية ليست المحور الرئيسي والمركزي في موضوع إعادة بناء عملية السلام، نحن نتحدث عن عملية سلام جديدة يطرحها ترامب ترغب بها إسرائيل وهي فكرة السلام مع العرب عوضا عن السلام مع الفلسطينيين وهذا الذي التقطه بنيامين نتنياهو مباشرة عندما وصل الرئيس الأميركي الى المطار آتيا من الرياض، إذ قال: أتطلع الى اليوم الذي يسير فيه الخط من تل أبيب الى الرياض، وهذه إشارة واضحة الى فكرة السلام العام وهو ما يتفق مع رؤية نتنياهو بأن السلام مع العرب هو أهم من السلام الفلسطينيين.
*ما أهمية زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى الفاتيكان؟
-تنبع أهمية زيارة ترامب الى الفاتيكان من فكرة أنه زار الأماكن الثلاثة المقدّسة بالنسبة للأديان السماوية، ونحن نتحدث هنا عن إعادة صياغة فكرة السلام عبر هذه العلاقات مع الديانات الإسلامية واليهودية والمسيحية، وهذه الأديان الثلاثة ستلعب الدور الأكبر في إعادة فكرة السلام عبر البوابة الدينية ومكافحة الإرهاب.