“مصدر دبلوماسي” مارلين خليفة:
ينتظر العالم تبلور السياسة الخارجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب للتمكّن من هندسة مجريات المنطقة وخصوصا في سوريا.
في هذا الإطار وجّه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور بوب كوركر تحذيرات للمسؤولين اللبنانيين في زيارته مطلع الشهر الجاري من عقوبات إقتصادية تفرض على لبنان في حال تمّ منح “حزب الله” المزيد من السلطات الدستورية ومزيد من السطوة.
لكنّ اللافت بأن أوساطا متابعة عن كثب لزيارة كوركر أكدت لـ”مصدر دبلوماسي” بأن الأخير لم يتطرّق الى أية حرب عتيدة ضدّ لبنان، مع العلم بأنه أكد تبنيّ وجهة النّظر الأميركية الرافضة لأن يكون “حزب الله” بقوته الحالية بعد التسوية السورية التي ستتبلور أكثر فأكثر في منتصف سنة 2018 بحسب العارفين.
وبالرغم من عدم تطرقه الى مسألة الحرب فإن السيناتور كوركر أصرّ على القول بأن “حزب الله” مصنّف إرهابيا بحسب التصنيف الأميركي وهذا ما يعطي إسرائيل حق الدفاع عن النفس في الوقت المناسب.
ولعل السؤال الأبرز الذي يطرحه الدبلوماسيون الغربيون في جلساتهم هو متى سيعود “حزب الله” من سوريا؟ أو هل سيعود حتما وسط الحلول التي تطهى لسوريا وللمنطقة برمّتها؟
تقول أوساط عليمة بمناخات “حزب الله” لموقع “مصدر دبلوماسي” بأنّ ثمّة مجموعة من الأهداف التي دفعت بـ”حزب الله” للذهاب الى سوريا وهو لن يفكّر بالعودة الى لبنان إلا بقرار مستقل وبالتفاهم مع الدولة السورية.
وتقول الأوساط ذاتها بأن “حزب الله” ذهب الى سوريا لقطع الطريق على الحرب ضدّ المقاومة ولمواجهة الإرهاب التكفيري إستباقيا، لحماية لبنان من إحتمالات وصول “داعش” والجماعات الإرهابية وقد تحققت بعض الأهداف لكن الحرب لم تنته ولا إستقرار في سوريا بعد وبالتالي لا عودة الآن.
إن “حزب الله” يعتبر لغاية الآن أن عودته من سوريا غير مطروحة على طاولة البحث.
أما بالنسبة الى اجتماعات آستانة و مؤتمر جنيف4، فإن أي حلّ سياسي يتمّ التوافق عليه بين النظام والجماعات المسلحة ويؤدي الى الحفاظ على وحدة سوريا والتخلي عن السلاح والى العمل المشترك من أجل حلّ سياسي يؤيّده “حزب الله”.
وبالتالي يؤيد “حزب الله” أي حلّ سياسي، والصيغة التي ترضي النظام في سوريا ترضيه، وكما يقول أحد المسؤولين في “الحزب”:”إن ما يرضى به السوريون يرضي “حزب الله”.