“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
زيارة إيرانية مفاجئة بتوقيتها لرئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي بدأها يوم أمس الجمعة (7 الجاري) وتنتهي مساء اليوم (8 الجاري) قبل يومين من زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون الى المملكة العربية السعودية ثمّ قطر في أول سفر رسمي له.
أتى بروجردي من سوريا بعد لقاءات عالية المستوى شملت الرئيس السوري بشار الأسد ليعقد يوم الجمعة في لبنان لقاء مع الفصائل الفلسطينية بتنظيم من “حزب الله”، وهو بدأ اليوم السبت لقاءاته الرسمية مع رؤساء الجمهورية ميشال عون والنواب نبيه برّي والحكومة سعد الحريري.
وتوقف المراقبون عند توقيت الزيارة الذي يحمل مؤشرات واضحة من إيران على أنها لاعب أساسي في الساحة اللبنانية، وفي الزيارة رسالة رمزية توجهها طهران الى المملكة العربية السعودية بألا تحاول التفرّد بالساحة اللبنانية التي أنتجت أخيرا تسوية داخلية بغطاء إيراني-سعودي غير متفق عليه.
ولعلّ أولى تصريحات بروجردي خلال زيارته ضريح القائد العسكري في “حزب الله” عماد مغنية إعلانه عن أن “نيّة إيران بتسليح الجيش اللبناني راسخة وهذا الأمر بتصرّف الحكومة اللبنانية إن شاءت أن تفعّل الموضوع”.
وهذا التصريح يمكن ربطه بسهولة مع أحد أهداف زيارة عون الى السعودية المتمثل بإعادة إحياء الهبة السعودية بقيمة 3 مليارات دولار أميركي للجيش اللبناني والتي جمّدتها السعودية منذ قرابة العام بسبب اتهام لبنان بالإصطفاف في المحور الإيراني نتيجة مواقفه في جامعة الدول العربية.
وكان بروجردي أعرب في تصريحاته أيضا عن “أمله في ظل هذا العهد الجديد أن يتمّ العمل على تقوية وتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات لا سيما الإقتصادية والتجارية” بحسب ما نقلت عنه وكالة “فارس”.
وبعد لقائه العماد عون عمم المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية اللبنانية الخبر الآتي: ” استقبل الرئيس عون رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي الايراني الدكتور علاء الدين بروجردي والوفد المرافق له، في حضور السفير الايراني في بيروت محمد فتحعلي. ونقل بروجردي الى الرئيس عون تحيات الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني ورغبتهما في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في وجوهها كافة ولاسيما منها العلاقات الاقتصادية خصوصا بعد انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية والتوافق الواسع الذي اظهرته القيادات اللبنانية حيال ذلك.
وعرض بروجردي للموقف الايراني من التطورات الاقليمية عموما والوضع في سوريا خصوصا، والجهود المبذولة لتحقيق حل سياسي للازمة السورية يقوم على الحوار بين الاطراف السوريين والقضاء عليها.
واعرب عن امله في ان تؤدي المفاوضات المرتقبة في الاستانة الى بلوغ الحل السياسي المنشود.
وحمّل الرئيس عون المسؤول الايراني تحياته الى الرئيس روحاني مشدداً على ان الاوضاع عادت الى طبيعتها في لبنان بعد الانتخابات الرئاسية وان التوافق بين اللبنانيين سوف يؤدي الى مزيد من الازدهار والطمأنينة لاسيما وان لغة الحوار السائدة تهدف الى تقريب وجهات النظر في المواضيع المطروحة.
واعرب الرئيس عون عن امله في ان تنجح الجهود المبذولة للوصول الى حل سياسي للازمة السورية بما يساعد على ايجاد حل لمأساة النازحين السوريين الذين بات عددهم في لبنان يقارب نصف عدد سكانه ما انعكس سلبا على الوضعين الاقتصادي والامني. وشدد الرئيس عون على اهمية العمل المشترك لمواجهة الارهاب، لافتا الى ما حققه لبنان من نتائج بفعل العمليات الاستباقية التي تقوم بها القوى العسكرية والامنية اللبنانية”.
يذكر أن زيارة بروجردي هي الثالثة لمسؤول إيراني رفيع بعد انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية في 31 تشرين الأول الماضي، وقد سارع وزير خارجة إيران محمد جواد ظريف الى زيارة بيروت في 7 تشرين الثاني لتهنئة عون بالإنتخاب قبل أن يزور بيروت في 22 كانون الأول الفائت مستشار ظريف للشؤون العربية والإفريقية حسين جابر الأنصاري.