“مصدر دبلوماسي”
وزّع المكتب الإعلامي لرئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري البيان الإعلامي الآتي عن مناقشاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وهنا النصّ الحرفي:
استقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عند الواحدة والربع من بعد ظهر اليوم الرئيس سعد الحريري في مقر الضيافة التابع لوزارة الخارجية، حيث عقد معه اجتماعا، استهله لافروف مرحبا بالرئيس الحريري في موسكو، وقال: “نحن دوما نقيّم العلاقات الطيبة الروسية اللبنانية، كما نؤيد دائما وحدة أراضي لبنان وسيادته والمبادئ التي تم الاتفاق عليها بين جميع القوى السياسية والطائفية اللبنانية وما يعطي للبنان فرصة لتعزيز وتطوير البلاد”.
وأضاف: “للأسف الشديد في هذا الوقت الدقيق يعيش لبنان أزمة سياسية، وهناك بعض الجهود للتغلب على هذه الأزمة، وأنا أود التعبير عن تأييدنا لجهودكم التي تقومون بها، يا دولة الرئيس سعد الحريري المحترم، من أجل التغلب على هذه الأزمة السياسية. ونحن متضامنون مع اللبنانيين والشعب اللبناني والصعوبات بالنسبة للأزمة السورية، وخاصة مع وجود أكثر من مليون لاجئ سوري على الأراضي اللبنانية، وهم في لبنان بسبب الإرهابيين الموجودين في سوريا حاليا. وهذه أعداد هائلة من اللاجئين السوريين، خصوصا مع وجود عقوبات غربية، ولا سيما أميركية وأوروبية، وهي عقوبات آحادية الجانب وغير عادلة. ونحن نعطي للبنان الدعم المالي والإنساني لكي يتغلب على أزمة اللاجئين، ونعرف أن الجيش اللبناني يواجه “داعش” و”جبهة النصرة” على الحدود مع سوريا، ونحن نؤيد لبنان في هذا المجال. كما أننا نتعاون مع لبنان ضمن آليةالجمعية الدولية لدعم سوريا التي تم تأسيسها من قبل روسيا الاتحادية والولايات المتحدة، من أجل تسهيل الوضع اللبناني والأزمة في سوريا. ولقد كثفنا جهودنا مع الولايات المتحدة وجمعية دعم سوريا، حيث تم تحصين الاتفاقات الأميركية الروسية من قبل الجمعية الدولية لدعم سوريا أحيانا، وللأسف الشديد فإن بعض الأطراف عملت على تفكيك هذه الاتفاقات الروسية الأميركية. وفي رأينا فإن جزءا من الأشخاص في القيادة الأميركية، وعلمنا ذلك أمس، حيث رفضت الولايات المتحدة هذه الاتفاقات لتسوية الأمر، وهذا وضع سيء. من هنا فإن الولايات المتحدة لا تلتزم بالاتفاقات، وليس فقط بما يتعلق بالتزاماتها بفصل المعارضة المعتدلة عن جبهة النصرة، ولكن أيضا الالتزامات الخاصة بفتح طريق “الكاستيلو” قرب مدينة حلب، وهذا شيء مؤسف. ونحن لا نزال نسعى لكي يتم الوفاء بقرارات الأمم المتحدة وسنكون نشطاء في الجمعية الدولية لدعم سوريا، وسنواصل التنسيق مع الجميع وخاصة مع أصدقائنا في لبنان، لوضع حل للأزمة في سوريا يصب في صالح الاستقرار في لبنان.
وفي النهاية أود التشديد على الدور المهم الذي تلعبونه، أنتم شخصيا، بالنسبة للوضع الداخلي في لبنان.
الرئيس الحريري
من ناحيته، قال الرئيس الحريري: “شكرا معالي الوزير على استقبالي في موسكو، ونحن نعتبر أن لروسيا دورا مهم تلعبه في المنطقة، وكما تعلمون فقد قمنا بعدة مباردات لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، ولكن حتى الآن هناك معطل أساسي هو “حزب الله” ومن دون شك، فإن الأزمة السورية تشكل بالنسبة لنا حملا ثقيلا، وهناك تحديات كبيرة لدينا، وخاصة مع وجود أكثر من مليون و200 ألف لاجئ سوري في لبنان. ولكن هؤلاء هم سوريون ومن الشعب السوري والأزمة السورية يجب أن تنتهي بأسرع وقت ممكن بحل سياسي يكون عادلا للشعب السوري، لأن الشعب السوري، مثل كل شعوب المنطقة، يريد الحق في الحياة الكريمة والعادلة.
هؤلاء أتوا إلى لبنان قبل ظهور “داعش” عندما كان النظام في سوريا لا يعامل شعبه بالشكل الذي يجب أن يعامله فيه، ولدي كل الثقة بأن روسيا، وهي لطالما دافعت عن حقوق الشعوب في منطقتنا، وخاصة في فلسطين ولبنان وسوريا، ونحن نرى أن روسيا يجب أن تسعيد هذ الدور لمصلحة الشعوب في المنطقة”.
وأضاف: “أنا لبناني معتدل، مسلم سني، ضد أي نوع من الإرهاب، فالذين يدّعون أن هذا هو الإسلام من داعش أو النصرة أو القاعدة أو غيرها من المنظمات الإرهابية لا يمثلون أي نوع من الإسلام. الشعوب العربية في المنطقة تنظر إلى روسيا، وخاصة في هذه المرحلة، بأن تلاقي الحل بشكل عادل للشعب السوري وللمواطن السوري وللأطفال السورييين، وخاصة ما يحصل في حلب. هذه مشكلة كبيرة برأيكم وبرأي كل العالم ونحن نرى أن دوركم السياسي وكذلك ما تقومون به مع الولايات المتحدة والدول في المنطقة، هو أساسي ويجب أن يستكمل لإنهاء هذه الأزمة.
وأنا أريد أن أشكركم وأشكر الرئيس فلاديمير بوتين على المساعدات للجيش اللبناني وأيضا المساعدات المادية التي تأتي للاجئين السوريين، وهذا أمر نحن بحاجة له وخاصة وسط هذه الأزمة.
رد الوزير لافروف
وعقّب الوزير لافروف على كلمة الرئيس الحريري فقال: “شكرا جزيلا على كلمتكم الطيبة وعلى تقديركم لدور روسيا التقليدي فيما يخص التعاون مع البلدان العربية. وأريد أن أقول بأننا ننطلق من مبدأ واحد، أنه إذا كان هناك أزمة أو نزاع، فإنه يجب على الشعب نفسه وجميع مكوناته الطائفية أن تتفق، وهذه هي المبادئ أيضا التي تأسست عليها الدولة اللبنانية بالضبط.
وبالنسبة لما يخص أنظار العالم علي روسيا، وخاصة بالنسبة للوضع في حلب، فإنه لا يجب أن ينظر العالم والبلدان العربية إلى روسيا فقط ولكن يجب أن ينظروا إلى غيرنا، إلى من لا يريد ولا يعمل شيئا لفصل الإرهابيين من المعارضة المعتدلة، ومن لا يعمل شيئا لتحسين الوضع. ويجب على العرب أن ينظروا إلى الولايات المتحدة وأوروبا وإلى بلدان الشرق الأوسط الرائدة.
مأدبة غداء
بعد ذلك، أقام وزير الخارجية الروسي مأدبة غداء على شرف الرئيس الحريري، حضرها عن الجانب الروسي نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية سيرغي فيرشيني ونائب مدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية أندريه بانوف وعدد من المسؤولين في وزارة الخارجية، وعن الجانب اللبناني، حضر أعضاء الوفد المرافق للرئيس الحريري، الذي ضم النائبين السابقين غطاس خوري وباسم السبع والسيد نادر الحريري ومستشار الرئيس الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان، وقد استكملت خلالها مواضيع البحث.
وكان الرئيس الحريري قد استقبل في مقر إقامته السفير اللبناني في موسكو شوقي بونصار، في حضور مستشاري الرئيس الحريري غطاس خوري وجورج شعبان.