حذّرنا الحكومة اللبنانية من تنظيم غولن الإرهابي منذ 2013
مارلين خليفة- “مصدر دبلوماسي”
لعلّ التنبيه الى “خطورة التنظيم الإرهابي لفتح الله غولن”، الداعية الإسلامي الذي يعيش في الولايات المتحدة الأميركية والذي تتهمه تركيا بالتخطيط لمحاولة الإنقلاب الفاشلة في 15 الجاري هو السبب الرئيسي لدعوة سفير تركيا في لبنان تشاغاتاي الجيّاس الإعلام اللبناني لحضور مؤتمر صحافي عقده في منزله في الرابية اليوم الإثنين.
وقدّم السفير الجيّاس رواية عن تفاصيل الإنقلاب واصفا من نفذوه بـ”المتآمرين أعضاء من مجموعة فتح الله غولن، أطلقوا النار على شعبهم خائنين قادتهم ووطنهم”.
وأبرز ما ورد في المرافعة الرسمية التي قدّمها الجياس النقاط الآتية:
قتل في المحاولة الإنقلابية 246 شخصا وجرح 2186 آخرين.
وردّا عل سؤال عمّن يقف وراء المحاولة الإنقلابية؟ يأتي الجواب الرسمي بلا لبس:” نحن واثقون تماما وبدون أي شك أن فتح الله غولن ومنظمته الإرهابية كانا وراء هذه المحاولة الإنقلابية”. يضيف السفير التركي:” قادت المحاولة الإنقلابية الفاشلة مجموعة من ضباط الجيش من صفوف مختلفة ينتمون الى مجموعة غولن وكانت هذه الشبكة مدعومة من قبل اشخاص غير عسكريين وجماعات معروفة بأن لها صلات وثيقة مع فتح الله غولن”. ويتابع السفير التركي:” أكدت شهادات المتآمرين المعتقلين وعدد كبير من الوثائق التي تمّ الحصول عليها خلال التحقيقات علاقة غولن بهذه المحاولة الإنقلابية الفاشلة وأظهرت الطبيعة الحقيقية لمنظمته الإرهابية”.
وتوصل الجياس الى الخلاصة الآتية:” إننا نتوقع من الولايات المتحدة الأميركية تسليم فتح الله غولن الى تركيا، قدمنا الملفات الرسمية الى الولايات المتحدة الأميركية الأسبوع الفائت وسنواصل القيام بذلك كلما يتمّ الحصول على مزيد من الأدلّة من جرّاء التحقيقات الجارية. سيسافر وزير الخارجية التركي ووزير العدل الى الولايات المتحدة الأميركية في الأيام القليلة المقبلة للبحث في هذه المسألة مع نظرائهما الأميركيين”.
التعريف الرسمي التركي بغولن
عرّف السفير التركي بغولن المتهم من حكومته على الشكل الآتي:
“فتح الله غولن هو داعية تركي يعيش في منفى إختياري في الولايات المتحدة الأميركية يدير شبكة سرية جدا وخطيرة عبر الحدود الوطنية تهدف الى الإطاحة بالحكومة المنتخبة ديموقراطيا في تركيا”. ويشير الى أنّ ” ملة غولن ظهرت عام 1970 من خلال حركة تؤمن خدمات تعليمية وقد كشفت التحقيقات قبل المحاولة الإنقلابية أن أتباعه قاموا بالتسلل في مختلف مؤسسات الدولة أولا وقبل كل شيء في الجيش والشرطة والقضاء (…).
ولعلذ أبرز ما يلفت هو قول السفير التركي بأنّ ” تركيا حذرت باستمرار جميع البلدان بما في ذلك لبنان من الدوافع الحقيقية والأجندة الخفية لهذه المجموعة الإرهابية وزعيمها فتح الله غولن”.
وسأل “مصدر دبلوماسي” الجياس عن السبب الذي حدا أنقرة الى تحذير الحكومة اللبنانية من غولن وهل كانت لديها شكوك بأنه يهيء أمرا ما من بيروت؟!
نفى السفير الجياس ذلك وقال بأنّ حكومته ” طالما حذرت لبنان وبلدان أخرى من خطر هذا التنظيم وأجندته الحقيقية، وقد بدأت الحكومة التركية تدرك مدى التهديد الجدي لهذا التنظيم منذ 2013 من هنا جاءت التحذيرات للدول جمعاء ومنها لبنان بألا يخدع بالصورة السلمية التي يقدّم فيها هذا التنظيم ذاته، ومن أنه يشكل خطرا على شركائنا وأصدقائنا في حال صدقوا دعايته”.
ولفت الجيّاس الى أنّ “غولن وتنظيمه لا يملكون مدارس في لبنان ولا شركات، وبالتالي فإن طريقته في غسل الأدمغة عبر المدارس واستخدامه طرقا غير شرعية لعناصر يزرعها داخل الدولة غير موجود في لبنان لكن التحذير منه واجب”.
في مصاف “داعش”
وردّا على سؤال لـ”مصدر دبلوماسي” عن الدور التركي المقبل في محاربة “داعش” لا سيما بعد الإجتماع الأخير لدول التحالف في الولايات المتحدة الأميركية قال الجياس:” بأنّ تركيا هي جزء من التحالف الدولي وهي مستمرة في محاربة “داعش”، وتحارب حزب العمال الكردستاني واليوم أضيف اليه تنظيم غولن الإرهابي (…)
وعن العلاقة مع مصر قال الجياس:” بأن تركيا وقفت الى جانب الحكومة الشرعية حين وقع الإنقلاب ( ضد الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي) وهي لا تزال على موقفها الذي لن يتبدّل”. وأسف لمعارضة مصر إصدار بيان رئاسي عن مجلس الأمن الدولي يدين محاولة الإنقلاب في تركيا”.
سوريا
وعن دعم تركيا للمعارضة السورية ضدّ من يعتبره البعض “النظام الشرعي” للرئيس بشار الأسد؟ قال الجيّاس:” ليست تركيا وحدها من دعمت المعارضة المعتدلة بل ثمّة دول عدّة، ونحن لا نزال على موقفنا، ولغاية الآن لن يصدر أي شيء عن وزارة الخارجية التركية يشير الى تبديل موقف تركيا في سوريا. لكن تركيا تدعم الحل السياسي وضد الحل العسكري وهي مستمرة بدعم اي عمل إنساني يسهّل حياة الناس”.
وردّا على سؤال صحافي قال بأن الإتفاقيات بشأن النازحين السوريين في أوروبا مستمرة بالشكل الطبيعي (…).
وخصص الجياس حيزا من مؤتمره الصحافي لعرض شريط فيديو عن هجمات الإنقلابيين ضد مقار حكومية رسمية ومنها البرلمان التركي والقصر الرئاسي، وتحدث عن معنى إعلان حالة الطوارئ في تركيا لمدّة 3 أشهر.
فأورد المعلومات الآتية: “إعتقل نتيجة التحقيقات الجارية بشأن الإنقلاب الفاشل 13 ألف مشتبه بهم حتى الآن من بينهم ضباط وجنود وقضاة ومدعين عامين وموظفي القطاع العام وبعض المدنيين المشتبه في كونهم من بين مدبري الإنقلاب وقد تم إيقاف 5837 شخصا.
ولفت الى أن تركيا كما فعلت فرنسا منذ تشرين الثاني سنة 2015 ” لجأت الى حق عدم التقيد بالإلتزامات الواردة في الإتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان على النحو المنصوص عليه بموجب المادّة 15 من الإتفاقية، كما ورد فيها بشكل واضح بأن عدم التقيد لا يعني تعليق الحقوق إنما وضع بعض القيود على ممارسة حقوق معينة بموجب الشروط المطلوبة”. ولفت الى ان ” حالة الطوارئ لن تؤثر على حقوق وحريات مواطنينا الأساسية ولن يكون لها أي تأثير على حياة الناس اليومية وأنشطتهم الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياحية”
وكرر القول:” يستطيع أصدقاؤنا اللبنانيون السفر والتمتّع في تركيا كما كانوا يفعلون من قبل”.