“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
تبدأ يوم الأربعاء المقبل أعمال القمّة العربية بدورتها العادية الثامنة والعشرون في عمان، وقد انعقدت أمس السبت في البحر الميت الجلسة الإفتتاحية لإجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين للإعداد لإجتماع وزارء الخارجية التحضيري الذي ينعقد يوم غد الإثنين، ويعوّل كثيرون على أهمية الإجتماع العربي في ظلّ لحظة إقليمية مفصلية لن تحتمل المزيد من الإنشائيات بل قرارات مصيرية وخصوصا مع وصول إدارة أميركية جديدة الى الحكم.
وبالتالي ينتظر الجميع مضمون “الإعلان الهام” الذي بشر به أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أثناء زيارته الأخيرة الى عمان.
ويبدو من خلال القراءات السياسية والدبلوماسية أنه سيكون صعبا على المجتمعين في القمّة العربية في عمان رأب الصدّع العربي وخصوصا تجاه ملفّات حساسة مثل سوريا واليمن.
خطر فشل القمّة
تحديات عدّة تنتظر المجتمعين في القمّة القادمة، يقول المحلل الإستراتيجي الدكتور عامر السبايلة في قراءة تحليلية:” إن مناخات المنطقة تشير الى أن هذه القمّة تحمل تحدّيات كبيرة وأن فشلها قد يشكّل لواقع أخطر لاحقا. فكثير من القمم العربية التي فشلت فتحت أبواب الجحيم في المنطقة، مثل قمّة فاس التي عرضت فيها مبادرة السلام العربية السعودية، وقمة عمان عام 1987 وما تبعها من إندلاع للإنتفاضة في الضفّة الغربية الى مؤتمر بغداد 1990 وغزو الكويت لاحقا وحتى مؤتمر بيروت عام 2002 وتجديد مبادرة السلام العربية وإنهاء ياسر عرفات سياسيا”.
تسويات كبرى تنتظر المجتمعين من أجل صياغة هندسة حلول للشرق الأوسط في شؤون اساسية منها مكافحة الإرهاب وإعادة ترتيب البيت العربي ” الذي يبدأ عبر صيغة تفاهمية جديدة تعيد صياغة شكل الدور المصري والسعودي في إدارة الملفات العربية”.
أما أبرز المواضيع التي المطروحة فهي بحسب السبايلة:” إنهاء معضلة خروج سوريا من الحضن العربي، كذلك مسألة اليمن وحالة الإستنزاف التي باتت تشكّلها المسألة اليمنية، ومقاربة مسألة السلام بجدية وخصوصا بعد التحول اللافت في طبيعة تعاطي الإدارة الأميركية مع الملف والتفرد الكامل لنتنياهو في صياغة المشهد السياسي مدعوما وفقا لحديث نتنياهو برغبته في إنجاز سلام إقليمي مع دول عربية الأمر الذي يجعل من ملف السلام مع الفلسطينيين ملفا هامشيا، فضلا عن عدم الإكتراث الأميركي لمسألة حل الدولتين”.
رصد لموقف لبنان
من جهته، يعدّ لبنان الذي سمثله في القمة رئيسا الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري بإحكام لكلمة الرئيس التي سيلقيها أمام الرؤساء والملوك العرب، وخصوصا وسط خلاف لبناني حول مقاربة الملف السوري وكذلك التعاطي مع التدخل الإيراني في شؤون المنطقة العربية، هذا التباين الذي تظهّر بشكل واضح إثر تصريحات عون لمحطة “سي بي سي ” المصرية والتي أغضبت الدول العربية وخصوصا الخليجية ستؤدي بحسب المعلومات الدبلوماسية الى أن تعارض دول مثل السعودية والإمارات والبحرين الموافقة على بند التضامن مع لبنان كما درجت العادة.
للتذكير فإن الجامعة العربية علّقت عضوية سوريا في أعمال القمة عام 2011 وقالت الجامعة آنذاك أن تعليق العضوية سيبقى مستمرا الى حين التزام دمشق بكافة تعهداتها الخاصة بخطة العمل العربية لحلّ الأزمة.