يعيد “مصدر دبلوماسي” نشر هذا التقرير الدبلوماسي الذي نشره اليوم الثلاثاء 13 أيلول 2016 موقع “لبنان 24” لكاتبته مارلين خليفة على الرابط الآتي:
http://www.lebanon24.com/articles/1473749362967774100/
مارلين خليفة
هل تصل المناكفة بين السعودية وإيران حدّ تعيين الرياض سفيرها في العراق ثامر السبهان في بيروت؟
لا أحد يمكنه الجزم بصحّة هذا “السيناريو” المتداول في بعض الأوساط الدبلوماسية، لأنّ السياسة الخارجية السعودية سمتها التكتّم والمفاجأة، ولكنّه “سيناريو” موجود قيد التداول ويستحق في حال حصوله القراءة المتأنية وخصوصا لجهة انعكاسه على الداخل اللبناني.
لا شكّ بأن “الكباش” الإقليمي عاد يشتدّ بقوة بين السعودية وإيران من اليمن فالعراق وصولا الى سوريا، وليس لبنان إلا ساحة للهزّات الإرتدادية لهذا الصراع.
ويبدو السعوديون غاضبين جدا من الدور الإيراني المتنامي في العراق، وأخيرا اتهم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان بـ”التدخل” في الشأن العراقي، مؤكدا بأنه سمع بطلب وزارة الخارجية استبدال السفير من الإعلام”. وقال العبادي بأن “السفير السبهان تدخل في الشأن العراقي وكانت له تصريحات غير سليمة، لكننا نريد أن يستمر العمل الدبلوماسي مع السعودية رغم الخلافات”. وكانت وزارة الخارجية العراقية طلبت في 28 آب الفائت من نظيرتها السعودية استبدال السبهان بسبب تصريحاته.
وكان السفير السبهان قد صرّح بأنّ لديه أسماء المتورطين في محاولة اغتياله في العراق، ملمحا الى ميليشيات عراقية تعمل بتدبير إيراني، لافتا الى أنه في حال تم استبداله بطلب من “الخارجية العراقية” فإن “السعوديين جميعهم ثامر السبهان”.
وتتقاطع تصريحات العبادي مع معلومات من أوساط سعودية (غير رسمية) قالت لـ”لبنان 24″ بأنّ بأن المملكة تنظر منذ مدّة الى أن حياة سفيريها في العراق ثامر السبهان ولبنان علي عسيري مهدّدة تهديدا جديا، ما حدا بالسفير السبهان للإنتقال للعيش في الأردن في حين تمّ سحب السفير عسيري الى المملكة وتعيين قائم بالأعمال.
وتقول الأوساط السعودية بأن العلاقة بين السعودية ولبنان “مجمّدة بلا أي ضوء أخضر ولا بارقة أمل”، مشيرة الى “أن الأمور ما زالت معقدة في سوريا والعراق واليمن، عازية الأمر الى تدّخل “حزب الله” وإيران في سوريا والعراق وسيطرته على لبنان وما يزيد الطين بلّة غياب رئيس للجمهورية”.
بالعودة الى “سيناريو” تعيين السبهان في لبنان، تقول أوساط سياسية متابعة للشأن الإقليمي بأن هذا الأمر إن حصل ” سيزيد من حدّة الصراع داخل مجلس الوزراء في ظل غياب رئيس للجمهورية، والسؤال الذي سيطرح هل تستطيع الحكومة اللبنانية قبول أوراق إعتماد السبهان؟”.
وتشير الأوساط الى أنه “إذا تحقق هذا “السيناريو” فهذا يعني بأن الصراع الشيعي السنّي نقل بحدّة الى لبنان”.
علما بأنّ آلية إعتماد السفراء في لبنان تتمّ كالآتي: يتمّ إرسال أوراق إعتماد السفير المعيّن من دولته وكتاب الإعتماد الى وزارة الخارجية والمغتربين ثمّ يزور السفير وزارة الخارجية ويقدّم نسخة من أوراق إعتماده الى وزير الخارجية، ثمّ يتم تحديد موعد له عند رئيس الجمهورية، لكن بسبب الشغور الرئاسي حصلت إجراءات إستثنائية لبعض السفراء كما سفير الإمارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي، والولايات المتحدة الأميركية إليزابيت ريتشارد وتركيا تشاغاتاي الجياس تركيا … بحيث تمّ قبول أوراق إعتمادهم من قبل مجلس الوزراء مجتمعا. لكن لا أحد يحق له منح الإعتماد للسفراء الأجانب وللسفراء اللبنانيين في الخارج سوى رئيس الجمهورية.
ولا تزال صيغة “السفير المعيّن” سارية لغاية الآن على جميع السفراء الذين يعيّنون في لبنان منذ قرابة العامين ونيّف.