“مصدر دبلوماسي”
وجّه مؤتمر باريس رسالة قوية الى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قبل 5 ايام من تسلّمه السلطة رسميا، فقد اجتمعت في باريس 75 دولة ومنظمة دولية (الأمم المتحدة، الإتحاد الأوروبي، منظمة المؤتمر الإسلامي، أعضاء جامعة الدول العربية) مؤكدة بأن حلّ الدولتين هو الوحيد المتاح لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن الفكرة التي يروّجها ترامب بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب – أقيمت منذ 68 عاما- الى القدس أمر مرفوض.
وقد دعت فرنسا الى هذا الإجتماع في مقرّ “الكيه دورسيه” بهدف إعادة إحياء عملية السلام لكنّه تمّ بغياب ممثلين عن الفلسطينيين والإسرائيليين.
“الخارجية” تعترض والحريري يرحّب!
وشارك لبنان في هذا الإجتماع عبر القائم بالأعمال في فرنسا غدي الخوري، وكان لافتا إصدار وزارة الخارجية والمغتربين بيانا يعترض على رفض المؤتمرين لملاحظات لبنان ومنها تشبثه بمبادرة السلام العربية بمندرجاتها كلها والتي عقدت عام 2002 في بيروت،
ورفض التطرق الى قضية اللجوء الفلسطيني.
ومساء رحّب رئيس الحكومة سعد الحريري في سلسلة “تغريدات” على حسابه الشخصي عبر “تويتر” بالبيان الختامي لمؤتمر الشرق الأوسط في باريس الذي أعاد التأكيد على حل الدولتين للنزاع العربي الاسرائيلي. وقال الحريري: “شكراً لفرنسا على تنظيمها مؤتمر الشرق الأوسط وشكرا للرئيس فرانسوا هولاند على موقفه العادل والشجاع”، مؤكدا أن “لا حل الا على قاعدة مبادرة السلام العربية التي اقرت في بيروت وبإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف”.
وشدد الحريري على أن “سياسة الاستيطان الإسرائيلية تهدف الى فرض امر واقع ينسف اي عملية سلام، مرحبا بتبني بيان باريس الختامي لقرار مجلس الأمن 2334 الذي يدينه”.
وختم الحريري مؤكدا أن “لبنان سيبقى متمسكا بالإجماع العربي وبحقوق اخوانه الفلسطينيين الكاملة، وعلى رأسها حق العودة، وسنبقى مجمعين على رفض التوطين عملا بدستورنا”.
من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية بيانا جاء فيه: (…) “سيصدر عن المؤتمر بيان ختامي ناقشته الوفود المشاركة ومن ضمنها لبنان، حيث أصر لبنان على إدخال تعديلات تشدد على محورية مبادرة السلام العربية كما وردت في قمة بيروت عام 2002 بجميع مندرجاتها، وعلى ضرورة إدراج حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وهو حق كرسته الصكوك الدولية.
وفي خلاصة المناقشات، اعتُمدت صياغة مبهمة عند التطرق إلى موضوع مبادرة السلام العربية تنتقص من شموليتها. أما في ما يتعلق بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، فقد جوبه المقترح اللبناني الذي طلب التأكيد عليه، برفضِ البعض له وبتجاهلِ البعض الآخر، حتى وصل الأمر إلى خلو البيان كاملاً من كلمة “لاجئين” وكأنَّ المجتمعين في حالة إنكار للواقع. إنه واقع مأساوي للفلسطينيين في الشتات وهو واقع ينوء لبنان تحت ثقله منذ سبعين عامًا وهو واقع لا يمكننا تجاهله أو التغاضي عن تجاهل الآخرين له”.
أضاف بيان وزارة الخارجية والمغتربين: “في كل ما سبق أسباب رأتها وزارة الخارجية والمغتربين كافية وموجبة للاعتراض على البيان، حيث لا يمكن بناء سلام مستدام دون شعوب تنعم بأبسط حقوقها، كما أنه لا يمكن بناء سلام شامل وكامل وعادل إن كوفئ المجرم والضحية دون تمييز، كما أنه لا يمكن اعتماد اللجوء إلى سياسة الحوافز لتشجيع طرف على سلوك درب السلام وهو الذي يغتصب حقوق الشعوب ولا يأبه بالقوانين الدولية ويتصرف دون رادع أو خوف من محاسبة أو عقاب.
وقد أعطى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل توجيهاته لرئيس الوفد اللبناني، القائم بالأعمال في سفارة لبنان في باريس السيد غدي الخوري، للتعبير عن هذا الموقف خلال المداولات وفي كلمته خلال المؤتمر وتعميم مذكرة شارحة للموقف اللبناني بهذا الشأن على الوفود المشاركة”. وختم بيان وزارة الخارجية :”سوف يبقى لبنان يشارك بهذه الفعالية في أي مبادرة أو لقاء أو اجتماع يهدف إلى إرساء سلام يقوم على أسسٍ تحفظ حقوق الشعوب ولا تسمح باستبداد طاغية أو باستفحال حرمان. هذا الموقف ثابت اليوم أكثر من أي يوم مضى حيث بات لبنان مأوى لخمسمئة ألف لاجئ فلسطيني ولأكثر من مليون ونصف نازح سوري. فهل نبقى شهودًا صامتين أمام عمليات إعادة هندسة المنطقة ديمغرافيًّا وبالقوة”.
…والحريري يرحّب به!