“مصدر دبلوماسي”
يعيد موقع “مصدر دبلوماسي” نشر هذا التقرير الذي نشره اليوم موقع “لبنان 24” لكاتبته مارلين خليفة على الرابط الآتي:
http://www.lebanon24.com/articles/1479192079273049800/
مارلين خليفة
يرصد الدبلوماسيون الغربيون في لبنان بإهتمام كبير طريقة تشكيل الحكومة اللبنانية وتقول أوساطهم أن ثمة تمنيات بأن يكون وزراء حكومة العهد الأولى من الخبراء في الحقائب الوزاريّة التي سيتسلّمونها سواء السياديّة أو التقنيّة.
ويرصد هؤلاء باهتمام موقف الحكومة اللبنانية العتيدة بالنسبة الى وضع اللاجئين السوريين في لبنان لجهة السياسات التي سيتمّ اعتمادها في مقاربة هذا الملفّ الإنساني الذي له امتداداته الى الدول الأوروبية برمّتها.
ويعرب دبلوماسيون غربيون يعملون في لبنان عن إرتياحهم الى شخصية الرئيس العماد ميشال عون، “الرجل الآتي من المؤسسة العسكرية ذي الصدقية الوطنية العالية” كما يصفه أحد السفراء الأوروبيين، مضيفا:” نحن متأكدون بأن عون رئيس الجمهورية يرى نفسه رئيسا لجميع اللبنانيين، صحيح بأنه يعقد تحالفا مع “حزب الله”، لكنّ طريقة تشكيل الحكومة ستظهر بشكل واضح من هي الجهة السياسية الأقوى في البلد”.
ولدى سؤال أكثر من سفير ودبلوماسي أوروبي وغربي عن رأيه بالزيارات الرسمية الرفيعة المتواترة لتهنئة العماد عون، ترتسم الإبتسامة على وجوه هؤلاء مفسّرين الأمر بأن كل محور إقليمي يريد الإثبات بأن “الرئيس عون يتبع له والأمر سيّان بالنسبة الى الرئيس الحريري وهذا غير موجود في أوروبّا”.
يذكر هؤلاء أنه أثناء الحوار الوطني الذي بدأ بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005، كانت القوى الإقليمية هي التي تقف وراء كل شخصية لبنانية، لكننا كغربيين نضع مسافة بيننا وبين الجميع”.
بالنسبة الى التسوية الرئاسية يقرأ أكثر من دبلوماسي أوروبي بأن التسوية كانت داخلية بحتة بعد أن حزم الرئيس سعد الحريري موقفه، وهي ليست ثمرة وفاق فرنسي أميركي كما قيل…
ثمة هواجس غربية من اتفاق “التيار الوطني الحرّ” مع “حزب الله”، ولكن الأولوية الغربية اليوم هي لبدء الرئيس المكلّف سعد الحريري العمل مجددا لإعادة إنعاش الهبة السعودية للجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار من السلاح الفرنسي.
لن يتوقف الدّعم الأوروبي والغربي للمؤسسة العسكرية اللبنانية لأن الصلاحيات الرئيسية متركزة بيد مجلس الوزراء مجتمعا وليس بيد رئيس الجمهورية، وبالتالي ثمّة توازن موجود يطمئن القوى الغربية الى حدّ بعيد.
برأي الدبلوماسية الغربية أنه يجب إعطاء فرصة للرئيس عون لكي يثبت رؤيته الإصلاحية في إدارة البلد بالتعاون الكامل مع الرئيس المكلّف سعد الحريري، متمنين أن يتمكّن الأخير من تشكيل حكومته في غضون أسابيع وليس أشهر لأن هذا ما يحتاجه البلد.