“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
يثير ترشيح رئيس “تيار المستقبل” العتيد لرئيس “تكتّل التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية نقاشا في الأوساط الدبلوماسية الغربية العاملة في بيروت. وقد رصد موقع “مصدر دبلوماسي” مجموعة من الآراء الدبلوماسية حول هذا الإستحقاق الذي طالما نادى الغربيون في التعجيل به، وإذا بهم يقفون الآن مشدوهين أمام الإندفاعة اللبنانية لإتمامه على وجه السرعة.
ولعلّ فرنسا تكاد تكون الدولة الأوروبية والغربية الوحيدة التي تسوّق جديا لوصول العماد ميشال عون للرئاسة الأولى بعد نيلها ضوءين أخضرين من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، وبعد رفض بكركي لاقتراح سابق لها بأن يكون الجنرال رئيسا لـ3 أعوام فحسب. في هذا الإطار تقول أوساط دبلوماسيّة غربية لموقع “مصدر دبلوماسي”:
“وضع “حزب الله” لبنان أمام خيارين اثنين إما أخذ البلد ومؤسساته الى حالة من الفراغ المؤسساتي التّام حيث يفرض مؤتمرا تأسيسيا ولهذا الأمر تداعيات أمنية وشعبية أو ينفّذ مشروعه تدريجيا عبر الإتكال على حليفه ميشال عون بتنفيذ الإصلاحات التي يطمح إليها، ومنع تنفيذ “إعلان بعبدا” ونسفه كليا”.
والواقع أن تمكّن “حزب الله” من إيصال عون الى كرسي بعبدا الرئاسي يثير نقزة قوية لدى السفراء الغربيين في لبنان، وتقول أوساطهم بأن وصول عون رئيسا للجمهورية عن طريق “حزب الله” يثير تساؤلات عدّة، وثمّة كلام خطير يحكى في الأروقة الدبلوماسية الغربية في لبنان من أننا في نهاية آخر خمس دقائق من النّظام اللبناني، ولا حماسة للجنرال عون وخصوصا لجهة الغموض الذي يكتنف أهدافه الأبعد من الرئاسة. في نظر الغربيين أن هدف عون الواضح والمعلن هو الوصول الى رئاسة الجمهورية اللبنانية لكنّه لم يقل يوما ما هي طموحاته بعد الرئاسة.
فعون بنظر الغربيين لم يعلن عن التزامه نأي لبنان بنفسه عن الإقليم، ولم يوضح يوما سياسته الدّفاعية، ولم يدل بدوله بموضوع النازحين السوريين في لبنان وآفاقه وهو موضوع يعني المجتمع الغربي بشكل واضح.
لكن هذا المجتمع غير المتحمس، لا يقوم بفرملة الإندفاعة الداخلية لأنه أيضا مهجوس بضرورة الحفاظ على استقرار لبنان، وانتخاب رئيس للجمهورية بنظره يحصّن هذا الإستقرار. ولعلّ انتخاب رئيس وإعادة ضخّ الحياة في المؤسسات الدستورية سيجعل إجتماع مجموعة الدعم الدّولية من أجل لبنان المتوقع في شهر تشرين الثاني المقبل في باريس والذي تطمح فرنسا الى أن يحضره وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف حول لبنان سيكون أكثر فاعلية.