“مصدر دبلوماسي”:
اتفق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وامير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني على احياء اجتماعات اللجنة المشتركة العليا برئاسة رئيسي الحكومة في البلدين،وذلك في الزيارة التي قام بها عون للدوحة أمس الخميس تلبية لدعوة الأمير تميم التي نقلها إليه أخيرا وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أثناء زيارته لبيروت.
واعتبر امير قطر أثناء لقاء موسع مع عون والوفد المرافق ان لبنان دخل مرحلة جديدة بعد الانتخابات الرئاسية وان خيار انتخاب عون هو افضل خيار إذ سيقود البلاد الى بر الامان، منوّها بما تقوم به الاجهزة اللبنانية للحفاظ على الاستقرار في لبنان، معتبراً ان هذا الامر شجع الكثير من العائلات القطرية على زيارة لبنان في فترة الاعياد.
وابدى الامير تميم استعداد بلاده للمساهمة في مشاريع التنمية في لبنان، لافتاً الى تشجيع المستثمرين القطريين على الاستثمار فيه.
من جهته، رأى عون انه يجب تعزيز العلاقة بين البلدين في المجالات كافة، لافتاً الى ان الوضع في لبنان خطا خطوات مهمة نحو التقدم وتجاوز مرحلة الخطر بعد اتفاق جميع اللبنانيين على البحث في المسائل الاساسية بروح من الحوار والايجابية. كما تحدث رئيس الجمهورية عن الوضع الامني المستتب في لبنان والانجازات التي تحققت في مجال مكافحة الارهاب في العمليات الاستباقية التي ينفذها الجيش اللبناني والقوى الامنية، بحسب ما عمّم المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري.
الإسهام في ملف المخطوفين
وتمنى عون على الامير تميم ان تواصل قطر جهودها للمساعدة في معرفة مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين والمطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم والصحافي سمير كساب، فكان وعد من الامير بمواصلة الجهود في هذا المجال، على رغم دقة الموضوع وحساسيته.
ووجه الرئيس عون دعوة الى امير قطر لزيارة لبنان، فوعد الامير بتلبيتها.
مواقف رئيس الجمهورية وامير قطر جاءت خلال لقاء جمعهما في الديوان الاميري القطري أثناء الزيارة الرسمية التي يقوم بها الى قطر تلبية لدعوة رسمية من الامير تميم بن حمد آل ثاني كان نقلها اليه وزير الخارجية القطري لدى زيارته بيروت.
وقائع الإجتماع الموسع
وبعد انتهاء المراسم الرسمية عقد اجتماع موسع ضم عن الجانب اللبناني الوزراء: جبران باسيل، مروان حمادة، علي حسن خليل، يعقوب الصراف، نهاد المشنوق، بيار رفول، ملحم رياشي، رائد خوري والوزير السابق الياس بو صعب والسفير نجم، فيما ضم عن الجانب القطري: نائب امير قطر سمو الشيخ عبد الله بن حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، ورئيس المؤسسة القطرية للاعلام الشيخ حمد بن تامر آل ثاني، ووزير الدولة لشؤون الدفاع خالد بن محمد العطية، ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس الديوان الاميري الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، ووزير المالية (الوزير المرافق) علي شريف العمادي، ووزير الاقتصاد والتجارة الشيخ احمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، ومدير ادارة الدراسات والبحوث في الديوان محمد بن ناصر آل فهيد الهاجري، والسفير القطري في لبنان علي بن حمد المري، ومدير الادارة العربية في وزارة الخارجية سعد بن علي المهندي.
واعقب اللقاء خلوة بين امير قطر ورئيس الجمهورية استغرقت قرابة نصف ساعة.
وفي مستهل اللقاء الموسع، رحب الامير تميم بالرئيس عون والوفد المرافق، معرباً عن سعادته بزيارة رئيس الجمهورية اللبناني الى الدوحة نظراً للعلاقات القوية جداً التي تجمع بين البلدين، خصوصاً وان الزيارة ستساهم في تعزيز التواصل بين المسؤولين في البلدين والعلاقات اللبنانية- القطرية. واشار الى ان لبنان دخل مرحلة جديدة بعد الانتخابات الرئاسية وان خيار انتخاب الرئيس عون هو افضل خيار لأنه سيقود البلاد الى بر الامان. ولفت امير قطر الى ان لبنان واجه الكثير من الصعوبات والتحديات، لكنه استطاع ان يتجاوزها، وكان اقوى من الظروف التي احاطت به، وأمل ان تكون زيارة رئيس الجمهورية فاتحة لتبادل زيارات بين قطر ولبنان.
ورد عون شاكراً الامير تميم على حفاوة الاستقبال ومثمناً عالياً العلاقة الثنائية بين البلدين ورأى انه يجب ان تتعزز في المجالات كافة. ودعا رئيس الجمهورية امير قطر لزيارة لبنان، فوعد الامير بتلبية الدعوة حيث اكد الرئيس عون ان لبنان سيسرّ بهذه الزيارة، لافتاً الى ان الوضع فيه خطا خطوات مهمة نحو التقدم وتجاوز مرحلة الخطر بعد اتفاق جميع اللبنانيين على البحث في المسائل الاساسية بروح من الحوار والايجابية. كما تحدث رئيس الجمهورية عن الوضع الامني المستتب في لبنان والانجازات التي تحققت في مجال مكافحة الارهاب في العمليات الاستباقية التي ينفذها الجيش اللبناني والقوى الامنية.
وقد نوّه الامير تميم بما قامت وتقوم به الاجهزة اللبنانية للمحافظة على الاستقرار في لبنان، معتبراً ان هذا الامر شجع الكثير من العائلات القطرية على زيارة لبنان في فترة الاعياد.
وبعد التداول بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين، اكد الامير تميم والرئيس عون على ضرورة تطويرها، وابدى امير قطر استعداد بلاده للمساهمة في مشاريع التنمية في لبنان، لافتاً الى تشجيع المستثمرين القطريين على الاستثمار فيه. واتفق الامير تميم والرئيس عون على احياء اجتماعات اللجنة المشتركة العليا بين البلدين برئاسة رئيسي الحكومة في لبنان وقطر، على ان يتم التواصل لاحقاً لتحديد موعد الاجتماع.
كما تناول البحث ايضاً موضوع العسكريين المخطوفين والمطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابرهيم والصحافي سمير كساب، حيث تمنى الرئيس عون ان تواصل قطر جهودها للمساعدة في معرفة مصيرهم، لاسيما وانه كان لها مساهمة فاعلة في الافراج عن مخطوفين سابقين، فكان وعد من الامير بمواصلة الجهود في هذا المجال، على رغم دقة الموضوع وحساسيته.
وتطرقت المحادثات الى ضرورة تشجيع حوار الاديان والتعايش المسيحي- الاسلامي فتقرر ان تنسق وزارتا الخارجية بين البلدين لتحديد موعد انعقاد مثل هذا الحوار.
وعرض الرئيس عون والامير تميم موضوع انتقال اللبنانيين الى قطر، لا سيما جمع شمل العائلات وكان توافق على درس هذا الامر بعناية وايجابية، خصوصاً وان عدد اللبنانيين في قطر بلغ 24 الفاً. ثم تناول البحث الاوضاع الاقليمية والوضع في سوريا واهمية الوصول الى حل سياسي يعيد الاستقرار الى هذا البلد ويضع حداً لمعاناة النازحين السوريين.
وبعد انتهاء المحادثات، اقام امير قطر مأدبة غداء تكريمية على شرف ضيفه شارك فيها اعضاء الوفد الرسمي المرافق وكبار المسؤولين القطريين واستكملت خلالها المحادثات بين الجانبين. وبعد انتهاء الغداء، رافق الامير تميم الرئيس عون الى مدخل الديوان مودعاً، فيما عاد رئيس الجمهورية الى مقر الاقامة في فندق شيراتون.