“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
يبدو أن الهمّ الإقتصادي سيخيّم على العهد القديم الجديد للرئيس الإيراني المنتخب لولاية ثانية الشيخ حسن روحاني، حيث تعتير مشكلة البطالة بين صفوف الشباب رئيسية بمعدّلات متقدّمة في بلد يسكنه 80 مليون نسمة.
وبالتالي وكما تبيّن من خلال المناظرات التلفزيونية التي سبقت الإنتخابات، فإن برامج مكافحة البطالة وتقوية الإقتصاد الإيراني هي التي طغت على النقاشات مع هم رئيسي هو خلق فرص عمل تتيح للشباب الإيراني الدخول الى سوق العمل.
بالنسبة الى السياسة الخارجية لا يبدو بأن ثمة تغيير جذري، والخطاب الإيراني الدبلوماسي الرسمي يشدد دوما على أنّ سياسة إيران تقوم على التعاون مع دول المنطقة بغية تحقيق الإستقرار بينها. ومن المعروف بأن البرنامج الإستراتيجي للسياسة الخارجية في إيران لا يقوده الرئيس فحسب، بل يلعب البرلمان دورا مهما وكذلك مجلس الأمن الوطني، مع دور محوري للمرشد الأعلى يعطيه إياه الدستور.
ولعلّ التوجّه الإيراني الأول في العهد الجديد -القديم يقوم على سياسة الإكتفاء الذاتي، والتي أضحت اساسية بعد أن تذوّقت إيران طعم العقوبات الدّولية لأعوام، وهي لم تعد تركن الى أية وعود خارجية بالمساعدة وخصوصا من البلدان الأجنبية بحسب أوساط دبلوماسية إيرانية تحدثت الى موقع “مصدر دبلوماسي”.
وتشير الأوساط الى أن إيران قدمت تنازلات في الإتفاق النووي مخفضة نسب التخصيب لليورانيوم من 20 في المئة الى 5 في المئة وكل ذلك يصب في صالح البحوث العلمية، وما حدا إيران الى ذلك كان رفع العقوبات عنها. لكن سياسة الولايات المتحدة الأميركية لم تتبدّل حيالها. وتشير الأوساط الى أن الإتفاق النووي حصل بين إيران ودول مجموعة الخمسة زائد واحد، ومن ضمنها الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي فإن هذه الدول هي مسؤولة بدورها عن مراقبة رفع العقوبات إلا أن بعض هذه الدول لا تزال تخضع لضغوط أميركية غير مفهومة. حتى شراء مجموعة من طائرات “بوينغ “لم يكتمل بعد بسبب شروط تعجيزية يضعها الأميركيون، ولا يتم السماح لمصارف أميركية أو حتى أوروبية بفتح فروع لها في إيران والأمر ينسحب على المصارف اللبنانية الممنوع عليها التعامل مع إيران، وتعتكف مصارف كبرى عن التعاون مع إيران خوفا من عقوبات أميركية تطاولها.
أما بالنسبة الى العلاقة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، فلا يبدو بأن تغيّرا طرأ على الخطاب الإيراني، فالخطاب الرسمي يقول دوما بأن إيران تدعو الى حل سياسي سلمي لمشاكل المنطقة. وماذا عن التدخل الإيراني في اليمن وفي سوريا؟ تشير الأوساط الى أن لا تدخّل إيرانيا في اليمن، أما في سوريا فثمة قتال ضدّ الإرهابيين ، وليست مشاركة “حزب الله” في الحرب السورية سوى محاولة صدّ للإرهابيين لمنعهم من الوصول الى لبنان، كما أن دخول “حزب الله” وبعض المستشارين العسكريين الإيرانيين جار بموافقة الحكومة السورية، وبالتالي فإن أي خروج إيراني من سوريا لن يكون إلا بطلب من الحكومة السورية، وتشير الأوساط الى أنه إذا حكمت “داعش” و”جبهة النصرة” في سوريا فإن أهدافهم المقبلة ستكون لبنان والعراق وإيران وبالتالي فإن إيران في سوريا تحاول أيضا الدفاع عن حدودها وشعبها ضد الإرهاب وليس الدفاع عن الشعب السوري فحسب. وتشير الأوساط الى أن كلّ الأمور في المنطقة هي حلقات مترابطة، ومشكلة سوريا لا تنحصر في سوريا فحسب بل تؤثر مباشرة على إيران ولبنان والعراق.
وبالنسبة الى الإنتخابات الإيرانية كان وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل التقى السفير الايراني في لبنان محمد فتحعلي الذي قال بأن السفارة الإيرانية كانت أقامت ثلاثة مراكز اقتراع للناخبين في لبنان موزعة داخل السفارة (في بئر حسن) وفي مدينتي بعلبك والنبطية. وأشار السفير فتحعلي: نحن نعتقد ان المشاركة الجماهيرية من قبل الشعب الايراني بامكانها ان تقف سدا منيعا في مواجهة المؤامرات الخارجية وأن تكون دفعا قويا للجمهورية الاسلامية الايرانية لتحقيق أهدافها وسياساتها. كما تعلمون، فإن الإمام الخميني -رحمة الله عليه- كان يعتقد ان رأي الناس هو المعيار وفوق كل اعتبار، ونحن نعتمد على المشاركة الجماهيرية من قبل الشعب الإيراني. و لهذا السبب، فإن ايران لا تتراجع قيد أنملة عن مبادئها وثوابتها، وهي مستعدة على الإنفتاح والحوار البناء مع كل دول المنطقة، خصوصا دول الجوار. و نأمل ان تأتي مشاركة الشعب الايراني في الانتخاب برسالة قوية لكل الدول التي هي من خارج المنطقة والتي مع الأسف، تريد ان تحضر او تشارك في بعض أمور هذه المنطقة.”