“مصدر دبلوماسي”:
عقد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إجتماع قمّة في الديوان الملكي السعودي عبّر فيه الملك سلمان عن ثقته بالرئيس اللبناني وقال بأنها “ثقة كبيرة وانه سيقود لبنان الى برّ الامان والاستقرار”.
واكد العاهل السعودي” ان لا بديل عن لبنان وان السعودية ترغب في المحافظة على العلاقات التاريخية مع لبنان وتطويرها” وذلك بحسب البيان الصادر عن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية.
ولفت الملك سلمان الى ان “المملكة لا تتدخل في شؤون لبنان وتترك للبنانيين ان يقرروا شؤونهم بأنفسهم” وانه “اوعز الى المسؤولين السعوديين”درس المواضيع التي اثارها الرئيس عون اقتصادياً وامنياً وعسكرياً وسياحياً، وتبادل الزيارات مع نظرائهم اللبنانيين، وكذلك المواطنين السعوديين الذين يكنون محبة خاصة للبنان”
من جهته، اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على ان ما جمع بين اللبنانيين والسعوديين من علاقات تاريخية، سيستمر وان الزيارة التي يقوم بها الى المملكة هي للتأكيد على هذا الامر. وعرض ما تحقق على صعيد تعزيز التوافق الوطني بعد الانتخابات الرئاسية والاستقرار السياسي والعمل على معالجة كل النقاط التي تحقق مصلحة اللبنانيين.
في ما يأتي الخبر الكامل للقاء عون مع الملك سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير
في الديوان الملكي
وكان عون وصل الى الديوان الملكي بعد ظهر الثلاثاء (10 كانون الثاني ) حيث استقبله الملك سلمان، وأقيمت مراسم الاستقبال الرسمي . وبعد عزف النشيدين اللبناني والسعودي إستعرضا ثلة من حرس الشرف. ثم صافح اعضاء الوفد السعودي رئيس الجمهورية فيما صافح الملك السعودي اعضاء الوفد الرسمي اللبناني.
واتجه الجميع الى الصالون الكبير حيث استقبل عون كبار الامراء السعوديين الذين كانوا في انتظاره داخل القاعة، كما صافح الوفد اللبناني المرافق العاهل السعودي. وبعدها، انتقل الجميع الى قاعة الغداء في الديوان الملكي حيث اقام العاهل السعودي مأدبة غداء على شرف ضيفه اللبناني واعضاء الوفد المرافق، وعدد من الامراء والمسؤولين السعوديين.
لقاء القمّة
وبعد انتهاء الغداء، عقد اجتماع موسع بين الجانبين اللبناني والسعودي شارك فيه عن الجانب اللبناني الوزراء: جبران باسيل، مروان حمادة، علي حسن خليل، يعقوب الصراف، نهاد المشنوق،بيار
رفول، ملحم رياشي، رائد خوري والوزير السابق الياس بو صعب، والسفير عبد الستار عيسى، وعن الجانب السعودي امير منطقة الرياض فيصل بن بندر بن عبد العزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين الوزير منصور بن متعب بن عبد العزيز، وزير الحرس الوطني متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، الوزير مساعد بن محمد العيبان، الوزير المرافق ابراهيم العساف، وزير الثقافة والاعلام عادل بن زيد الطريفي، وزير الخارجية عادل بن احمد الجبير، وزير المالية محمد بن عبد الله الجدعان، الوزير لشؤون الخليج العربي ثامر بن سبهان السبهان، القائم بأعمال السفارة السعودية لدى لبنان المستشار وليد بن عبد الله البخاري. وتم التطرق الى العلاقات اللبنانية السعودية وسبل تطويرها في المجالات كافة، خصوصاً في النواحي المتعلقة بالوزارات التي يتولاها اعضاء الوفد الرسمي، وتبادل الخبرات والزيارات.
مواقف بعد الخلوة
وتلا ذلك خلوة بين العاهل السعودي والرئيس عون استمرت نصف ساعة.
وخلال المحادثات الموسعة والخلوة الثنائية، اكد العاهل السعودي وقوف المملكة الى جانب لبنان وسعادتها بعودة الاوضاع الطبيعية اليه، وقال للرئيس عون: رغم الصعوبات التي تواجهون، فإن ثقتنا بفخامتكم كبيرة انكم ستقودون لبنان الى بر الامان والاستقرار. وشدد على “ان لا بديل عن لبنان، وان المملكة التي جمعتها بهذا البلد علاقة تاريخية، ترغب في المحافظة عليها وتطويرها، وقد أوعزت الى المسؤولين السعوديين تبادل الزيارات مع نظرائهم اللبنانيين، وكذلك المواطنين السعوديين الذين يكنون محبة خاصة للبنان.
وشدد الملك سلمان على ان لبنان يجب ان يبقى رمز التعايش الطائفي لان ذلك اساس استقراره، وانه مهما حصل من خلافات بين اللبنانيين، فهم يعودون ويلتقون. كما شدد على ان السعودية لا تفرق بين لبناني وآخر ويهمها استقرار لبنان وامنه، كما استقرار كل الدول العربية.
وقال العاهل السعودي ان بلاده لا تتدخل في شؤون لبنان وتترك للبنانيين ان يقرروا شؤونهم بأنفسهم.
كما اعطى الملك سلمان تعليماته للمسؤولين لدرس المواضيع التي اثارها الرئيس عون اقتصادياً وامنياً وعسكرياً وسياحياً.
من جهته، شكر رئيس الجمهورية العاهل السعودي على عاطفته، مؤكداً الحرص على تفعيل وتطوير العلاقات اللبنانية- السعودية واعادتها الى ما كانت عليه متينة وقوية، كما عرض ما تحقق على صعيد تعزيز التوافق الوطني بعد الانتخابات الرئاسية والاستقرار السياسي والعمل على معالجة كل النقاط التي تحقق مصلحة اللبنانيين.
وشدد الرئيس عون على ان ما يجمع بين اللبنانيين والسعوديين من علاقات تاريخية سيستمر، وما زيارتنا الى السعودية الا للتأكيد على ذلك.
كما تم التداول خلال الخلوة في عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك والاوضاع الاقليمية، وشكر الرئيس عون للملك سلمان حفاوة الاستقبال التي لقيها مع الوفد المرافق.
وبعد انتهاء الخلوة، رافق الملك سلمان الرئيس عون الى مدخل الديوان الملكي مودعاً، فيما عاد رئيس الجمهورية الى مقر الاقامة في قصر الملك سعود.
مع الوزير عادل الجبير
واستقبل عون في مقر إقامته في قصر الملك سعود في الرياض وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول وسفير لبنان لدى السعودية عبد الستار عيسى، حيث تم استكمال البحث في المواضيع التي تم طرحها في المباحثات الرسمية الموسعة بين الوفدين اللبناني والسعودي في الديوان الملكي، والخلوة التي تلتها بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والرئيس عون.
وعلى صعيد نشاط الوفد الوزاري المرافق للرئيس عون في زيارته الى السعودية، التقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل نظيره السعودي عادل الجبير الذي قال بعد اللقاء: “نرحب بزيارة فخامة الرئيس اللبناني والوفد المرافق له الى المملكة العربية السعودية، والعلاقات بين المملكة ولبنان تاريخية ومتينة وهناك روابط اسرية وتجارية وتفهّم بالنسبة للاوضاع السياسية بين البلدين. ونحن نسعى الى تحسين هذه العلاقات في كل المجالات لتكون في افضل مستوى ممكن. كان لفخامة الرئيس اجتماع مثمر وبنّاء مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز واتيحت لي فرصة بأن اجتمع الى فخامة الرئيس اليوم ومن ثم بزميلي وصديقي معالي وزير الخارجية لنبحث الامور العديدة بين البلدين وكيفية تحسينها وتعزيزها في كل المجالات. واتطلع الى العمل مع نظيري وزميلي وصديقي لاعادة العلاقات الثنائية بين البلدين الى افضل مستويات ممكنة.”
سئل: كيف ستترجم المملكة تفهمها لهواجس لبنان بالنسبة للاجئين السوريين؟
اجاب: المملكة العربية السعودية من اكثر الدول الداعمة والتي تقدم المساعدات للاجئين السوريين في عدة دول في المنطقة بما فيها لبنان، وهي حريصة على ان يعيشوا حياة كريمة وان يستطيعوا العودة الى بلادهم في المستقبل القريب باذن الله، وان تدعم الدول التي يوجد فيها عدد كبير من اللاجئين لتخفيف العبء عنها.
سئل: هل يمكن القول ان العلاقات عادت الى طبيعتها بين المملكة ولبنان؟
اجاب: العلاقات بين المملكة ولبنان هي علاقات تاريخية والود بين الشعبين لا يزال قائما ومستمرا ونسعى لتحسين الامور التجارية ولتكثيف التشاور السياسي. ونعتقد ان لبنان تجاوز مرحلة صعبة عندما تم انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة. ونتمنى كل الخير للبنان ونسعى لان يكون مستقلا وخاليا من التدخلات الاجنبية، وان تكون وحدته وامنه واستقراره اموراً تهم اللبنانيين والعرب بأجمعهم والمملكة العربية بالذات.
ثم تحدث الوزير باسيل فقال: “اعتقد ان الطبيعة تغلب كل ما يطرأ عليها. وفي حالة العلاقات بين لبنان والمملكة عادت الامور الى طبيعتها لان الطبيعة هي الاقوى وهذه الزيارة هي عودة الامور الى نصابها الطبيعي ونأمل ان تستكمل بتنسيق دائم مع معالي الاخ الصديق وبين الديبلوماسية اللبنانية والديبلوماسية السعودية وفي كل نواحي الحياة المشتركة بين البلدين. لقد وجهت دعوة الى معالي الوزير لزيارة لبنان ونأمل زيارة المسؤولين والمواطنين السعوديين اليه، فلبنان كان ولا يزال وسيبقى بلدا مضيافا لكل اهله واصدقائه وعلى رأسهم السعوديين. واعتقد ان المرحلة الجديدة تستوعب الكثير من التمايزات اللبنانية وقد استوعبتها وتستوعب ايضا كما تستوجب الجهد اللبناني ليكون لبنان عامل جمع بين اخوانه العرب.”