“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
يزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مطلع الأسبوع القادم جمهورية مصر العربية حيث يعقد اجتماع قمّة مع الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي، ويرافق عون وفد وزاري من 5 وزراء. تكتسب زيارة مصر أهميتها في هذا التوقيت الإقليمي، فبالإضافة الى موقع مصر العربي والدور الذي تضطلع به في ملفات عدّة وخصوصا في سوريا حيث تتبنى موقفا مبدئيا قوامه الوصول لحل سياسي والحفاظ على الدولة السورية ومؤسساتها ووحدة أراضيها، فقد بات واضحا وجود تقاطع مصالح إقليمية لا يستوي إلا بدور محوري لمصر التي تضطلع باتصالات فاعلة بمعظم الأطراف الدولية المعنية بالحل السوري.
بالعودة الى زيارة الرئيس اللبناني فهي تلبّي دعوة من الرئيس السيسي نقلها وزير الخارجية المصري سامح شكري في تشرين الثاني الفائت لعون وهي بحسب السفير المصري في لبنان نزيه النجاري ” كانت أول زيارة لوزير خارجية دولة عربية لبيروت بعد انتخاب الرئيس عون وهي عكست اهتماما مصريا وعربيا بالإستقرار اللبناني على الأصعدة السياسية والأمنية والإقتصادية، ورغبة بتزخيم للعلاقة التاريخية وتفعيل للتعاون الثنائي”.
ويقول السفير النّجاري في حوار مع موقع “مصدر دبلوماسي” بأن الزيارة الرئاسية اللبنانية “تكتسب أهمية كبرى وخصوصا وان الرئيس عون سيلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي وستتخللها فاعليات عدّة تعكس عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين وأهمية لبنان كنموذج للتنوع والعيش المشترك”.
أما أبرز المواضيع التي سيتمّ بحثها فتتدرج بحسب النجاري من ” العلاقة الثنائية بين البلدين والتشاور حول التطورات اللبنانية والإقليمية، ومواصلة مصر تقديم الدعم لاحتضان العملية السياسية التي أسفرت عن إنهاء فترة الشغور الرئاسي وتفعيل المؤسسات اللبنانية”. ويلفت:” إن تقدّم لبنان وأمنه واستقراره كما استقرار بقية دول المشرق العربي يشكل أولوية وعمقا استراتيجيا للأمن القومي المصري، ومن هنا يأتي دعم مصر للبنان في مختلف المحافل الإقليمية والدولية لتلبية احتياجاته والاستجابة لشواغله”.
ولعلّ أبرز الملفات التي ستتطرق إليها أيضا القمة المصرية- اللبنانية تتعلق بالشق الإقتصادي، يقول السفير النجاري:” ثمة علاقة إقتصادية وطيدة واستثمارات لبنانية في مصر، والمستثمرون اللبنانيون لهم نصيب متقدّم في هذا المجال، والأمر سيان بالنسبة للتجارة التي تقترب تدريجيا من المليار دولار كتبادل تجاري وهو ما يوفر الكثير من فرص العمل لدى الجانبين”.
يضيف النجاري:” يجب التوقف أيضا عند التعاون الثنائي الأمني وأحد أهدافه يتمثل بالمواجهة المشتركة ضد قوى التطرف والإرهاب الذي يصيب البلدين، كذلك وجود عمالة مصرية في لبنان منذ أعوام طويلة وهي ساهمت في تحفيز الإقتصاد به، وهذه الأمور هي محطّ إهتمام من الجانبين خلال الزيارة”.
وهل سيقوم رئيس الوزراء سعد الحريري بزيارة الى مصر وخصوصا وأنه تلقى دعوة أيضا من الوزير شكري؟
يقول السفير النجاري: “إن زيارة الرئيس الحريري متوقعة أيضا الى مصر، وهنالك بالتأكيد إعادة لتفعيل اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين برئاسة رئيسي الوزراء في البلدين ، والتي عقدت آخر اجتماع لها في 2010 في عهد حكومة الرئيس الحريري آنذاك، والمنوط بها تفعيل أطر التعاون بين البلدين في مختلف القطاعات”.
الملف السوري
وعن الدور المصري في الحلّ السياسي في سوريا يقول السفير النجاري:” تلعب مصر دورا محوريا في القضية السورية من خلال عضويتها في مجموعة فيينا ومجموعة الدّول المشاركة في إجتماعات جنيف، وترعى مصر مجموعة من المعارضة السورية الوطنية المعتدلة، والتي شارك ممثلوها في جولات المفاوضات غير المباشرة في جنيف وفي اجتماع موسكو، كما لدى مصر إتصالات مع جميع الأطراف المعنيين لإنهاء الصراع السوري، كما كانت لمصر إسهامات في مسار آستانة من خلال اتصالاتها مع الجانب الروسي بغية تهيئة المناخ الملائم للتفاوض في جنيف على أساس قرار مجلس الأمن 2254 وصولا للحل السياسي المنشود للأزمة السورية”.