“مصدر دبلوماسي”
يعيد موقع “مصدر دبلوماسي” نشر هذا التقرير الدبلوماسي عن زيارة الموفد الفرنسي جيروم بونافونت الى لبنان وخلفياتها لكاتبته مارلين خليفة والتي نشرها موقع “لبنان 24” على الرابط الآتي:
http://www.lebanon24.com/articles/1476802450256048900/
يتوجّه مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جيروم بونافونت مساء غد الأربعاء مباشرة الى المملكة العربيّة السعودية حيث تنتظره سلسلة لقاءات مع مسؤولين سعوديين بحسب معلومات حصل عليها “لبنان 24” سينقل إليهم حصيلة مشاوراته في لبنان والتي يختمها غدا بلقاءين مع رئيس الحكومة تمّام سلام وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. ووفق معلومات دبلوماسية خاصّة فإن زيارة بونافونت الذي تسلّم منصبه في أيلول 2015 خلفا لجان-فرانسوا جيرو الذي اشتهر بجولاته المكوكية بين لبنان وإيران وروسيا محاولا فكّ العقدة الرئاسية عبثا، فإن زيارة بونافوت تقررت يوم الأربعاء الفائت مباشرة بعد اللقاء الذي جمع رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري ووزير الخارجية الفرنسي جان-مارك إيرولت في “الكيه دورسيه”، وقد أبلغ الحريري إيرولت نتائج زيارته الى المملكة العربية السعودية التي تؤكد معلومات “لبنان 24” بأنه التقى خلالها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان بن عبد العزيز الذي نأى ببلده كليا عن الأزمة الرئاسية اللبنانية واضعا زمام المبادرة بين يدي الحريري.
وشرحت أوساط دبلوماسية مواكبة للزيارة وجود هدفين لها: التأكيد لجميع المسؤولين اللبنانيين وعلى مختلف المستويات بأن فرنسا تدعم أيّ حلّ سياسي توافقي في لبنان من أجل إنهاء الأزمة المؤسساتية التي تعصف به وفي مقدّمتها الشغور الرئاسي، وثانيا محاولة “جسّ نبض” في ما يخص الإجتماع العتيد لمجموعة الدّعم الدولية المزمع عقده (مبدئيا) في نهاية شهر تشرين الثاني المقبل في باريس والذي تأجل مرّتين لغاية اليوم. وردّا على سؤال “لبنان 24″ عمّا إذا كان عقد هذا الإجتماع مرتبط بالإستحقاق الرئاسي بمعنى أنه يمكن أن يلغى في حال لم ينتخب رئيس؟ قالت الأوساط المواكبة بأن الأمر لا يفسّر على هذا النّحو لأنّ السيد بونافونت يقوم بإجراء المشاورات اللازمة للإعداد للمؤتمر مع التمني بأن ينعقد قبل نهاية السنة الحالية لأنه يحمل رسالة دعم قوية للبنان، وهذا ما تعمل عليه فرنسا دوما لأنها تقدّم الملفّ اللبناني في جميع محادثاتها الإقليمية”. وهل حمل بونافونت رسالة معينة الى العماد ميشال عون؟ تقول الأوساط المواكبة:” لا رسالة خاصة للعماد عون بل ثمّة الرسالة موحدة لجميع الشخصيات اللبنانية التي التقاها وهي إصرار فرنسا على الوقوف الى جانب لبنان ودعم مؤسساته الدستورية”.
من جهتها، قالت أوساط دبلوماسية لبنانية لموقعنا بأن بونافونت وقبل توجهه الى السعودية أراد أن يستطلع قابلية مبادرة الحريري التشاورية للحياة وخصوصا في ظلّ معارضة قوية يلاقيها ترشيح العماد عون من قبل أفرقاء لبنانيين رئيسيين ما يجعل الأزمة المؤسساتية والرئاسية مرشحة للتفاقم الخطير الذي لا تريده فرنسا.
الى ذلك تشير الأوساط الى أن الهبة السعودية للجيش اللبنانية والتي تصرّ فرنسا على منحها للمؤسسة العسكرية اللبنانية ستكون أحد المواضيع التي سيناقشها بونافونت مع المسؤولين السعوديين.
مارلين خليفة