يعيد “مصدر دبلوماسي” نشر هذا التقرير الذي نشره يوم الثلاثاء 11 تشرين الأول موقع “لبنان 24” لكاتبته مارلين خليفة على الرابط الآتي:
http://www.lebanon24.com/channels/featured/
مارلين خليفة
لا تحتمل “تغريدة” القائم بالأعمال السعودي في لبنان وليد البخاري عن “حكيم وزراء الخارجية العرب جان عبيد”، كلّ الإجتهادات السياسية والإعلامية التي رافقتها، ما اضطرّ البخاري الى سحبها والتأكيد أنها “كانت في إطار توثيق سلسلة من الأقوال المأثورة لسمو الأمير سعود الفيصل-رحمه الله- وهي لا تحتمل الكثير من الإجتهادات”.
ولعلّ التغريدة التي نزلت كالمياه في أرض سياسية قاحلة حرّكت كل القراءات المتخيّلة، لكنها جاءت بحسب أوساط دبلوماسية عليمة عفوية وعلى الصفحة الشخصية لبخاري، ولم كانت لها أبعادا رئاسية بدفع رسمي لذا قام بحذفها تجنبا لمزيد من التأويلات الغير واقعية.
لكنّ هذا الحادث “التويتري”، لا يعني بأن المملكة العربية السعودية أعطت ضوءا أخضر لرئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري للسير قدما في ترشيحه غير المعلن بعد للعماد ميشال عون. صحيح بأن أوساطا سعودية (غير رسمية) تشير بأن السعودية تفضّل ملء الشغور الرئاسي حفاظا على استقرار لبنان، إلا أن “ضوءها الخضر” على مشروع الحريري الرئاسي مع عون لن يظهر البتّة.
وفي معلومات حصل عليها “لبنان 24” تلخّص مناخات سفارات غربية وعربية عدّة في بيروت فإن التشاؤم سائد في الجو الدبلوماسي العامل في لبنان على عكس المناخ الذي ساد منذ عودة الرئيس سعد الحريري وبدء مشاوراته السياسية. فمنذ بداية الجولة، كان السفراء والدبلوماسيون في بيروت مترددين حيال هذا الضخّ الهائل من كميات التفاؤل حيال إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 31 الجاري.
والسبب هو أن أي بلورة للملف الرئاسي في لبنان ليست منفصلة لغاية الآن عن الملف السوري بإرادة “حزب الله” أولا الذي يريد تثمير “تضحياته” السورية في الداخل اللبناني، أما الموقف السعودي فدونه حديث آخر.
وفي المعلومات الخاصة أنّ الأيام العشرة المقبلة مفصلية للرئيس سعد الحريري الذي من المرجّح جدّا أن يلتقي في جولته القادمة الى السعودية ولي ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان بن عبد العزيز، ومنه سيتلقى الكلام الفاصل وهو ينحصر بحسب المناخ الدبلوماسي السائد في 3 سيناريوهات: أن تعطيه المملكة العربية السعودية الضوء الأخضر للسير بترشيح العماد ميشال عون وانتخابه رئيسا للجمهوريّة اللبنانية، أو أن تعطيه حرية الخيار ويتحمّل مسؤولية تبعات خياره بلا الحصول على ضوء أخضر منها، أو أن تنهيه عن السير بترشيح عون.
وهنا تشير الأوساط بأن ردّة فعل الحريري هي التي ستكون الحدّ الفاصل في كلّ هذه القضية المعقّدة وهو قد يعمد الى التفرّد والذهاب لانتخاب العماد ميشال عون بنصف عدد نوابه مدعوما من جنبلاط.
وبالتالي تبقى الأيام العشرة القادمة مفصلية، وثمة تحركات دبلوماسية ناشطة باتجاه السعودية ومعظمها لا يصبّ في صالح العماد عون وذلك كي لا يصبح لبنان منبرا رسميا لـ”حزب الله” ولإيران عبر رئاسة الجمهورية بحسب أوساط عليمة.
أما نوايا الرئيس الحريري فلا مجال للتشكيك فيها لأنه سعى الى التوسط لدى الكويت وتركيا وروسيا لكي تعطيه المملكة ضوءا آخر على خيار العماد عون ولم يفلح لغاية اليوم.
من جهتها، قالت أوساط سعودية عليمة لموقع “لبنان 24″ لدى الإستفسار منها عن الموقف السعودي المحتمل إزاء مبادرة الحريري:” بكل صراحة فإن الحديث عن لبنان واستحقاقه الرئاسي تراجع كثيرا ولم يعد همّا أول في المملكة لأن التركيز الأساسي للسياسة الخارجية السعودية يتمحور على حلب والموصل وإنهاء تحرير اليمن”.