“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
سلّم وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم الأربعاء رسالتين خطيتين موجهتين من الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري لزيارة مصر في موعد يحدّده الجانب اللبناني، كذلك وجّه دعوة لنظيره اللبناني جبران باسيل لزيارة مصر وقد زاره شكري في “قصر بسترس” برفقة وفد دبلوماسي رفيع وبحضور سفير مصر في لبنان نزيه النجاري.
تستكمل جولة شكري الواسعة بشمولها مختلف الأطياف السياسية اللبنانية زيارته الأولى الى بيروت في آب الفائت والتي اجتمع فيها مع كافّة الأطياف السياسة في منزل السفير المصري السابق الدكتور محمّد بدر الدين زايد، وهي تشير بوضوح الى عودة لبنان الى دائرة الإهتمام الإقليمي والتي بدأت مع زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان مرورا بزيارة وزير خارجية إيران محمّد جواد ظريف وصولا الى زيارة شكري وعشرات رسائل التهنئة التي تلقاها العهد الجديد من الدول قاطبة.
باسيل: عودة لبنان الى دائرة القرار
في هذا الإطار يقول وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لموقع “مصدر دبلوماسي”:” ثمّة إتفاق مصري لبناني على نظرة موحّدة للمرحلة المقبلة، وهنالك تنسيق مشترك في كيفية صوغ دور إيجابي لحل المشاكل في لبنان وسوريا والمنطقة”. يضيف باسيل:” لعلّ النقطة البارزة التي ينبغي التوقف عندها هي تحوّل النظرة العربية والأوروبية الى لبنان من بلد لديه مشاكل الى بلد يشارك في صوغ الحلول للمشكلات القائمة وهذا الأمر تبدّل في غضون أسبوعين فحسب”.
من جهته يشرح سياسي لبناني لموقع مصدر دبلوماسي” بأن زيارة شكري هي “إعادة تموضع مصرية جديدة عبر لبنان فيها فائدة كبرى لمصر وخصوصا وسط التجاذبات القائمة بينها وبين دول الخليج حاليا”.
بالإضافة الى إعادة التموضع المصري في مرحلة أنجز فيها الإستحقاق الرئاسي بنجاح تامّ وسط مباركة سعودية إيرانية غير معلنة، وبعد أن أصبح تشكيل الحكومة اللبنانية وشيكا ومن المرجّح أن يكون قبل عيد الاستقلال في 22 الجاري، فثمّة رسالة مصرية قوية سمعها المسؤولون اللبنانيون الذين اجتمع إليهم شكري وفي مقدمتهم رئيسي الجمهورية والحكومة المكلّف ورئيس البرلمان تدعو الى ” الإسراع في تشكيل حكومة العهد الأولى بأسرع وقت ممكن لأن لا معنى لاستبدال الفراغ الرئاسي بفراغ حكومي” بحسب أوساط دبلوماسية مصرية، وتضيف:” ترى مصر بأنّ نجاح النموذج اللبناني بالحلّ الداخلي البعيد من التجاذبات الإقليمية سيشكل سابقة للتعميم في المشرق العربي”.
في هذا الإطار تشرح الأوساط المذكورة بأن ” المشروع السياسي الذي تحمله القاهرة في هذه المرحلة هو دعم المؤسسة الوطنية للدولة التي تتآكل في العالم العربي بسبب الظواهر التكفيرية” وتشير الأوساط متحدثة الى موقع “مصدر دبلوماسي” الى أن ” مصر تحاول خلق توازن بين إعادة تكوين السلطة السياسية في الدول العربية وبين من يعتقد أن محاربة التكفير أولوية تستوجب الحفاظ على الوضع القائم حاليّا فتقدّم القاهرة طرحا ثالثا يتمثل بالحفاظ على المؤسسة الوطنية، ويعلن بأن التغييرات تتمّ بتوافقات من داخل بنيان الدولة، من هذا المنطلق وجه الوزير شكري رسالتين في زيارته الى لبنان في آب الفائت: الأولى أن لمصر مصلحة في إنهاء الفراغ الرئاسي والنقطة الثانية هي أن مصر انكفأت عن تسمية أي مرشح”.
ولعلّ أبرز ما يجب التوقف عنده أيضا في جولة شكري هو لقاءه مع رئيس المجلس النيابي نبيه برّي “حيث يطرح المصريون مشروعا مشتركا بين لبنان مصر وإفريقيا لتصدير منتجات هذه البلدان الى القارة السوداء” بحسب الأوساط الدبلوماسية المصرية.