يعيد “مصدر دبلوماسي” نشر هذا التقرير الذي نشره موقع “لبنان 24” أمس على الرابط الآتي
http://www.lebanon24.com/articles/1469519619569645700/
مارلين خليفة
يسود في الأوساط السياسية اللبنانيّة مناخ من “التفاؤل الحذر” إذا صحّ التعبير بإمكانيّة حدوث “أمر ما إيجابي” بالنسبة الى الإستحقاق الرئاسي اللبناني. هذا التفاؤل وصل بأن يقول أحد النواب اللبنانيين للسفير الفرنسي في بيروت إيمانويل بون أمس أثناء تكريم السكرتير الأول في السفارة الفرنسية جان-كريستوف أوجيه في قصر الصنوبر بأنه ربّما يضطر الى قطع إجازته والعودة بسرعة الى بيروت للمشاركة في انتخاب الرئيس العتيد!
وبدبلوماسيته المعهودة أجاب بون بأن فرنسا تتمنّى أن يتوافق اللبنانيون حول رئيس، وإذا حصل فإنه مستعدّ لأنّ يقطع إجازته، مردفا:” باريس قريبة جدّا من بيروت 4 ساعات وأكون عندكم!
وبين عبارتي متفائل ومتشائم فضّل بون استخدام تعبير “متشائل” الملتبس بين الشعورين.
لكن ما مردّ هذا التفاؤل المسيطر في الوسط السياسي والذي يعبّر عنه السياسيون من فريقي 8 و14 آذار بالإبتسامات ذي المغزى والغمز حين يتلاقون؟
يبدو بأن جلسة الحوار المقبلة برعاية الرئيس نبيه بري مطلع آب سوف تكون مؤشرا قويا على ما يجري في الكواليس الإقليمية والدولية التي تنعكس حتما على لبنان.
ويبدو بحسب المعلومات التي حصل عليها “لبنان 24″ بأن ثمةّ قرار سعودي مستجدّ بعدم ربط الملفّ اللبناني بالملفات الإقليمية الأخرى التي يتم القتال عليها مع إيران والتفرّغ لسوريا واليمن وبقية الملفات.
وقال مصدر سعودي (غير رسمي) لـ”لبنان 24″ بأن ” لبنان ليس في الأجندة السعودية حاليا، وأن أمن الخليج هو أولوية، في حين أن لبنان لا يشكل أي ورقة بالنسبة الى السعودية التي انسحبت من البلد معنويا، تاركة حلّ زمام الأمور العالقة لسياسييه”.
وهذا الرأي يتلاقى مع ما ينقله نائب عوني من أن الرئيس سعد الحريري مستعد لانتخاب العماد ميشال عون فورا في حال لاقى الأمر ضوءا أخضر سعوديا.
من جهة ثانية، قال مسؤول سياسي بارز في مجلس خاص بأنّ الفرنسيين سألوا “حزب الله” أخيرا بعد زيارة وزير الخارجية جان-مارك إيرولت عن الضمانات بإتيان الحريري رئيسا للحكومة في حال انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهوريّة من دون تسويف في إقرار البيان الوزاري لأشهر كما جرت العادة؟ وسألوا أيضا عن مضمون البيان الوزاري والثلث المعطّل وسواها من التفاصيل المملّة التي يتحفّظ السياسي المذكور عن الخوض فيها، لكنّه يردف بأنّ الملفّ اللبناني ليس ملفا رئيسيا في الإشتباك السعودي-الإيراني بطلب أميركي أوروبي دولي مباشر وبأن حلّ عقدة الرئاسة اللبنانية بات وشيكا.
أما العونيين فهم دوما في حال من التفاؤل غير الحذر، وتؤكد أوساطهم بأن العماد ميشال عون مرتاح لجميع المؤشرات السياسية التي تصله من “تيار المستقبل” ومن وليد جنبلاط وسواه من السياسيين وبأن انتخابه ليس وشيكا فحسب بل هو أكيد مئة في المئة!!!
في الإطار الرئاسي من المتوقع أن تسير حركة رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع تصاعديا في الأيام المقبلة لجهة توليه إقناع الرئيس سعد الحريري وفريقه السياسي بمرشحه العماد ميشال عون، ويتسلّح جعجع بدفع دولي غير مسبوق توّجه البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن الدولي لإنتخاب رئيس للجمهورية حفاظا على استقرار لبنان من جهة بسبب وجود حوالي المليوني نازح سوري على أراضيه وبسبب عدم زعزعة السلطة المؤسساتية في حال تمّت الإنتخابات النيابية المتوقعة سنة 2017 مع ما يستتبع ذلك من حكومة تصريف أعمال وفراغ رئاسي مستشر.